وقد عشنا في الاقسام الداخلية في جامعة البصرة ظروفا صعبة للغاية من انقطاع الماء احيانا الى الكهرباء الى الوضع الامني الى كثرة العدد في الغرفة الواحدة التي وصل العدد فيها احيانا الى (١٢)نفر .وكنا دوما نتظاهر ونطالب بتحسين اوضاعنا وكانت الوعود حاضرة وسريعة ولكن غير قابلة للتنفيذ.
ومع ذلك كان اغلب الاوائل في الكليات والاقسام هم من ابناء المحافظات .ولاانسى ان المجمع الذي نحن فيه لم يكتمل بناء كلياته ومنشاته حيث كان الكثير من الطلاب يعملون مع عمال البناء في ايام العطل نتيجة الظروف القاهرة التي يعيشها بعض الطلبة وكان اخرون يعملون في الكشك والمخبز وكانت كلياتهم متفاوته بين الهندسة والتربية وغيرها .
ومن ذلك الوقت كنا نتمنى ان يكون راتب للطلبة يعينهم على الظروف الصعبة فباي زمن واي دولة نفطية يعمل ابناءها وطلابها حملة العلم عمال بناء وهو مدعاة فخر للطلبة ومع جل احترامنا للمهنة ومن يعمل بها فانها شرف فنحن نقصد ان الطالب يجب ان لا يعمل اي عمل فكيف به واذا هو يعمل هذه الاعمال الشاقة.
وبعد تخرجنا بعدة سنوات اقر مجلس النواب منحة الطلبة وهي خطوة بالاتجاه الصحيح عمل بها اقليم كردستان من زمن بعيد .ولكن حدث تسويف ومماطلة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وادرجوها على الوفرة المالية خوفا من ان تحسب على جهة معينة طالبت وحققت مطلبها .والخاسر الاول من هذا الصراع هو الطالب فكيف لاب اذا كان لديه ثلاث طلاب او كثر ان يوفر مصاريفهم وحتى ان كان موظفا فالامر ليس بالسهل .والطالب امره هين احيانا بانه يستطيع ان يعمل لكن الطالبة كيف ؟وها هي موازنة ٢٠١٣ لم تدرج في منحة الطلبة للسبب ذاته والمواطن العراقي ضحية الصراعات السياسية فكم تفائلنا بالديمقراطية بانه سيكون الصراع والنتافس على خدمة المواطن ومن يقدم له اكثر كما هو حال بقية دول العالم ولكن الحال في العراق بالعكس فالتنافس على حساب تسقيط الاخر والمواطن هو الخاسر الاول
فالحكومة تستجيب للمظاهرات وتحقق اكثر من مما هو مستحق وتعطي رواتب تقاعدية للبعثيين وكان من برامجها الانتخابية هو اجتثاث البعث واليوم تناقض نفسها بنفسها وتعطل قوانين دستورية صوت عليها الشعب وتطلق سراح معتقلين بالجملة وتهمل منحة الطلبة .
اين العدالة اين المبادئ اين الانصاف الا يستحق بناة البلد ومستقبله هذه المنحة البسيطة وهي شريحة مهمة من عشرات الشرائح التي لم تلتفت لها الحكومة .
فالحكومة تنفذ القوانين التي تتناغم مع مصالحها وتديم بقائها في السلطة فتدعم الاسناد مرة وتدعم الصحوات اخرى والذي لا يطالب فهو منسي .
ولكن الامل يبقى معقود على هذه الشريحة المهمة التي لازالت تعاني ظروفا صعبة وخصوصا ابناء الجنوب ابناء الخير الذي لاينعمون به بسبب السياسات غير مدروسة فعليهم ان يطالبوا بحقوقهم وانتزاعها من الحكومة بشتى الوسائل الحضارية بالاعتصام مرة وبالتظاهر اخرى لان على مايبدو ان الحكومة لا تستجيب الا لمن يتظاهر.