إن أول إنتفاضة ضد الطغيان والظلم والاستبداد تشهدها منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية هي إلانتفاضة الشعبانية العراقية العربية الجنوبية البطلة, فهي بطلة حقا, لانها قصمت ظهر أعتى طاغية في تاريخنا المعاصر,وفي المنطقة, بل لايوجد في هذا العالم أعتى وأقسى من نظام الطاغية المقبور في عالمنا المعاصر,ولذلك فان ردة فعل الشعب جائت بنفس المستوى وبنفس القوة التي كان يستخدمها ضد شعبنا ,وهذا طبيعي جدا إن (كل فعل له ردة فعل) ,ولانريد أن نفتح صفحات الظلم التي كان يعانيها شعبنا في عهد الطاغية فيكفي حربه التي طالت ثمان سنوات أحرقت الاخضر واليابس ,والسجون والمقابر الجماعية ,ولو تمحصنا قدرات وإمكانات شعبنا في تلك الفترة التي سبقت الحرب لوجدنا إن قدراته الاقتصادية مع وفرتها لايمكنها المطاولة ومواصلة حرب كهذه,ثم تلهتها حربا وتدميرا لدولة عربية مجاورة تربطنا وإياها أواصر عديدة قبلية ودينية ومذهبية, فكان إن تضررت تلك الدولة(الكويت) وشعبها ضررا كبيرا, فهو بالتالي ضرر لنا جميعا ولذلك نحن نتلمس أوجاعهم وأوجاعنا الى الآن, هذه الاوجاع تتمثل بالضحايا التي قدمها شعبنا باحباط حركته الثورية بسبب جبروت النظام ودعم النظام العالمي والعربي له على حد سواء,لقمع أي تطلع له نحو الحرية والخلاص من هذا الجبروت,فنتج عن ذلك تهجير ولجوء شريحة مهمة كبيرة من شعبنا الى دول الجوار وخاصة السعودية في( مخيم رفحاء) فكانت تلك الوجوه على مستوى عالي من المسؤولية في تمثيل الشعب العراقي على أحسن مستوى, مثلته بما يختزنه من التزام ديني متمثل بحب آل البيت, وأخلاق مجتمعنا وحسن التصرف وصون الكرامة للحفاظ على سمعة شعبنا العراقي كشعب ذو حضارة وتاريخ عريق, فلابد لهؤلاء من تمثيل هذا البلد أحسن تمثيل ,فكانت تلك الطبائع والاخلاق لاتروق للمسؤولين السعودين المشرفين على المخيم,ولذا قاموا بالضغط باتجاه النيل من معتقداتهم وتقاليدهم ,فكان لابد من رفض تلك التصرفات الصحراوية الجافة المقيتة التي تقوم بها السلطات السعودية للنيل من ثلة مخلصة أبت الا الاخذ بالحقوق والعيش بحرية ,وكرامة ,وسلام, ورفض تصرفات السلطات هناك,والنتيجة أن قامت إنتفاضة عارمة ضد عملاء نظام البعث المقبور وهم ضباط سعوديون متعاونون مع المخابرات الصدامية, فكانت هذه الانتفاضة بشهادة مسؤولي الامم المتحدة ضربة قوية لكل من تسول له نفسه من النيل من شعبنا العراقي فكان (شعب رفحاء) شعبا مستميتا قدموا أرواحهم في سبيل إلكرامة والدفاع عن النفس وتعريف الشعوب الاخرى كيف تؤخذ الحقوق ولاتمنح .
ولذلك نقول بما إن الحقوق التي يطالب بها أهالي رفحاء جزء بسيط جدا من المطالب التي يجب أن يحصل عليها ,والتي ستعود منافعها على الشعب بأجمعه لانه شعب قد كسر جدار الخوف, فهو أحق أن يؤسس مبدأ الحقوق لكل أفراده,وهو الشعب الذي لاتخيفة كل عنتريات (أحفاد يزيد وعمر بن العاص) الذين يتشدقون بالبطولات الفارغة بتهديداتهم التي يحاولون بها إخافة من قارع أعتى جبروت!! ,وانه شعب لايستكين لظلم ولايمكنه السكوت على كل عنتريات هؤلاء اللقّط السقّط!! الذين إن يُنتَسبوا لايُنتَسبون الا لمجهول !!,إذن التأسيس الذي أسسه شعب الانتفاضة أحق أن يلقى أجل إحترام وتقدير, وأقله أن يلمسوا حق العيش بسلام وبحرية تليق بهم كاقرانهم من شعوب العالم أو من شعوب المنطقة على الاقل.
قد يقول قائل ماذا جلبت لنا الانتفاضة غير الخراب والحصار والمقابر الجماعية؟
نقول إن هذا كله سوف يحدث وأكثر حتى لولم تقوم إنتفاضة الشعب في شعبان !!, فالنظام بعد الانتفاضة ,أصبح غيره من ناحية القوة,فأصبح لايسيطر الاعلى رقعة محدودة من الجنوب ولم يسيطر على الشمال ,ماعدا ماكان يسيطر عليه ضمن خطوط العرض المعروفة دوليا والتي فرضها عليه المجتمع الدولي,ولذلك أصبح المجاهدون في الاهوار والمدن الاخرى يتحركون بحرية ,فقارعوا النظام وكبدوه أفدح الخسائر ,فلا يتصور أحد إن النظام كان مسيطرا على دوله إسمها دولة العراق,فهذا كذب مشين!! ,وحين وصل النظام الى أبعد حلقات ضعفه بسبب مقارعة الشعب له, جائت أمريكا وحلفائها لتقطف ثمار (انتصارالشعب) لصالحها باسقاط النظام ,هذه هي الطامة الكبرى التي كان يحسب لها ألف حساب ,ولكن الشعب ليس له حيلة ,لانه لم يكن يعتمد الا على الله ونفسه وقدرات شبابه ,ولن تكن أي من دول الجوار تمده باي إمدادات لامالية ولا غذائية ولاسلاح,فحقا لم يكن له بد من أن يجد نفسه وقد خسر ثمار وقطاف الانتصار!!,ولكن الانتصار الحقيقي هو أن هذا الشعب إستطاع بارادته ان يقارع هذا النظام لتختزن فيه أن لاأحد يستطيع إخضاعه وإستعباده مهما كانت قوته .
فمابالك أن ياتي شذاذ الافاق من أذناب البعث والقوميين والقاعديين ويهددوا شعبنا الأبي بفعل كذا أو كذا..,وحينها سوف يعلمون هل بقي لهم أثر أو وجود يركنوا اليه!!؟؟
جاسم الأسدي