تجاوز اسود الرافدين بأريحية عالية أشقائهم السعوديون في موقعة خليجي (٢١ )بهدفين دون رد في مباراة كان متوقع لها أن تحمل من الإثارة والنّدية الشي الكثير لعدة عوامل أهمها حجم وثقل المنتخبين العراقي والسعودي وأخرى أن المباراة تمثل المحطة الأولى لكلا الفريقين ومن الطبيعي أن تسعى الفرق لتجاوز العقبة الأولى التي طالما رسمت خارطة المنتخبات نحو التتويج في الكثير من المناسبات الكروية سيما بطولة الخليج العربي ، فضلا عن مسيرة المنتخب العراقي التي شابها الكثير من الإرباك على خلفية المماحكاة والتجاذبات بين المدير الفني (زيكو) والاتحاد العراقي وأدت إلى أن يترك زيكو الفريق في أحوج ما يكون اليه اسود الرافدين ما اضطر الاتحاد العراقي إلى تسمية العراقي (حكيم شاكر) مدرب منتخب الشباب لتسلم مهمة ( الطوارئ )! واعتقد أن مهمة الكابتن حكيم شاكر كانت سلاح ذو حدين فالرجل إما أن يجازف بانجازه الشبابي الذي حققه ويعود منكسراً لفتيانه أو يثبت ذاته التدريبية التي يثار حولها الكثير في أوساط الشارع الرياضي أذا ما علمنا أن الرجل لا يعد من الرعيل الأول للمدربين العراقيين ويوصف بأنه من المدربين الشباب ولا يتمتع بتأريخ كروي على مستوى المنتخبات الوطنية ، بيد انه تعامل مع المهمة بحكمة عالية عندما صرح ولأكثر من مرة وحتى بعد الفوز على المنتخب السعودي: (أنني مدرب طوارئ وجندي في خدمة الكرة العراقية لحين أيجاد البديل)! ولعل التأكيد على مفردة الطوارئ جعلته في حل من ضريبة المسئولية التي قد يتعرض لها الأسود لا سامح الله. بيد أن الرجل وبرغم تنصله المسبق من سوء النتائج وتوفير أجواء أمكانية المغامرة وجدناه قد تصرف بعقلانية تامة عندما رفض سياسة التغيير الجذري للاعبين والتي أقلقت الشارع الرياضي وأصر على دعوة بعض الركائز الأساسية من اللاعبين المحترفين وتطعيم المنتخب بالدماء الشابة الجديدة وقدم خلطة بطعم العسل جعلتنا نشعر بالارتياح والطمأنينة على مستقبل الكرة العراقية . الدرس المهم الذي يجب أن يتوقف عنده الحكيم شاكر ويأخذه لضمان السير على سكة الانتصارات حتى العودة بكأس الخليج هو ( سلاح الضغط ) على الخصم فالفرق الخليجية لا تجيد اللعب تحت الضغط ما يجعلها تفقد التركيز وتسلم إلى الهزيمة وينكشف حجمها الكارتوني الذي تضخمه الهالة الإعلامية الخليجية! ولو عدنا لنقلب تاريخ الانجازات العراقية وتحديدا في بطولة الخليج العربي نجد أنها تحققت على يد المدرب الكبير الراحل ( عمو بابا ) ،وكما يعرف الوسط الرياضي فان نظرية عمو التدريبية تعتمد على فارق اللياقة البدنية والضغط على الخصوم وحسر خياراته بالتصرف بالكرة ،وقد وصفت حينها بأنها الوصفة التي أبطلت سحر المدربين البرازيليين الكبار الذين كانوا يقودون المنتخبات الخليجية آنذاك. أذن علينا أن نمضي بسلاح الضغط على الخصوم لتوفر أدواته المتمثلة بالوجوه الشابة التي نفذت وبنجاح إستراتيجية الضغط أمام الخضر السعودي وجعلته خارج نطاق التغطية ! .