فتلك بحاجة الى وقفة طويلة مع هذا المتأسلم الحداثوي الذي يريد جرّنا الى مباحث فقهية لانعدم الخوض فيها...
حسن سلطان الإسم المستعار لونا وطعما أما رائحته فوصلت إلينا نبأً غير مكذوب وهو من الضمائر المستترة المبنية للمجهول الفكري المستعار، لأنه يدّعي انه (مسلم شيعي متدين)...ولهذه الكلمات مباحث عليّ إيفاءها قبل الولوج الى حملته الإيمانية التي ربما يريد بها تذكيرنا بحملات من سبقوه!!...
مادمت تدّعي الإسلام فأقول معك أن الأذان مستحب مالم يُعنون بعنوان ثانٍ فيكون حينها واجباً....أي إذا أفتى الولي او الحجة أن يعنونها بإسم الإسلام تصبح واجباً...ولاأعني هنا مراجع الشيعة او السنّة على حدّ سواء...ويكفيني أن أرشد القراء الكرام إلى حادثة كربلاء وماتبعها من أسر الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهم السلام حين قالوا له بمجلس يزيد الذي كانت لديه روح النصر!! في أعلى مستوياتها أن يزيد بن معاوية قد إنتصر على الحسين فأجابهم أنتظروا الأذان...فلما اذّن المؤذّن في تلك الساعة قال لهم: أعلمتم من هو المنتصر الحسين أم يزيد؟هنا كان الأذان واجبا لأنه كان يمثّل الإسلام المحمّدي....وأعطيك مثالا آخراً حسب فهمك المسيّس....العلم العراقي عبارة عن قطعة من القماش...لكن إذا مزّقته أمام العراقيين فستجد من ينهال عليك بمايملك من أسلحة ربما توصلك الى الموت لأن العلم هنا رمز للعراق وللوطن وللبلاد وهو ليس حكراً على أحدٍ دون آخر...
كأن الكاتب الذي يستكثر سماع داعي الله يتغافل عن سيرة مؤذّن النبي العظيم محمد (صَ) وهو الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي وقول النبي (صلى الله عليه وآله)بحقه: (إنّ ابن أمّ مكتوم يؤذن بليل، فإذا سمعتم أذانه فكلوا وأشربوا حتّى تسمعوا أذان بلال)( التهذيب: ج ٤، ص ١٨٥، من لا يحضره الفقيه: ج١، ص ٢٨٣.)....وأنقل لك مارواه تاريخ المسلمين (ولما زار الشام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتسلم مفاتيح القدس ، طلب من بلال أن يُؤذّن لهم ، ولم يستطع بلال أن يرفض طلب الخليفة ، خاصة في تلك المناسبة التاريخية وقال عمر : يا بلال إن هذا يوماً يسر رسول الله ".... فعلا ظهر المسجد وأذن بصوت حنون جعل الخشوع وخشية الله يسكنان قلوب السامعين ، وما إن وصل إلى (محمد رسول الله ) حتى فاضت عيناه بالدموع وبكى لبكائه جميع الحاضرين ،وكان عمر أشدهم بكاءاً )..الم تفكر ولو للحظة لم أمر النبي (صَ) بلال أن يعلو ظهر الكعبة ويؤذن ، ووقفت الألوف المسلمة تردد في خشوع كلمات الأذان؟...ألم ينعته السلف الصالح بأنه(أول مؤذن في الإسلام ومؤذن رسول الله (صَ) ومزعج الأصنام...هل كان بلالاً عاطلاً عن العمل ولم يجد من يعيله سوى بأداء وظيفة تجدها أنت ديكورا إسلاميا لاموجب لإعادة ذكره ؟ أنك بذلك ترتكب إثمين احدهما نسبة العبث وعدم مراعاة النبي (ص) لبيت مال المسلمين الذي كان بلال يتسلم منه عطاءه(وحاشا لرسول الله (ص) من ذلك....والثاني تقليل دور الصحابي الجليل بلال الحبشي في خدمته للإسلام وكونه لايعدو أن يكون عطّالا بطالا يقضي أوقاته بين أسواق المسلمين(وحاشاه)....
لماذا أنزل الله تعالى في محكم كتابه الكريم(يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون(الجمعة ٩)؟هل كان النداء يتم بقرع الطبول أو كتابة سبتايتل على شاشة قناة مكة الفضائية التي ربما ورثتها قناة روتانا الفضائية التي تبث على أغاني نسوانها المستورات(حان الآن أذان الظهر حسب توقيت حسن سلطان الخريفي!!).
لدينا آذان يدعو لأن يبقى للإسلام رمزه المادي والمعنوي...تماما كما للكنيسة حين تسمع قرع النواقيس ...ولباقي الأديان التي لاتملك قناة فضائية تسمى (الفضائية العراقية)!!!
القرآن يقول(وماأتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا)...وأنا لم أجد في كلامك حديثا مرويا عن النبي (ص) يمنع الفضائية العراقية بمنع بث الأذان(الشيعي والسني على حد سواء)....ويعجبني مارواه لي أحد الثقاة الذين كانوا يحضرون مجلساً لأحد علماء المسلمين حين سأله أحد السائلين عن عمله في بيع أدوات الزينة والملابس النسائية بجميع أنواعها...فقال له ان هذه المهمة يكون للنساء فيها الحظ الأوفر وتمنعك من إرتكاب المحذور...فقال له : أنا مسيطر على رغباتي وشهواتي ولاتستطيع إمرأة أن تغويني ...فأجابه هذا العالم العالم: بنيّ قولك هذا يجعلني أنظر إليك من خلال خيارين...الأول أما أن تكون نبياً أو تكون حماراً...ونحن نعرف أن النبوّات إنتهت برسالة محمد(ص) خاتم الأنبياء والرسل ...واما ان تكون الثاني حتى لاتغويك إمرأة ما...
أما أن تكون متديّناً...فالدين ماتدين به...وإذا كان الدين لديك أذان وصلاة وركوع وقيام فقد أخطأت القصد....الدين هو المعاملة مع الناس...لهذا كانت أحب الألقاب الى النبي العظيم(ص) هو عبد الله فقط...لأن العبودية لله تجعلك إنساناً لاترى مع الله إلهاً آخرا ...وهذا مالم أره في إسلامك وتديّنك الظاهرين... أما البواطن فذلك شأن عالم السرائر عزوجل...
وأما قولك بأني (شيعي) فتلك ربما تكون كارثة مطبعية ... فالشيعة من المتابعة...والقرآن يقول(وإن من شيعته لأبراهيم)...ويقينا أن لفظة الشيعة أدخلت عليها منظومة الفكر السياسي الإسلامي جميع مالم ينـزل الله من ألفاظ وكلمات ومعانٍ حتى وصل الأمر إلى تكفيرهم من قبل من يسمون أنفسهم أئمة وشيوخا لمجرد أنهم نُسبوا الى هذه الطائفة....وظهور الشيعة كحزب معارض لظلم بني أميّة ظهر بعد إستشهاد الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام نظرا...وكان السبب الاول هو قيام القائد الضرورة حينها معاوية بن ابي سفيان بشتم علي على المنابر وجعلها سنّة قبل الأذان الذي كان ربما يحمل صفة الحرمة وليس الاستحباب فأي أذان هذا الذي يختم بشتم خليفة المسلمين وزوج ابنة النبي (ص) وابو سبطيه...هنا لو إعترضت لكنت معك جملة وتفصيلا ولكن أنّى لك هذا!!!لكن للحق أقول ولي سند فقهي بذلك أن وجدت مراجعة لقولي هذا أن اتوسّع به....أن لفظة (شيعة علي) لاتنطبق علينا...فشيعته هم الذين لم يخالفوه في قول ولاعمل...وهم الحسن والحسين وأبو ذر وعمار بن ياسر والمقداد وسلمان المحمّدي...أما نحن الذين نتسمى بالشيعة فأولى بنا لقب( الموالين والمحبّين) لاننا خلطنا عملاً صالحا وآخر غير صالح....
يقول الإسم المستعار(حسن سلطان) مانصّه ( لماذا تصرُّ الفضائية العراقية على أذاعة الأذان الشيعي كل يوم وخمس مرات يوميا)...فأتمنى من الكاتب جلب كمية من لاصق الأميري وأن يقوم بلصق نفسه أمام شاشة قناة العراقية في اوقات الأذان(حسب مواقيت بغداد وضواحيها)...ليعلم أن أذان الصبح والظهر والمغرب (آذان شيعي)...وآذان العصر والعشاء (آذان سني)...هذا معمول به منذ سقوط جرذ العوجة ونظامه الطائفي وحتى الآن..... فلماذا تتغافل عن هذا وتلصق بالفضائية العراقية كذبة أنت من إخترعها وصدّقتها وطلبت منا أن نصدّقها...هل تريد إفهام الجميع أنك كنت نائما مع أصحاب الكهف حسب قاعدة( الزوج آخر من يعلم!!)...
هناك مؤتمرات للتقريب بين المذاهب منذ العشرينات وحتى الآن ولم تصل الى نتيجة...وأنت بجرّة قلم تريد إتهام الفضائية العراقية بما فشل فيه شيوخ الطوائف الشيعية والسنية على السواء؟
بماذا يختلف الأذان الشيعي عن الأذان السني؟ هل ان عبارة(حيّ على خير العمل) تعطيك الحق في إتهامنا بالعمالة لأيران؟ وأي عمل للفضائية العراقية واي رسالة مشفّرة جاسوسية تريد إيصالها الى المخابرات الإيرانية غفل عنها الجميع وأكتشفها (أبو العرّيف) لتكون مسماراً تدقّه فوق رؤوسنا العراقية؟
وهل عبارة (اشهد أن عليّاً وليّ الله) تعطيك الحق أن تتهمنا بالتبعية لأيران؟؟؟؟؟؟؟
القرآن يقول(ألا أن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون)...فالمؤمن (أي مؤمن) هو ولي من أولياء الله...وهل في إيمان علي مايجعلك تستكثر أن تتشرف به المآذن وهو المولود في الحجر الأسود ...وهو قبلتك التي تتوجه إليها بآذان أم بغير آذان ...ألا تجد أن تلك إشارة الى أن الناس جميعهم يتوجهون في صلاتهم الى المكان الذي وُلد فيه علي بن ابي طالب (وهذا لم يتأت للنبي العظيم نفسه وهو أفضل من علي في جميع المقاييس لأن علياً المؤدب يقول :أنا عبد من عبيد محمّد)...علي بن ابي طالب محراب من المهد الى اللحد...وُلد في محراب وإُستشهد في محراب...فهل تستكثر على الفضائية العراقية أنها تحبّ علي بن ابي طالب!! هل كان علي بن ابي طالب من قائمة الائتلاف وغيره من قائمة التوافق العراقية؟ هل نافس الامام علي أحد البرلمانيين على مقاعدهم أو مكاسبهم في جميع الحكومات؟وهل كان علي بن ابي طالب داعية للحرب الأهلية وتنفيذ المخططات التخريبية وتأجيج الفتنة الطائفية وتمزيق المجتمع؟ وأي غبي هذا الذي يتصور وجود شيعة وسنّة في زمن النبي العظيم(ص) وفي زمن الخلفاء الراشدين(رضي الله عنهم).....
لماذا تريد يابن سلطان أن تتبرع بالعراقيين الشيعة الى ايران؟هل تتصور ان الشيعة اذا توجهوا الى ايران سيذهبون بجلودهم التي يحملونها؟ ام تراهم يقتسمون البلاد مع البقية الباقية من العراقيين؟
من سمح لك بذلك؟
أنت تثبت أنك وأمثالك من يرتبط بمخابرات اجنبية وهم أصحاب الحملة الايمانية الجديدة التي تصف الشيعة بالصفوية وأنتم من تعطون المسوّغ لتقسيم العراق باسم القومية العربية السياسية التي لم تورّثنا سوى الطغاة والديكتاتوريات ،وهذا مالانرتضيه بصفتنا عراقيين أولاً وأخيراً....
الفضائية العراقية قناة عراقية في بلد مسلم وإن هداك بحثك الحداثوي أن تبحث في فقه الفضائيات فأنصحك أن تتوجه بأبحاثك القيّمة الى مسلمي قناة روتانا.
* ( ٤٤ الاعراف)