كنت اطالع في احدى المجلات المحلية القديمة والتي تبقت فيما تبقى من بقايا الصحف والمجلات القديمية ايام الشباب ، والتي كانت تضج وتعج بمواضيع كنت اتصورها ثقافية وعلمية نافعة ، الا ان الحصيلة مع الاسف مجرد كلمات تتلاعب بافكار ومباديء الاخرين وتخدعهم فيما تخدع من عامة الناس ، قرات كاركتيرا فيها يتحدث حينها عن القبول المركزي يقول فيه الموظف المختص للطالب المتقدم (تريد معهد ادارة ، ننطيك معهد ادارة ، تريد كلية طب ننطيك معهد ادارة) انسجاما مع المثل الذي يقول : تريد ارنب ننطيك ارنب ، تريد غزال ننطيك ارنب ، وهنا نعود لرباط الموضوع حيث ان سقف المطالب بداء يرتفع شيئا فشيئا ، يذكرني بقول كبار السن عندنا ان النوايا اختلفت عند الناس وان الكل فتح باللبن او التيزاب او الخل ، وما عاد هناك فقير في دنيانا .
والمتابع لقضايا المتظاهرين في الانبار والمحافظات ذات الاغلبية السنية ، وعذرا على تقسيمي الطائفي هذا ولكن الواقع يتحدث وانا انقل عنه ، يجد ان المطالب بداءت ترتفع شيئا فشيئا ، فمن اطلاق سراح المعتقلات الى عودة الرفاق الى الخدمة او احالتهم الى التقاعد الى الى ..الخ.
وقد تعلم اخوتنا في الغربية الطريقة من اخوتنا في الشمالية حيث تعلم الاخيرون الطريقة من ابناء وشيوخ المنطقة الجنوبية ، اثناء مجالس الدية او كما يعرف (كعدات الفصول) والتي تبداء بارقام خيالية ٥٠٠ او ٦٠٠ مليون دينار ، ثم تنتهي الى ٥ او٦ ملايين او اقل تحت شعار لخاطر فلان ولخاطر علان وطيح للسيد وطيح للشيخ .
ولكن المطالب المشروعة لا غبار ولا خلاف على تنفيذها وكل الكتل السياسية والاهم منهم وهي المرجعيات الدينية في النجف الاشرف قد اكدت على وجوب وضرورة تنفيذها اما ما يتعلق بالمعقدة منها والتي تستوجب اجراءات وقوانين خاصة ، فهي في طريقها الى التنفيذ مالم تخالف الدستور ، وما خالف الدستور فهو مرفوض جملة وتفصيلا ، على ان المسالة هنا لا تتعلق بمخالفة الدستور فقط بل تتعداه الى التجاوز على حقوق الاخرين والاخوة في الوطن وهو تجاوز يتعدى الروتين القانوني الى التجريح والاستهزاء بمشاعر الاخرين وعدم الاكتراث لماسيهم واحزانهم بل والتصفيق لمسبب تلك الماسي والاحزان .
لقد علمنا اهلنا منذ كنا صغارا ان لا نضحك ونبتسم اذا ما اصيب احد المعارف او الجيران او الاقارب بمصاب يؤلمه في حالة حضوره احتراما لمشاعره و تضامنا معه .
وما يثير استغرابي هو ذلك الدفاع المستميت لاعضاء القائمة العراقية عن رفاقهم في حزب البعث وبمختلف التبريرات ، في حين ينسى هؤلاء الكثير من المواطنين من غير الرفاق الذين يستحقون الدعم والاسناد ويحتاجون من يدافع عن حقوقهم، وما يثير الاستغراب ايضا هو ان الفرقاء السياسيين سواء من غير التحالف او من بعض كتل التحالف ، يلقون بكل اللائمة على دولة القانون وكانهم ليسوا بشركاء في الحكومة ، اما القائمة العراقية فهي تلقي باللوم على الحكومة ورئيسها لاي سبب كان بل وتتهمه علنا ولا اعرف ماذا سيحصل لو ان الزمن فعل فعلته وتمكنت العراقية من حكم البلاد مثلا ، فهل ستعفوا عن التحالف الوطني ومكوناته وخاصة دولة القانون كما تطالب الان بالعفو عن الرفاق والارهابيين ، ام انها ستفعل كما فعل البعثيون المؤسسون في خصومهم قتلا وتشريدا وسحلا في الشوارع ..سلامي