وهو بحق الناتج الأكثر عقوقا وشراسة من بين جميع نواتج السقيفة السياسية العلمانية الراديكالية المتطرفة.
ولها الدور الأعظم بالأتيان بآل أمية الطلقاءوتسنمهم زمام الأمور والتحكم بمقدرات الأمة الاسلامية بما يخدم فكرهم المنحرف المعادي للدين وللرسول الأكرم {ص} ومنع تداول الحديث ،وقتل وتصفية الائمة المعصومين وسبي عيال النبي بسابقة لم تكن تحصل في التاريخ حتى لألد أعداء الإسلام والانسانية.
والأمر الآخر الذي تتحمل وزره السقيفة، وهو أيضا من جرائم التاريخ التي يندى لها الجبين، هو: قتل الصحابي الجليل مالك بن نويرة بتهمة الارتداد عن الإسلام، واغتصاب زوجته في ليلة قتله من قبل سيف الله المسلول، خالد بن الوليد-وسيف الله المسلول اللقب الذي سمى به الرسول عليا "صلوات الله عليهما" وأعاروه خالدا انتحالا وتدليسا- وايقاع المثلة في جسده -أي مالك بن نويرة- ووضع راسه المقطوع كذلك في موقد للنار كأحدى حاملات لقدور الطبخ.
وامر خطير آخر حدث في حكم يزيد، تطويق مدينة الرسول ٣ أيام وأباحتها وقتل أكثر من ٧٠٠ صحابي وتابعي من خلص أصحاب رسول الله {ص} من الانصار والمهاجرين، ممن كان لهم سابقة في الإسلام، وحفظ القرآن الكريم وتداول الحديث النبوي الشريف، وكان من نتائج هذه الحملة الفضيعة إنجاب ١٠٠٠طفل لايعرف آباءهم وكان الرجل إذا أراد ان يزوج ابنته لايشترط عذريتها.
وطامة أخرى لاتقل سوءا وعارا في تاريخ آل أمية هو تطويق بيت الله الحرام وضرب الكعبة بالمنجنيق، والذي لم يستطع ولم يتجرأ حتى أبرهة الحبشي من مجرد التقدم إليها.
ولو اردنا احصاء مجمل جرائم آل أمية فهي كثيرة لايتسع المجال لذكرها وهي تمثل التاريخ الأسود في حياة الأمة الاسلامية والعربية، وهي أيضا السبب الرئيسي والوحيد في فرقة هذه الأمة لأن من وجد قي ركاب هذه الأمة وحراكها ممن تأثر بالحركة الصليبية والصهيونية المعاديتين للاسلام.
وما زالوا لحد هذه اللحظة، يطبلون للنظام الأموي المنحرف الذي غير وجه الإسلام الحنيف المشرق إلى وجه آخر يتبنى الفكر الارهابي ومحاربة جميع المذاهب الاسلامية وتكفيرها وباسم الإسلام، وهذه هي الطامة الكبرى.
فقد صنعت السقيفة أعداءا داخليين مزمنين ولدوا وللاسف من رحم هذه الأمة! ممتدون على مدى القرون والعقود، لاتأخذهم في الباطل لومة لائم، ولا يرعوون من حق أوحرام، باعوا دينهم ودنياهم من أجل أهداف عقائدية سياسية شاذة لاتتعارض إلا مع الايمان والانسانية والحضارة.
إن جرائم هؤلاء عبر ١٤٠٠عام ليس لها مثيل، وهي تتكرر وتتطور بنفس النفس الذي بدأت به، فجرائم اليوم ورزاياه لاتختلف عن جرائم الأمس ورزاياه إلابفارق تطور السلاح، وخبث النوايا.
ومصداق تلك الجرائم، فتاوى التكفير والتنكيل، والذبح على الهوية، والاغتيالات، والتهجير، والتعذيب الجائر، والتفجير بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، وهذا ماحدث ويحدث الآن في العراق وسوريا، بفعل الأدلجة التي كانت أيضا قد أفرزتها تلك السقيفة السيئة الصيت.
وتطورت هذه الجرائم إلى أملاءات سياسية عقدية طائفية، ينفذها سذج الناس وبسطائهم بطريقة العقل الجمعي وبضغط الحاجة والعوز والمغريات، هدفها تمزيق وحدة العراق إلى كانتونات ضعيفة متناحرة، وجره إلى حرب أهلية، وسحب البساط من الأغلبية الشيعية، وتجريد العراق من ممارسة دوره الاقليمي والدولي، فتبا لكم وتعسا أن كانت هي تلك نواياكم وأهدافكم الخبيثة، وعساكم ماأكلتم من بر العراق.
"من كفر فعليه كفره، ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ، ليجزي الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله، انه لايحب الكافرين".
ان الرسالة المحمدية وامتداداتها العلوية والحسينية، تقدم للمسلم "الغير متأسلم" وللمتلقي من غير المسلمين، الخطوط الرئيسية الناصعة البياض التي جاءت من أجلها، وتطرح قضيتها على المحجة البيضاء -والتي تعرضت لاجهاضات عديدة- على انها قضية حضارية وانسانية متجددة، تصلح للتنظير في كل زمان ومكان، وان هذه الرسالة هي رسالة انسانية لا يراهن عليها أحد، تسمو فوق الحزبية والأغراض والأهواء، في ظل سياسة طابعها العلم والصبر والتحضر والايمان والتطور ومقارعة الظلم، فضلا عن التزامها بطابع الالتزام دون قهر مع دفع العدوان ولا تعتدي على أحد كائن من كان.
نفهم من ذلك انها تشارك في الحضارة الانسانية، بقسط يتناسب مع إمكانياتها ومع ما قدمت من تضحيات، وفي دفعها للعدوان إنما تحافظ على الروحية الانسانية.
"ونقصد بالروحية الانسانية هي الحالة المضادة للتكفير والشرك، والتي يمثلها الايمان بالله."
ان الله سبحانه وتعالى يقدم الحجج تلو الحجج للإنسان من أجل الهداية رغم مايمتلك من قدرات فاعلة كفيلة بقهر الإنسان وارجاعه إلى صوابه الا انه لايميل إلى الظلم لا لكونه عادل فحسب لكن لكونه قوي .وإنما يحتاج الظلم الضعيف.
نقول للذين يميلون إلى جانب الغدر للوصول إلى اهدافهم بطرق ملتوية، نقول لهم انكم ضعفاء وسوف لن تنالوا منا مهما فعلتم.
فهيهات منا الذلة .فوالله لا توقفوا عزمنا ولا تميتوا اصرارنا ولا تأدوا قضيتنا.
ونحن لا ندعوكم للحجج، فهذا طريق الاولياء والاوفياء والشرفاء. لاطريق الغدر والقتل والخسة.
ولا حجة بيننا وببينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم اعمالكم.
غير اننا نرى غير ذلك، في حال انكم إذا ركزتم أفعالكم ودعواتكم في سبيل الروح الانسانية.
"فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن، وقل للذين أوتو الكتاب والأميين ءأسلمتم، فإن أسلموا فقد اهتدوا، وإن تولوا فإنما عليك البلاغ، والله بصير بالعباد".
والله ولي التوفيق.
علي الحاج