فالركلة الأولى بدأت من دائرة التقاعد لإعداد القانون المرتهن الذي أدعوا فيه زيادة الراوتب ب ٢٠%، (وهي في حقيقة الأمر ليست بزيادة، بل هي مخصصات غلاء معيشه) ،ثم الى رئاسة الوزراء للتصويت عليه، ثم الى مجلس شورى الدوله للدراسة، ثم الى مجلس الوزراء، ثم الى مجلس النواب للتصويت والاقرار، ثم الى رئاسة الجمهوريه للمصادقه، ثم الى رئاسة الوزراء للتنفيذ، ثم الى وزارة الماليه لتأمين صرف المبالغ، ثم يستقر في دائراة التقاعد للمباشرة بالصرف، هذا إذا كان في الميزانية مبالغا مرصودة لهذا القرار، ضمن خطة الموازنة لهذا العام!
فأين أنت الآن ياقانون التقاعد؟ أأنت في رحلة أم في غيبوبة، أم أحلت على التقاعد؟
هذه الركلات والمراحل العسيرة اذا كتب لها النجاح في أن ترى النور، سينجم عنها ولادة قانون تقاعد لايفي بجميع متطلبات المتقاعدين، فتبقى الصورة على أن قوانين التقاعد في العراق هي الأسوأ من بين جميع قوانين التقاعد في المنطقه والعالم، ولكن المتقاعد العراقي ينتظر ولادة هذا القانون بشغف منذ ان تم الاعلان عنه في غضون السنه المنصرمة، ذلك بسبب التصحر المادي وضغط الحاجة والحرمان والعوز الذي يعاني منه المتقاعد، من زمن الطاغية وإلى الآن، ويرضى بهذا الراتب، بحسب المثل العراقي القائل: (اليضوك الموت يرضه بالصخونه).
ايها الموظفون القائمون على نسج هذا القرار، انما تنسجون لانفسكم ولمستقبلكم ولابنائكم، ومصيركم الى التقاعد شأتم ام ابيتم، وأنكم صائرون الى هذا المصير ان طالت المدة او قصرت.
وانكم ايها الموظفين ستتخلون في يوم ما عن وظائفكم، ومناصبكم .وامتيازاتكم، وعافيتكم، وشبابكم .وجاهكم ووجهكم، وعلاقاتكم، وفخفختكم، عندما تكونوا في ركب المتقاعدين، وحين ذاك تعضون على اصابعكم، ويقول احدكم "قل لااملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ومامسني السوء"، ولم يبق لكم آنذاك إلا النزر النزير من التشبث في الحياة، من خلال هذا الراتب الذي تقرروه أنتم الآن والذي ربما يكفل لكم جزء من سبل العيش الكريم، أو لعله يغطي يعض نفقات علاج أو نفقات أسرية انسانية واجتماعية محدودة.
فانسجوا لانفسكم ايها الموظفين .قانونا منصفا للمتقاعدين، واتقوا الله فيهم، لئلا يطول وقوفكم عند بارئكم،
"وقفوهم انهم مسؤولون ".
وما تنسجوا من خير إلا لانفسكم، ولعوائلكم ولورثتكم!!
واحذروا أن يكون نسجكم كالذي ابتكر"مقصلة لويس"، التي ابتكرها ليقصل بها رقاب الناس، فقصلته.
علي الحاج