لقد حاولت الحكومة العراقية بشتى الطرق لكي تشرك أبناء المنطقة الغربية بالعملية السياسية بشكل فعال وأساسي ، فكانت الحكومة التوافقية وإعطاء مناصب لأبناء تلك المنطقة أكثر مما يستحقون ، وطرح مبادرة المصالحة الوطنية ودعمها لفكرة الصحوات في تلك المناطق ، وقد غضت الحكومة العراقية عن الكثير من تجاوزات وإجرام الكثير ممن يدعي القيادة من أبناء المنطقة الغربية حفاظاً على النسيج الوطني وقطع الطريق أمام من يريد أن يصيد بالماء العكر ، وبسبب سعت الصدر عند قيادات العملية السياسية جعل الأخرين يستغلون الوضع في كسر القانون والتجاوز على الدستور بل وصل الأمر بالكثير منهم بالتطاول على قيادات العراق وأبناءه ونعتهم بأبشع العناوين من خيانة وعدم الوطنية وحتى وصل بهم الأمر أن يشبهونهم بالخنازير ، وقد رفعوا كل ما يعادي العملية السياسية في مظاهراتهم من أعلام القاعدة وأعلام صدام المجرم وصور أردغان ومطالب يريدون بها تدمير هذه العملية كرفض قانون مكافحة الإرهاب والمسألة والعدالة وكذلك العفو العام ، وقد عملت الحكومة العراقية على تنفيذ ما تقدر على تنفيذه بالرغم من رفض أغلب الشعب العراقي لهذا كصرف رواتب التقاعد للمشمولين بقانون المسألة والعدالة أو إطلاق سراح النساء المتهمات بالإرهاب وغيرها ، ولكن المتظاهرين الذين يُقادون من خارج العراق لم يلتفتوا لتلبية الحكومة لمطاليبهم بل يريدون من الحكومة تنفيذ حتى الذي ليس من صلاحياتها وجميعهم يعلمون ذلك ولكنهم فقط يريدون إحارج الحكومة ووضعها في موقف الظالمة التي لا تنفذ مطالب الشعب كما تصوره الفضائيات المعادية للعراق وشعبه كالجزيرة والعربية وبقية الفضائيات الطائفية كالبغدادية وغيرها كثير ، ووصلت جرأة المتظاهرين بالفلوجة بالتعدي على قوات الجيش التي قدمت لكي تحميهم من مخططات أعداء العراق الذين يريدون إشعال الفتنة ما بين الحكومة وأبناء تلك المنطقة ، وبالرغم هذا التعدي مدت الحكومة يدها وقدمت التعويضات للمصابين من المتظاهرين ولكن دون جدوى الطلبات هي هي والعملية السياسية الهدف الأكبر للمتظاهرين الذي يقادون من دول مثلث الشر تركيا وقطر والسعودية الذي بذلوا كل ما يستطيعون من أجل إعادة الدكتاتورية للعراق الجريح ، كل ما يحدث الأن في المنطقة الغربية مسيّطر عليه ويمكن تلافي الإزمة من خلال تقديم من يعي وحدة العراق من أبناء تلك المنطقة وإبعاد من يريد تدمير العملية السياسية ، تحديد المطالب المشروعة والرفض المطلق لكل مطلب الغاية منه هدم العملية السياسية ، توحيد المواقف لجميع الكتل والأحزاب السياسية التي تؤمن بالديمقراطية وترك المشاحنات والمنافسات الشخصية ، لأن الظرف الذي يمر فيه العراق أخطر ما يمكن ويجب تغليب المصلحة العليا على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية ، تطبيق القانون على كل من يتعدى على القانون بشكل قوي ورادع حتى لا يطمع الضعفاء في العملية السياسية ، ويدعم كل هذه التحركات إنتصارات الجيش في سوريا خلال هذه الأيام أو سيطرت الحكومة السورية على الأوضاع هناك مما يقطع طرق الإمداد والدعم للذين يريدون تدمير العراق وشعبه ، لأن هزيمة مرتزقة القاعدة في سوريا يعني هزيمتهم أو ضعفهم في كل الدول التي تحيط بها وخصوصاً العراق والعكس صحيح ، لهذا يجب على الحكومة العراقية أن تتخذ الحذر وتراقب أحداث سوريا بدقة متناهية ، لأن أحداث الفلوجة الأخيرة التي حدثت بعد كل هذه التنازلات من قبل الحكومة تدل على عدم إقتناع المتظاهرين ومن يقودهم بالعملية السياسية برمتها ، ولكن لم تحن الفرصة لهم بعد للإنقضاض عليها بسبب غياب الدعم اللوجستي لهم وإذا توفر هذا الدعم فلا يقف أمام هؤلاء المتظاهرون لا وحدة العراق ولا وحدة الصف ولا المصالحة الوطنية وغيرها من الأدوات التي يتمسك بها أغلب الشعب العراقي ، لهذا يجب التحرك بسرعة نحو كل قيادي يريد إنجاح العملية السياسية من أبناء المنطقة الغربية ويؤمن بالديمقراطية ودعمه حتى ينجح في الإنتخابات القادمة ، فهذا سوف يؤثر بشكل إيجابي على أوضاع تلك المنطقة ويبعدها عن التأثيرات الخارجية التي لا تريد للعراق وأهله الإستقرار والأمان ، ولا تَدعوا العراق تحت رحمة تلك التأثيرات بهذا الشكل المقلق كما هو الحال في التأثير المباشر والفعال لأحداث سوريا الداخلية على المنطقة الغربية وبالتالي جميع مناطق العراق .