وتستمر لعبة الفار والقط توم ورفيق دربه جيري..ويبدو ان هذا الصراع الازلي لن ينتهي اذ انه مسلسل دائم وطويل لم يتجاوزه في موسوعة جينز اوغنيس حسب الترجمة الا المسلسلات التركية المدبلجة التي تعرضها القنوات الفضائية .. فما ان ينتهي الجزء الاول حتى يتحفونا بالجزء الثاني واعني هنا المنتجون ..وبحساب بسيط لمسلسلين او ثلاث فان عدد سكان تركيا الان ٦٥٨ نسمة فقط ، باستثناء الضيوف الدائميين كالسيد الاستاذ الدكتور النائب السابق لرئيس جمهوريتنا طارق المشهداني الهاشمي حفظه الله ورعاه وطبعا في تركيا حيث الجو البارد يساعد على الحفظ والتخزين اذا ما اقتضت الحاجة استخدامه لاضافة النكهة الى المطبخ السياسي العراقي ، وللشهادة فان الاخوة في القائمة العراقية التي ينتمي لها قد كفوا ووفوا كما يقال عندنا في العراق ، وتاثرا بالاجواء الخاصة بفترة برامج الاطفال واعني هنا العزيزين توم وجيري ، وانسجاما مع مناخ وادي الذئاب ووادي الواوية ومسلسل الارض الطيبة باجزائه الثلاثة التي لا يعبر مضمونها ابدا عن عنوان المسلسل والتي (كطعت الوادم) حسب تعبير عجائزنا وشيابنا ، فان مسلسل الازمات مستمر وبعدة اجزاء وبامكان المشاهد العراقي مشاهدته مباشرة دون الحاجة الى أي جهاز الكتروني ،والذي يكون الضحية دائما هم (ولد الخايبة) وخاصة في المناطق الشيعية التي غالبا ما تكون عرضة لسلسلة انفجارات وهذا ما تعودنا عليه في كل ازمة ، اما الاحبة السياسيين على اختلاف كتلهم فهم نائمون في بيوتهم وفي الفضائيات وفي مؤتمراتهم المحمية على اتم وجه وقبل هذا كله فهم نائمون (على )عفوا اعني (في ) قلبونا ومكانهم محفوظ بعيدا عن الافكار الوطنية الهدامة التي تخص الخدمات ووو..الخ ، وفي خضم كل ما نعانيه نحن الشعب الحزين الذي تزول همومه برؤية وجوههم النيرة (المتفحة) على شاشات الفضائيات ، فان راحتهم تنهي كل المعاناة ، ونستمر نحن بالمتابعة بل ونتعدى ذلك لنكون ضمن المسلسل احداثا وممثلين لكن بادوار ثانوية او كومبارس وطبعا فان أي مشاهد خطيرة لا يتحملها البطل الممثل بل الممثل البديل اوما يطلق عليه بالمصطلح الفني (الدوبلير) ، وما اضحكني في شدة احزاني هو المشهد الكوميدي الذي صور في ساحة التظاهرات في الرمادي وهو الاستقبال الحافل الذي حظي به شيوخ عشائر الوسط والجنوب (والحمد لله فلم يكن شيخنا منهم) ، ورغم كل التبريرات التي اطلقها شيوخ الانبار بمختلف عشائرهم وعناوينهم الا ان المسالة والتبريرات كلها لم تقنعني ، وانا متاكد انهم لن يستطيعوا فعل شيء للمتجاوزين ، والاشارة الوحيدة التي اترجمها من هذه التظاهرات انها غير مسيطر عليها او ان الامر مقصود وان المتظاهرين لا يقبلون بوساطة احد ، او لنقل من يقف خلف المتظاهرين لا يرغبون بالتهدئة ، ولاسباب عدة اولها واهمها ان الوضع الحالي يخدم السياسيين الموجودين الذي يشكل ابناء تلك المناطق جل ناخبيهم ومن سار على نهجهم وكانت له مطالبهم في المناطق الاخرى ، وعلى أي حال فيجب ان يعتبر الانسان من الاحداث وان يترك شيوخنا الاعزاء امور السياسة للساسة وان نياتهم الطيبة التي غرضها الاصلاح ولم الشمل لا تنفع اصحاب الكراسي ، وان محاولاتهم الطيبة مشكورة وعلى الراس ، واتمنا ان لا يكرروا زيارتهم اذا قد تصل الامور الى ما لا تحمد عقباه ، وربما سيتم استقبالهم استقبالا حافلا بال...سلامي