لم يبقي البدران أي غطاء أو عنوان يستر به قبح خطابه الطائفي الذي ألقاه في وسط المتظاهرين في المنطقة الغربية ، وقد دعمه في هذا الخطاب الكثير ممن يدعي بتبني الدين كمنهج لحياته ، ولم يبقي هذا الرجل ثابت لديه بل توغل بكل عنوان يغذي به طائفيته وبغضه لكل من يحب آل البيت عليهم السلام ، وألصق بأغلب الشعب العراقي العربي الأصيل أبشع التهم ومثّلهم ببيوض الأفعى الرقطاء التي قدمت من أرض فارس ، ويجب التخلص منهم بأي طريقة كانت حتى تذّكر أمجاد القتلة والمجرمين كصدام حسين وصلاح الدين الأيوبي الذين سفكوا من دماء المسلمين ما سفكوا ، حيث فعل صلاح الدين بمصر أسوء مما فعله هولاكو ببغداد فقد غيّر مصر الشيعية بقوة السيف الى مصر السنية وقد قتل الألأف من أهل مصر العروبة وحرق مئات الإلوف من المخطوطات ورمى قسمٌ أخر منها في نهر النيل حتى تغير لون ماءه الى الأزرق وقد غيّر أسم كل معلم يذّكر الناس بأل البيت عليهم السلام ومنها تغيّر أسم جامع الزهراء عليها السلام الى جامع الأزهر ، وأما صدام فقد وصل الى الحكم عام ١٩٧٩ بعد أن أزاح رفيقه في الإجرام أحمد حسن البكر من الرئاسة ومن ثم قتله وبعد ثلاث عشرة يوماً أي في ٣٠ تموز ١٩٧٩ فقد قتل أغلب قيادات حزب البعث وأغلبهم كانوا من أهل السنة كألسامرائي وعدنان حسين وبعد أشهر قليلة بدأ الحرب الملعونة ضد الجارة إيران الشيعية بدفع من الأنظمة العربية الرجعية والقوى الغربية واستمرت الحرب أكثر من ثمان سنين وقتل فيها أكثر من مليون إنسان ومن ثم وافق على وقف إطلاق النار وقبِلَ بالشروط الإيرانية التي بسببها بدأ هذه الحرب أي لم يحصل العراق على أي شيء بل خسر كل شيء من طاقات بشرية وبنيته التحتية وكذلك إنتشار الأيتام والأرامل والمعوقين وبقى قائد الضرورة يترنح بضحكته الساذجة والشعب يدفع الضرائب الغالية ما عدا فئة قليلة منه تعتاش على معانات هذا الشعب المظلوم وقد يكون هذا الشيخ البدراني واحد مهم ، وبعد الحرب بأيام قليلة بدأ بعمليات الأنفال التي قتل فيها الألأف من الشعب الكردي السني وبعدها أستراح سيف الإجرام سنتين ومن ثم هجم على الجارة العربية السنية الكويت وأحتلها عام ١٩٩١ وشرد جميع شعبها السنة قبل الشيعة ومن ثم هجم على السعودية العربية السنية الوهابية حتى بدأت عاصفة الصحراء التي قتل فيها أكثر من مئتين ألف عراقي بمجازر روّعت الإنسانية مناظرها لبشاعتها وقساوتها ، وبقى قائد الضرورة يفتخر بإلإنتصار الكبير والعظيم عبر وسائل الإعلام وهو الذي خرج مهزوماً مدحوراً بأسوء هزيمة عرفتها البشرية ، وبعد الإستهزاء بالدماء والكرامة العراقية نفض الشعب العراقي عن سواعده وقادَ إنتفاضة هزت أركان النظام فقد تحررت المحافظات جميعها ما عدى محافظات المنطقة الغربية التي تعطي الولاء كاملة للطاغية ورموزه العفنة ، وبعد وصول الثوار قرب بغداد تحرك الحس الطائفي عند القادة العرب فأوعزوا للغرب بمساعدة صدام الذي هجم عليهم وأحتل مدنهم لكي يوقف إنتفاضة الشعب العراقي ذو الأغلبية الشيعية ، فهاجم هذا المهزوم شعبه بأكثر الأسلحة فتكاً ودمويةً فقد قتل عشرات الإلوف في هذه الإنتفاضة المجيدة وأعتقل مثلها ودمر مدن العراق وأعتدى على مقدساته الإسلامية ، ومن ثم دخل العراق في حصار قاسي لمدة ثلاثة عشر سنة قتل جراء هذا الحصار الإلاف من أطفال العراق بسبب الأمراض وسوء التغذية والأرعن بعده يتغنى بالنصر الى أن أتى اليوم الموعود في عام ٢٠٠٣ وسقط صنم المجرم صدام والى الأبد ، هذا هو المجرم صدام الذي يتغنى به ويوصفه بأجمل الأوصاف البدراني ولا أعلم ماذا أحب فيه هل أحبه لدمويته وإسرافه في القتل أم لجهله وغباءه الذي أدخل العراق والعراقيين في الخراب والدمار ولكن الطيور على أشكالها تقع ، فقد ذكر البدراني صدام بسبب طائفيته وقتله للشيعة ولكن صدام قد قتل من السنة أيضاً في العراق والكويت والسعودية وكذلك الأخوة الكرد فهذا المجرم لم يفرق ما بين المذاهب يا بدراني فهو مجرم عادل قد سقى الجميع من إجرامه ، لا أعلم أين كان هذا البدراني والشعب الكردي الذي يستنصره اليوم لقتل الشيعة وهم يذبحون بمختلف الطرق على يد قائده صدام السني فأين ذهبت طائفيتك يا بدراني لماذا لم تدافع عن أخوانك الكرد ، أنا أخشى أن تكون أحد القادة الذين كانوا يفعلون هذه المجازر التي يندا لها ضمير الإنسانية ، ويستنصر البدراني بأردوغان العثماني لكي يقوم بمحاربة الشيعة كما فعل أجداده من الترك ولكن طائفية البدراني أغلقت عينه وأصمت أذانه وأعمت قلبه فلم يشاهد مجازر الكرد السنة في تركيا وهم يذبّحون على أيدي جنود أردوغان المجرم ويعتقلهم ويكمم أفواههم ويمنعهم من التكلم بلغتهم الكردية ، فلماذا يا بدراني لم تنتصر لأخوتك السنة الكرد من ظلم أردوغان ، وهكذا فأن طائفيتك يا بدراني قد رمت بك بعيداً عن الحق وغيّرت لك كل الحقائق فهذا بغضك للفرس لأنهم يوالون أهل البيت عليهم السلام وهم سادة العرب قد دفعك لكي تطلب من الجميع أن يقتلوهم لأنهم حسب أعتقادك كفاراً يجب أن يقتلوا وقد تناسيت أوتجاهلت بأن جميع أئمة الحديث الذي تأخذ منه دينك هم من الفرس ( كالبخاري من بخارى ومسلم من نيسابور وأبن ماجة من قزوين والترمذي من ترمذ أحدى مدن خراسان والنسائي من نساءأحدى مدن خراسان وأبن داود من سجستان ) وكذلك فأن الأئمة الأربعة جميعهم من غير العرب ما عدا مالك أما أبو حنيفة فهو فارسي من نسا بخراسان وأحمد بن حنبل فهو فارسي من مرو والشافعي فهو مولى لبني هاشم وكذلك فأن أغلب علماء المسلمين فهم من الفرس كالشهرستاني والبيروني والخوارزمي والرازي وغيرهم كثير ، يا بدراني لقد عمت الطائفية كل نقاط الوعي عندك من عقل وبصر وسمع وإحساس ولمس فلم تبقي لك إلا البغض والكراهية ، لهذا فقد نسيت أو جهلت أبسط تعاليم الإسلام إذ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( إنما المؤمنون أخوة) وقد ذكرت السنة النبوية الشريفة المئات من الأحاديث التي تؤكد على الأخوة الإسلامية التي تناسيتها بل جهلتها يا بدراني وأبتعدت عن تعاليم الله سبحانه وتعالى بل عاندت الله سبحانه وتعالى الذي يقول ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وإنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، فلم يكن خطابك يا بدراني قومياً فقد طلبت من غير العرب لقتل أخوتك العرب ولم يكن خطابك يا بدراني إسلامياً فقد طلبت من المسلمين أن يقتلوا بعضهم بعضاً ولم يكن يا بدراني خطابك إنسانياً لأنك نشرت البغض والكره والقتل ما بين فئات ومكونات شعبك ، بل كان خطابك شيطانياً لأنك تكلمت بكلمات الشيطان الرجيم الذي يفرق ويقتل ويبغض ويكره ويميّز ، فكنت كألشيطان يا بدراني في خطابك هذا لأنك قمت بمايقوم ويفعل ويتكلم ويغري لكي يبعد الناس عن جادة الحق.
خضير العواد