ليس لاوجاعنا نهاية ، هكذا سابدأ ، ليس لآلامنا حدود وليس لموتنا آخرية ، هكذا سأبدأ ، ليس لدمائنا ثمن او معنى ، نموت جماعة ، كما تصلي الناس ، تزهق ارواحنا بالجملة كما تباع البضائع ، يذبح اطفالنا مجاميع كما الرحلات المدرسية ، وقطعا الموضوع ليس له علاقة بالطائفية ، ٢٩ سيارة مفخخة تتفجر داخل المدن الشيعية فقط ، والموضوع ليس طائفيا بتاتا ، نعم الاخوة السنة هددوا في مظاهراتهم بان يزلزلوا الارض تحت اقدام الصفويين (الشيعة) ولكن هذا لا يعني ابدا ان لهم يد في هذه التفجيرات ، نعم ان حاتم سليمان افندي هدد وتوعد ولكن هل نجزم بانه نفذ ؟ لا طبعا الرجل هدد ولكن ليس بالضرورة ان كل من يهدد له يد في الجريمة ، وهذا كما تعلمون قانون معمول به في (كل دول الله) كما يقول المرحوم علي كيمياوي ، بالنتيجة فان تظاهرات الانبار وما يقال على منصتها وما تصدر من فتاوى فيها ليس له علاقة من قريب او بعيد بتفجيرات الثلاثاء الماضي ، الناس يتظاهرون للمطالبة بحقوقهم (المسلوبة) وربما هددوا هنا او توعدوا هناك او اصدر احد مشايخهم فتوى بقتل الشيعة او قال لاتبقوا لهؤلاء باقية ، ولكن كل هذا ليس له علاقة بمن فجر الناس في شوارعنا ، فالاخوة السنة ليس لديهم داف حقيقي لقتل الشيعة والدافع امر مهم في تحديد هوية المجرم ، صحيح ان مناطق السنة الان مرتع للقاعدة ، وصحيح ايضا ان الانبار تحولت الى اوكار للجيش الحر وجبهة النصرة المعادية للشيعة ، ولكن هذا لا يعني بالضرورة انهم يكرهون اخوتهم الشيعة ابدا . في الحقيقة اعتقد ان الشيعة هم الذين يجب محاكمتهم ومحاسبتهم على ما يجري ، فما بالهم يخرجون كل يوم في شوارع البلد ، وكيف امكنهم ان يتواجدوا في المكان الخطأ ، هذا جزائهم اذن وبئس المصير ، الشيعة يجب ان يقتلوا شر قتلة لما اقترفته ايديهم من جرائم ، يموتون كل يوم ويذبحون كل يوم ولم يتوبوا عن ذنبهم الكبير ، هؤلاء الروافض اتباع علي ، باعوا الصحابة والدين من اجل بضعة ائمة بالكاد يعود نسبهم الى محمد صلى الله عليه واله .
المهم بعد هذا كله اننا اثبتنا ولله الحمد ان اخواننا السنة ليس لهم علاقة بالتفجيرات الاخيرة وهم براء منها كبراءة الذئب من دم يعقوب ولكن لو افترضنا جدلا ان التفجيرات الاخيرة لها علاقة بالمتظاهرين ، ماذا يجب على الحكومة ان تفعل حيال ذلك ؟ والاجابة على هذا السؤال اعتقد تكون بطريقة واحدة لا غير وهي اعتقل وفاوض وليس ان تطلق سراحهم وتفاوض ، مثلا بعد تفجيرات الثلاثاء ، يتم قطع الطرق وحظر التجوال وتعتقل القوات الامنية العشرات بل المئات من ابناء اخواننا السنة في المناطق المشتبه بها ، ولن يستطيع احد ان ينبس ببنت شفه ، لا انفجار هذا الكم الكبير من السيارات المفخخة لابد ان يكون وراءه احد ولا يمكن ان يكون ذلك من صنع الطبيعة على فرض الملاحدة وبالتالي فان اعتقال مشتبه بهم امر منطقي وطبيعي ولا يستطيع رجل ان يقف بوجهه خصوصا بعد الغليان الذي اصاب الناس بعد التفجيرات ، وهنا تتحول زمام المبادرة والقرار من يد الارهاب المنطلق من تظاهرات الانبار الى الحكومة التي ستفاوض لاطلاق سراح معتقلين سيزدادون بعد كل تفجير فضلا عن اعدام وجبات من المحكومين اصلا بالاعدام بعد كل تفجير ، وسترى كيف ستكون النتائج .
ملاحظة : بالنسبة لحقوق الانسان فان العراق وضعه (زفت) رغم ان المعتقلين يأكلون السمك المسكوف اكثر من غانيات ابو نؤاس فلا يفرق ان اعتقلتم او اعدمتم الزفت زفت لن يتغير ابدا .