يشكل إستهداف المدنيين والمنشآت المدنية في المنطقة العربية منهجية إسرائيلية متبعة منذ ان وُجد هذا الكيان في قلب الخارطة العربية.. وظلت تلك المنهجية الدموية متواصلة طيلة تأريخا هذا الوجود الشيطاني في المنطقة.. فقد كان ومازال
سجل اسرائيل حافلا بالدموية والوحشية.. خصوصا تلك التطال المدنيين والعزل تحقيقاً لمآرب تل أبيب التوسعية والاستيطانية والعنصرية..
ولعل عملية القصف الاسرائيلي الهمجية التي طالت مركز الابحاث العلمية اعادت الى الاذهان تأريخ اسرائيل الحافل باستهداف العرب حتى خارج فلسطين.. وبعودة يسيرة في الزمن سنجد تأريخ اسرائيل حافل بالتجاوزات والانتهاكات ليس داخل الاراضي الفلسطينية التي ذاقت الامرين من ويلات هذا النظام..بل حتى البلدان العربية فقد نالت هي الاخرى حصة من الدموية الوحشية الاسرائيلية.. وسوف نستثني بهذه القراءة العجلى الحروب الوحشية التي اججتها اسرائيل في المنطقة والتي راح ضحيتها الآف المدنيين العزل والعسكريين طيلة حروب عدة فجرتها اسرائيل ضد العرب..
فإسرائيل ما كانت تتورع ولم تزل ومنذ ايجادها كغدة سرطاينة ووجود لقيط في قلب المنطقة العربية والاسلامية لم تتورع عن ارتكاب ابشع المجازر الدموية ضد المدنيين العزل تحقيقاً لمطامعها التوسيعة الصهيونية.
وفي هذه الإلمامة سوف لن نقترب بتفصيل لبشاعة الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين واللبنانيين او المجازر المروعة التي ارتكبت بحقهم.. بل سنستعرض غيظاً من فيض الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت بلداناً عربية واستهدفت فيها مدنيين ابرياء ومنشآت حيوية وغير عسكرية.
فعلى سبيل المثال نورد نتف من مجازر اسرائيل التي ارتكبتها ليس في فلسطين وحدها بل طالت كذلك بلدان عربية بعيدة في جغرافيتها عن الكيان الغاصب..ففي صبيحة الثامن من نيسان عام سبعين في القرن الماضي.. قصفت الطائرات الاسرائيلية دون سابق انذار مدرسة ابتدائية آمنةً بقرية بحر البقر بمحافظة الشرقية بمصر.. ليستشهد في العدوان اكثر من ثلاثين طفلا ويصاب ما يزيد على خمسين آخرين.. وحينها لم يتردد في الاوساط الاممية اي ادانة فعلية او فعل رادع لاسرائيل..
وبعد هذا التاريخ توالت الاعتداءات الاسرائيلية لتطال هذه المرة طائرة ليبية مدنية.. حيث استهدفت المقاتلات الحربية الاسرائيلية طائرة الخطوط الجوية الليبية البوينغ سبعمئة وسبعة وعشرين برحلتها رقم مئة واربعة عشر فوق مصر وتسقطها بركابها المئة وثمانية مدني.. وحينذاك.. بقي المجتمع الدولي على يمارس صمته إزاء الجرائم الاسرائيلية المروعة..
وتستمر الهمجية الاسرائيلية لتتمدد على مراكز الابحاث والمصانع والمنشآت المدنية.. حيث قصفت مقاتلات الكيان الصهيونية في السابع من نيسان عام واحد وثمانين مفاعل تموز في بغداد الذي أنشأه العراقيون بالتعاون مع فرنسا.. ليلزم المجتمع نفس صمت القبور إزاء تلك الجرائم والتجاوزات الاسرائيلية..
وتتواصل العنجهية الصهيونية في القتل والاغتيال لتطال العديد من الرموز الفلسطينية والعربية في الخارج.. ففي السادس عشر من نيسان عما ثمانية ثمانين تمكنت فرقة من الموساد الاسرائيلي من اغتيال ابو جهاد احدى ابرز الشخصيات النضالية الفلسطينية والذي كان في مدينة قرطاج التونسية..
وهكذا تستمر الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين والعرب دون رادع دولي لتمتد الهمجية الاسرائيلية الى السودان هذه المرة حيث قصفت مقاتلات اسرائيلية بعد طيرانها فوق مدينة مكة في السعودية مصنع اليرموك وسط السودان الشقيق في الثالث والعشرين من تشرين الاول اكتوبر العام الماضي ليستشهد ويجرح عدد من السودانيين ويدمر المعمل بالكامل..
وتتواصل الاعتداءات لنصل الى استهداف مركز الابحاث العلمية غربي العاصمة السورية دمشق.. حيث قصفته مقاتلات اسرائيلية قبل ايام دون سابق انذار.. ولتبقى المؤسسات والمؤسسات والمراجع الاممية والدولية تمارس ذات الصمت حيال الغطرسة الاسرائيلة في المنطقة والعالم.. ولتبقى اسرائيل بالمقابل تمارس عنجهيتها دون رادع دولي او مشروع قانون اممي.. ودون وزاع اخلاقي ذاتي ليتواصل ارتكاب المزيد والمزيد من المذابح بحق المدنيين بأيدي الوحشية الصهيونية الاسرائيلية..
وإذا ما استطردنا في امثلة اخرى لحالات الاعتداءات الاسرائيلية على البلدان العربية فسيطول بنا.. غير ان ما اوردناه هو نماذج معدودة فقط تكشف حجم الدموية الاسرائيلية التي باتت تتفاخر بها امام ساكني مستوطناتها ومريديها.. وتتخذها وسيلة للصعود الى سدة الحكم في تل ابيب ومنذ عقود مديدة وحتى الساعة.