لقد عبئ العالم الغربي وإسرائيل كل طاقاتهم من أجل تدمير سوريا والى الأبد وتغير النظام فيها الى آخر ينفذ كل ما يطلب منه الغرب وإسرائيل ، وقد عجز الغرب بإعادة السيناريوا الليبي في سوريا بسبب الموقع المهم القريب من إسرائيل لهذه الدولة الصامدة ومواقفها الوطنية المعروفة ودعمها اللامحدود للمقاومة وخصوصاً حزب الله والموقف الروسي وكذلك الصيني الداعم للحكومة السورية كل هذه الأسباب أدت الى إستحالت تبني المبادرة من قبل الغرب على الرغم من رفع نفس الشعارات التي أسقطت النظام الليبي وهي الديمقراطية وحرية الشعوب وغيرها من العناوين التي تخدع المواطن العربي الذي يحتاج الى التغيرات الحقيقية التي ترسم له مستقبل أفضل ، وقد نفذ المخطط الغربي بكل حذافيره مثلث الشر المتمثل بقطر والسعودية وتركيا ، هذا المثلث الذي رفد كل ما يستطيع من مال وسلاح ومقاتلين وإعلام وفتاوي دينية من أجل تغير النظام السوري بأخر يرفض نهج المقاومة ويقطع الطريق على حزب الله الذي أحرج القيادات العربية ووضعها في موقف محرج من خلال إنتصاراته على إسرائيل بالإضافة للضغط الأمريكي والإسرائيلي على هذه الدول من أجل تنفيذ خطة الإطاحة بحزب الله الذي حطم أحلام إسرائيل وجعلها تعيش في قلق دائم ، لهذا لاحظنا قيام العائلة السعودية والقطرية بكامل عددهم وعدتهم من أجل جمع أكبر عدد ممكن من المرتزقة الذين لا يفقهون من الدين شيئا سوى التكفير ومن ثم القتل وكذلك المجرمين الذين يقبعون في سجون المملكة فقد فتحت لهم أبواب السجون ولكن بشرط الذهاب الى سوريا ومقاتلة القوات السورية الأبية ، فهذا التحرك يحتاج الى الفتوى الدينية التي تسهل المهمة وتقلب القتل والتدمير والإجرام الى جهاد يثاب الرجل إذا فعله فكانت فتاوي وعاظ السلاطين التي خرجت تترا ترغب المضللين للذهاب الى سوريا ودخول الجنة كما فعلت في العراق، فكانت المرتزقة تتسابق الى سوريا من جميع أنحاء العالم وبمساعدة أغلب الدول الغربية من ناحية التدريب والنقل والمعدات العسكرية بالإضافة الى الدعم الإعلامي ومشروعية مقاتلة النظام السوري ، وكان التسهيل الكبير من قبل السلطات التركية التي فتحت حدودها وأستعملت جيشها بما يمتلك من طاقات من أجل تسهيل مهمة المرتزقة لكي يدخلوا الى سوريا بالإضافة الى بناء معسكرات لهم على الحدود السورية ، فهجم العالم على سوريا يتقدمهم مثلث الشر من أجل تغير الحكم فيها بأي طريقة كانت وباي ثمن فلم يكترثوا بعدد القتلى أو المناطق الأثرية أو البنية التحتية كل شيء عندهم مسموح فعله المهم إضعاف النظام ومن ثم الإنقضاض عليه ، فقد لعب الإعلام العالمي وكذلك العربي وخصوصاً الجزيرة والعربية في فبركت الأخبار والأحداث وإتهام الحكومة السورية في كل جريمة ترتكبها المرتزقة وكذلك تضخيم أعداد الذين أنشقوا من الجيش السوري أو النظام والقيام بتأليف السيناريوهات وتمثيلها على شكل أنتصارات للمقاتلين المعارضين للنظام ، فكانت حرب عشواء قادها العالم بأسره ضد الحكومة السورية من أجل إسقاط بشار الأسد لأنه يقف أمام كل تحركاتهم التوسعية وأحلامهم العدوانية ، فلم تواجه حكومة في العالم كما واجهة الحكومة السورية من عدوان ، ولكن حكمة المؤسسة العسكرية السورية وكذلك الخارجية التي لعبت دوراً كبيراً في الإتصلات وكشف المؤامرة التي تتعرض لها سورية بالرغم من الحصار الذي قام عليها من قبل الجامعة العربية والعالم الغربي ، ولكن النظام السوري بقى متماسك كعائلة واحدة يدعم بعضه بعضا فمتص الهجوم الكبير في بادئ الأمر ومن ثم بدأ يهجم بكل قساوة بعد أن أثبت لعالم إن الذي يجري في سوريا هي حرب إبادة وتدمير وليس ثورة شعبية بل ثورة همجية قادتها قدموا من السعودية والشيشان وباكستان وقطر وليبيا وتونس وغيرها من الدول المصدر للإرهاب، وبعد الإنتصارات الكبيرة التي قامت بها القوات السورية وسيطرتها بشكل فعلي على أهم المناطق في سوريا وتقهقر المرتزقة ، بالإضافة الى الموقف الروسي والصيني وكذلك الإيراني القوي في دعم الحكومة السورية فقد وصل العالم الى حقيقة واقعية بعدم القدرة على إسقاط حكم بشار الأسد ، وللخروج من الهزيمة النكراء والمأزق الكبيرالذي حل بجميع من شارك بهذا الهجوم الهمجي على سوريا وفي مقدمتهم السعودية وقطر وتركيا وكذلك الأمريكان ، بدأت المعارضة السورية بألتنصل من مواقفها المتشددة في تغير النظام بالقوة الى إيمكانية التحاور مع النظام مع بقاء الرئيس بشار على رأس السلطة ، وبذلك فشل المخطط الغربي الذي نفذه آل سعود وأل ثاني وسلطان تركيا أردغان الطائفي وكانت الهزيمة القاسية لمثلث الشر بل السقوط الكامل في الوحل السوري الذي سيمتد الى داخل بلدان هذا المثلث الذي لم يعطي للعالم العربي والإسلامي إلا الخيانة والتخاذل والتفرقة ، فقد أنتصرت سوريا على جميع الأشرار في العالم وبأنتصار هذه الدولة المقاومة أنتصرت أيضاً المقاومة العربية وخصوصاً حزب الله الذي رفع رأس العرب عالياً ولكن آل سعود وآل ثاني لايفرحهم بقاء الهامة العربية منتصبة شامخة لهذا باشروا في تنفيذ هذا المخطط الجبان على سوريا من أجل قطع الهامة العربية ولكنهم فشلوا وهزموا أشر هزيمة ستجعل رؤوسهم تتمرغل في وحل المقاومة والى الأبد .