بعد أن فشلت المخططات الغربية في إستقطاب المواطن العربي كفكرة المملكات التي بدأت في بداية القرن الماضي مع وجود الدول المستعمرة ، ومن ثم الجمهوريات التي بدأت في الأربعينيات والخمسينيات التي تكونت أما عن طريق الإنقلابات أو الثورات ، ومن ثم الإنقلابات على هذه الجمهوريات ووصول العسكر لقيادة الدول العربية ، وقد أنتشرت الأفكار الماركسية ومن بعدها أنتشرت الأفكار القومية التي جذبت عقول الشباب العربي الذي كان يفتش على المنقذ من الإنحطاط التي تعاني منه الأمة ، ولكن جميع من تصدى لقيادة هذه الأفكار أصبح دكتاتور محترف وقد جثم على صدر شعبه وضرب جميع المبادئ والشعارات التي كان ينادي بها ، وقد بنى كل واحد منهم نظام بوليسي قمعي يلاحق به شعبه في كل كبيرة وصغيرة حتى عاشت الشعوب العربية أسوء أيامها ايام هذه الدكتاتوريات التي أستهانت بالكبير وحقرة الصغير وأضطهدت كل مثقف يريد الحياة الكريمة ، وقد وصل الأمر بهذه الدكتاتوريات بأهمال أهم قضايا العرب بل العمل مع اليهود في ضرب التنظيمات المقاومة ، وقد حُوصرت غزة لسنوات متعددة من قبل هذه الأنظمة لكي تعلن إنصياعها للشروط الإسرائيلية ، وبعد الإنهيار الكبير في روحية المواطن العربي والغليان الذي بدا على الشارع جراء أستهتار هذه الحكومات بالحقوق المشروعة لهذه الشعوب ، فقد بادر الغرب وقبل أن ينفجر هذا الشارع بتحريكه من أجل الثورة عن طريق قناة الجزيرة القطرية وبدعم من قبل حكومتها ، وبالفعل أنفجرت هذه الثورات وكان المسيطر والدافع والمنظم لها هي قناة الجزيرة ، وقد تم التغير وصعدت حكومات جديدة ولكن جميعها قد أيّدَ ووافق على جميع التعهدات الماضية مع الغرب أو الكيان الصهيوني ، وبهذا قد أمتصوا الغضب الشعبي وبقوا محافظين على مصالحهم في هذه البلدان ، ولكن التغير الحقيقي الذي يسعى خلفه الغرب هو تغير الحكم في سوريا بأخر يلبي مصالح الغرب ويعترف بالدولة العبرية ، علماً أن الثورات العربية جميعها كانت كالخيط الذي يشتعل من أجل تفجير عبوة الديناميت ، فكانت الثورات العربية الخيوط والديناميت هو سوريا ، وبالفعل تم تفجير سوريا تحت ذريعة الربيع العربي وكان عود الكبريت قطر وفضائيتها الملعونة الجزيرة وقد دخل معها في هذا التحالف كلٌ من تركيا والسعودية ، وقد قدموا الدعم المالي والعسكري والإعلامي بالإضافة الى جمع ونقل المقاتلين من جميع بقاع العالم الى سوريا الحضارة والتراث والممانعة ، فقادوا حرب همجية على هذه الدولة المقاومة وشعبها المسالم ، فدمروا البنية التحتية وقتلوا الإنسان السوري وهدموا التراث الإنساني فأصبح هذا البلد الأمين الى مجموعة من الركام تفوح منها رائحة الموت ، ومن لم يمت من شعبها فقد فر هارباً ليصبح بعد العزة والكرامة لاجيئاً ينتظر لقمة العيش التي تقذفها له المنظمات الإنسانية ، لقد تجاوز عدد القتلى في سوريا الستين ألفً والقتال مستمر للسنة الثانية على التوالي ، وبعد إقتناع العالم على قوة الحكومة السورية وإنهيار وضعف المقاتلين الذين جلبوا للقتال فيها ، فقد طرحت مبادرات الحل السلمي للأزمة مع بقاء الرئيس بشار في قيادة البلد ، وقد وافقت أغلب مجاميع المعارضة السورية على هذه المبادرات طبعاً تحت الضغط الأمريكي ، ولكن الحكومة الوحيدة التي تصر على الحل العسكري هي حكومة قطر بعد تراجع الموقفين السعودي والتركي عن تشددهما في التغير العسكري والتلميح بقبول الحل السياسي للأزمة السورية ، ولكن الحكومة القطرية تصر بل تدفع بقوة نحو أستعمال القوة في تغير النظام حتى وأن تطلب الأمر قتل الشعب السوري بكامله ومسح سورية من الخارطة ، ولا تكترث هذه الدويلة بطرق القتل البشعة التي تقوم بها عصابات النصرة الإجرامية ولا بالوسائل المستعملة ، المهم عندها تنفيذ المخطط الإسرائيلي والغربي في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أي جهة مقاومة للتواجد الإسرائيلي في المنطقة ، حتى إن تطلب الأمر قتل وتدمير كل من يقف أمام التغلغل الإسرائيلي في المنطقة العربية ، لهذا دُمرت سوريا وقتل شعبها المسالم ولم تستقر جميع الدول التي دخلت دوامة الربيع العربي ، فكانت الحكومة القطرية المسؤول الأساسي والرئيسي على كل هذه الفوضى في العالم العربي ، يحركها بكل سهولة العالم الغربي وخصوصاً إسرائيل في تنفيذ مخططاتها العدوانية والتوسعية فكانوا العقل الذي يضغط بأصابعه على الريمونت كونترول (الحكومة القطرية) فتنفذ ما يريدون ، والحكومة القطرية وراء كل الجرائم والمجازر التي حدثت في عالمنا العربي وخصوصاً في سوريا والعراق ، لهذا يجب أن تجتمع الشعوب العربية وخصوصاً السوري والعراقي لكي تقدم الحكومة القطرية كمجرم حرب لمحكمة لاهاي لينالوا عقوبتهم التي يستحقون جراء ما قتلوا ودمروا في عالمنا العربي .
خضير العواد