رؤساء العرب تركيبتهم عجيبة تجمع المتناقضات وحب السلطة والقيادة الى حد الموت ، ولا تكترث بأستعمال أي وسيلة من أجل الحفاظ على هذا السلطان فكان كشف العورات كما هو الحال مع عمر بن العاص وقتل الأخ كما حدث مع المأمون وعزل الأب كما حدث مع أمير قطر حمد ، وما بين هذه وذاك فألكذب والخيانة والنفاق كلها وسائل أعتاد على مزاولتها الحكّام ، حكّامنا العرب لا يرون ظلمهم وكيف تعاني شعوبهم ولكنهم يصبحون كألصقور في قنص أخطاء الأخرين ، فيصرخون في الدفاع عن الشعوب المظلومة ويهددون الحكّام بالويلات إذا لم يمتثلوا لرغبة الشعوب ؟؟؟؟، حتى يعطوا إنطباع لدى السذج من الشعبين بحبهم المفرط للحق والدفاع عن كل مظلوم ، فهذا حمد ملك البحرين شعبه بالشارع من سنتين وينادي بأسقاط النظام وهو يطلب من بشار التنحي عن السلطة ويستجيب لصرخات الشعب هناك ، وهذا مرسي يهدد ويتوعد في كل خطبة الرئيس بشار ويطلب منه ترك الحكم وإيقاف حمام الدماء ، وشعب مصر قد ملئ الشوارع بالصراخ بأسقاط النظام وقدم الضحايا بالعشرات ، وقدم الرفض لمرسي وختمه بكثرت الدماء والرئيس يجيبهم بتطبيق قانون الطواريء الذي أعطى الوعود بعد تسلم رئاسة البلاد بأستحالة أستعمال هذا القانون من جديد ، فيا سيادة رئيس مصر تطلب من بشار التنازل عن حكم سوريا وبلاده مملؤة بمرتزقة العربان تقتل وتدمر وتحرق وتخرب كل بناء ، فهل تريد من بشار أن يعطي الحكم للشيشانيين أم الأفغان أم اليمنين أم الليبين أم الباكستانيين أم السعوديين وغيرها من الجنسيات التي جمعها حب القتل والدمار تحت مظلة التكفير ، وهم مدججين بالسلاح لينفذوا مخططات الغرب ويوقفوا المقاومة ومقاتلة اليهود ، فأصبحت الضحية سوريا وشعبها المعطاء لتمسكهم بقضايا العرب وفي مقدمتها فلسطين وقدسها المسلوب ، ولكن شعبك جميعه من المصريين وينادي بأسقاط النظام بقوة اللسان لا القتل والدمار فكان الأولى بك ترك الحكم لهم حتى لا تكن مصداق قول الشاعر( لاتنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيموا ) ، فيا حكّام العرب الذين تنادون بأسقاط الأنظمة الأخرى وتطبيق الديمقراطية على الشعوب ، جميعكم قتلة مجرمون لا تبالون بمطالب الشعب وتديرون حكمكم بالنار والحديد وتمتصون دماءهم وتتلذذون بعبوديتهم كأنهم قطع أثاث في قصوركم ، كنتم تنحيتم عن الحكم إذا كنتم تملكون القليل من الشرف وصحوة الضمير ولكن هيهات لمن كان قائده عمر بن العاص الذي كشف عن عورته ولم يبقي لنفسه عزةً ولا كرامة بل أصبح عبدٌ لمعاوية وما يهب له من سلطان ، فأنتم هكذا عبيد لأمريكا والغرب وهبتم حرياتكم لهم لتجلسوا على العروش الخاوية عبيداً للحكم والسلطان ، فأصبحتم أسراء الرغبة والسطوة وحب المال وتفتقدون لكل ما يمت للأنسان من صفات حسان ، فمثلكم لايمكن له أن يهب الحرية للشعوب لأنكم تفتقدون لها وفاقد الشيء لا يعطيه يا غلمان .
خضير العواد