لقد بدأت الصورة تتضح يوما بعد اخر في المحافظات الغربية . وبدأت تنكشف الخيوط التي كتبنا عنها سابقا وهو دخول عصابات القاعدة بشكل قوي مكونة من سبعة فصائل بدأت تهيمن على الشارع الانباري وفي سامراء وبعض المحافظات .
اليوم بدأت مطالب المتظاهرين تأخذ منحى اخر . انهم تخلوا عن نقص الخدمات ومايحتاجه الشعب . وذهبوا بأتجاه العصيان المدني وقطع الطرق العامة وحمل السلاح وضرب القوات المسلحة والامنية وهذا تطور جديد يراد منه الفتنة !!
وليس هذا وحسب وانما اللهجة التصاعدية وسقف المطالب العالي بدأ يزداد يوميا مع شدة التصريحات على لسان اعضاء القائمة العراقية وشيوخ العشائر .
اذن نحن أمام وضع خطير وسابقة ليست اعتيادية ويجب أن نحسب لها الف حساب . لان دول محور الشر خططت بشكل لايدع مجالا للشك في تسقيط الدستور .
وكذلك المادة اربعة ارهاب وقانون المساءلة والعدالة وتبييض السجون والمطالبة بتغيير رئيس الوزراء نوري المالكي !!
مطالب تعجيزية وهي قد وضعت بهذا الشكل لأنهاك الحكومة وهذه طريقة مقتبسة يهودية للحصول على أكبر سقف من المطالب التعجيزية كما تفعل اسرائيل في فلسطين .
الملفت للنظر أن اللجنة المكلفة بحلحلة مطالب المتظاهرين برئاسة الدكتور حسين الشهرستاني تعمل بجد واخلاص وتفاني أكثر من اي وزارة عراقية اخرى .
وقد لمس هذا الشيء اليوم في المؤتمر الصحافي المشترك اغلب الصحفيين والذي عقد في الساعة الخامسة مساء مع وزيري العدل حسين الشمري وحقوق الانسان محمد شياع السوداني ووزير الدولة صفاء الدين الصافي .
وأكد في هذا المؤتمر سيادة نائب رئيس الوزراء الدكتور الشهرستاني : أن القضاء قرر من اليوم إيقاف أوامر القبض المبنية على إفادات المخبر السري !!
واضاف الشهرستاني : أنه تم اخبار السيطرات بعدم اعتماد أوامر القبض القديمة واعتماد الاوامر الصادرة من القضاء حديثا . مبينا أن الجهات القضائية أكدت أنها لاتحكم على أي شخص خلال الفترة الماضية بناء على إفادات المخبر السري فقط وانما الحكم يكون عن طريق توفر الادلة ضده . وهناك عدة نقاط سوف أوجزها :
١ _ أن اللجنة تدارست قانون العفو الخاص الذي يصدر من خلال طلب يقدم من المحكوم الى رئيس الوزراء ومن ثم المصادقة عليه من قبل رئيس الجمهورية .
٢ _ اللجنة قررت توحيد رواتب الصحوات بالحد الاعلى لاقرانهم بحيث يصل الراتب ٣٥٣ دينار واستعاب المتبقي منهم في وزارة الداخلية .
٣ _ تم انجاز ١٠٠٠ معاملة تقاعد للمشمولين بقانون المساءلة والعدالة . والجهود مكثفة لانجاز ٢٨,٥٠٠ معاملة .
٤ _ اللجنة تدارست موضوع العفو الخاص الذي يصدر من خلال طلب
٥ _ العفو الخاص لايشمل الارهابيين ومرتبكي جرائم ضد الانسانية والفساد المالي
٦ _ تعديل قانون النزاهة من اجل اعطاء الفرصة لصغار الموظفين ممن ارتكبوا مخالفات ادارية لشمولهم بالقانون المذكور .
٧ _ تم الافراح عن ٢٠٠٠ موقوف بين افراج وكفالة وان العدد سيتصاعد .
٨ _ تم نقل النساء المحكومات الى محافظاتهن وتم احالة ١٧١٤قضية .
٩ _ يدعو الدكتور الشهرستاني جميع المتظاهرين الى من يمثلهم
١٠ _ تم انجاز ١٠٠٠ معاملة تقاعد للمشمولين بالمساءلة والعدالة
وما يجدر الاشارة اليه أن الدكتور الشهرستاني لفت الى أن اللجنة الوزارية ستستمر بعملها لتنفيذ القانون بدقة . وأن الحكومة تعمل بكل طاقتها لتقديم الخدمات الى المواطنين ونأمل أن تتوفر الطاقة الكهربائية الى المواطنين نهاية العام الحالي !!
وفي نظرة سريعة لمجريات هذا المؤتمر المهم نجد أن الدكتور الشهرستاني قد فند كل مزاعم الفاشلين سياسيا وممن لايريدون الخير للعراق . وأسقط حجج اصحاب الاجندات والناعقين مع كل ناعق . وأظهر مقدرة فائقة في وضع النقاط على الحروف وأن كان بعض الشيوخ أو الساسة لايروق لهم هذا الحراك .
ولكنني وجدت الارتياح يعم الجميع رغم بوادر القلق عند البعض الاخر ممن يجدون أن ألأزمة يصعب حلها في الوقت الحاضر لان عصابات القاعدة دخلت بشكل قوي على خط التظاهرات . وهي من ضغطت على رجل الدين عبد الملك السعدي وهددته بالقتل اذا بقي في العراق . ووصل الامر الى أن رافع العيساوي عرض عليه مبالغ طائلة جدا فقط حتى يتنازل عن فتواه بحرمة اقامة الاقليم السني !!
وهي كذلك من سببت الاحتكاك مع الجيش وكانت سببا في دخولها مع المتظاهرين واستفزت القوات العسكرية بعد أن حاول الجيش تفتيشهم ولم يمتثلوا للامر وهم يهمون عبور الحاجز دون تفتيش . وكل هذا جرى والجيش يعاملهم بكل كياسة ولكن اطلاق النار بدأ من قبل المتظاهرين وبعض من حماية مجلس محافظة الانبار وذلك لارباك الوضع وخلق الفتنة . وقد وثقت القوات العسكرية من اعتدى عليهم بتصوير الحادث . والدليل على اندفاع هؤلاء بهذه الوحشية لم يكن عن فراغ . فقد كشفت وكالة الانباء الصينية عن رصد القاعدة ألف دولار لكن من يأسر أو يقتل عنصر أمن . وأن المكافأة تزداد كلما كان الهدف من الضباط الكبار !!
فهل يوجد دليل أكبر من هذا لمن حاول أن يمس الجيش بكرامته وسمعته المهنية ؟
ماذا تريدون من الجيش أن يعمل اذا كان المتظاهرين يصوبون أسلحتهم من المنازل القريبة وحتى بالقناصات مما زاد الطين بلة وأحرقوا أكثر من سيارة وهمر عسكرية .
وهنا نسأل العقلاء والحكماء من كل الاطراف وخاصة من المعترضين على قيام الجيش بضرب المتظاهرين وهم يسوفون الوقائع وتزييف الحقائق يوميا بالاعلام .
والا تعالوا معي مامعنى وجود اثنين من ابناء الرمادي وهم بالقاعدة معروفين لدى القوات الامنية من ضمن القتلى في احداث الاعتداء على الجيش ؟
وعندما تقوم القاعدة الاجرامية برصد مبالغ خيالية مدفوعة (كاش) من قطر وتركيا والسعودية لقتل جيشنا الباسل فهل هؤلاء نيتهم سليمة ؟ هل هؤلاء يريدون السلام ؟
اترك الامر لكل ذي لب حكيم أن يفكر بروية وتؤدة ويعرف أين الحق والباطل .
سيد احمد العباسي