نكسة في الموازين وأنقلاب في المواقف وتراجع عجيب ونقطة تحول لم تكن في اتجاهها الصحيح ومهما برر لها فانها تبقى في خانة خيبة الامل هذا هو التعريف الحقيقي لدى ابناء الشعب المهضوم وضحايا التفجيرات والدماء الطاهرة التي سالت وتسيل تجاه (انسحاب وزراء التيار الصدري وتاجيل الانتخابات من قبل مجلس الوزراء..المالكي ..) خطوة في غاية الخطورة والحساسية وتترك خلفها علامة استفهام كبيرة والاف علامات التعجب خاصة وان خطابات وكلام وحديث قيادات التيار الصدري كانت في اتجاه مغاير قبل ساعات من هذا القرار لابل ان السيد مقتدى الصدر كان يدعو وزراء العراقية للعودة ويلعب دور الوسيط والناصح مع وزراء الاكراد كون حضور الوزراء يؤدي الى اتخاذ قرارات ويعطي قوة لتلك القرارات وفرصة كبيرة لحل الازمات فيما كانت الحكومة ممن يحث على الانتخابات وقيادة دولة القانون ممن يعيبون على من يروج او يتكلم عن تاجيل الانتخابات وكان يتهم من يفعل ذلك بالخروج على الدستور وخرق للقانون ومجهض للعملية السياسية .....فسبحان مغير الاحوال .....لسنا ممن يتصيد ولسنا ممن يعاتب كما لسنا امعة ومسطحي العقول لكننا متابعين ومراقبين ودعونا نقارن بين تجربتين مماثلتين الاولى ايجابية والاخرى مستنسخة ومن نفس الطرف ...فبالنسبة للانتخابات كانت الظروف صعبة والارهاب يضرب وبكل قوته وجبروته ابان الانتخابات في٢٠٠٥ وكذلك التصويت على الدستور ومهما برر للتاجيل والمخاطر المصاحبة للتصويت لكن المرجعية والشعب اصروا على اجرائها حتى ان المفوضية ايامها أبقت موظفيها في مراكز الانتخابات قبل ايام التصويت ورجال الامن ضحوا كما ضحى ابناء الشعب وسطروا ملحمة وطنية قل نظيرها في الثبات والاصرار على انجاح المشروع وتاسيس التجربة الديمقراطية... مع ان الوضع اليوم يختلف اختلاف كبير من حيث قوة القوات الامنية واكتمال مؤسسات الدولة وحتى قدم التجربة وكذلك ما يدعيه القادة بان الامور تحت السيطرة وان الامن مستتب فكيف نفسر هذا الاختلاف مع الفارق ؟؟؟؟!!!!!!أما انسحاب التيار الصدري فالتجربة تتشابه اذ انها ليست الاولى فسبق وان انسحب وزراء التيار الصدري من الحكومة السابقة مع حزب الفضيلة وجاءت مبادرة السيد عزيز العراق (رحمه الله) والرئيس جلال الطالباني (شافاه الله ) بما سمي في وقته (التحالف الرباعي ) ومضت الحكومة واستمرت العملية السياسية في وقت كانت الظروف تؤشر على سقوط الحكومة فماذا يريد التيار الصدري من هذه الخطوة مع انه صاحب تجربة سابقة ويعرف ان البلاد يمكن ان تدار بطريقة وباخرى في حساب الاغلبية والتنازلات والربح والخسارة خاصة مع لي الاذرع الذي يمارس في مرحلة حساسة من مراحل التجربة العراقية ومستقبل العراق مع ما تشهده المنطقة من احداث وتقلبات وتحديات على مستوى الوطن والمذهب وماذا اكثر من اراقة الدماء وازهاق الارواح لالشيء الا لانك شيعي او ان الحكومة مصبوغة بصبغة شيعية و الصدريون اعرف من غيرهم بهذا المجال فلا ادري ما الهدف من التعليق وما الفائدة منه ؟؟؟!!!اللهم الا اذا اراد التيار الصدري ان يلعب لعبة المنشار مع المالكي (..ماكل رايح جاي.. او لعبة توم وجيري ) هذا ما يفسره رد الشيخ صلاح العبيدي وكلامه على ( قناة الشرقية ) عندما يتهم المالكي بالضغط على القيادات الامنية لانتخابه في التصويت الخاص للقوات الامنية .....بقي ان نذكر بان الشعب الذي صوت وانتخب ودافع ووثق وامن وتحمل من اجل الحرية والتغيير ومن اجل العدالة وتبديل المعادلة الظالمة واعطى التضحيات الجسام من الارواح والمال والسمعة والوجود و....و....لن يقبل بان يتحول الى مزاجات او يساوم او ان يكون سلعة ووسيلة ضغط او طرف في صفقات وهو يريد من المالكي ان يطبق شعاره الذي رفعه في كل المحافظات (ونشر الصور والاناشيد على قناة افاق ) او ان يتحلى ولو بواحدة (بالعزم ) بعد ان عذرناه من البناء ....اما التيار الصدري متى نرى مصداق لكل الشعارات التي رفعتها ومتى تتخلص من الازدواجية والتذبذب في المواقف مواقف تختلف من اليمين الى اليسار وتتغير( ٣٦٠ درجة) في لحظة فتنقلتم من التطرف الى التعصب الى الوحدة الى الوطنية الى الطائفية الى المشاركة وها انتم تعودون لتستنسخوا نفس التجربة (لااريد ان اتحدث عن خروج المسلحين بعد تفجيرات الثلاثاء والمواجهة مع مغاوير الداخلية في مدينة الصدر ومطالبتهم باخلاء نقاطهم وسيطراتهم ) اما حزب الدعوة والمالكي الم يحن الوقت لان تقولوا اننا من اوصلنا البلاد الى هذه النقطة وان تعودوا وتنزلوا لارض الواقع وان تفهموا بان هذا البلد لايمكن ان يدار بلون واحد او راي واحد اوان العملية السياسية لاتتحمل مغامرة اخرى او ضغط اخر او ازمة اخرى ...ولا يهمني هنا راي السنة او الاكراد فالتحالف الوطني اذا وحد رايه ورمم بيته الداخلي بعيدا عن التفرد والنظر بعين الاعتبار الى من يسقط ومن يسيل دمه ومن تفجر مناطقه ومن تستهدف مقدساته فعليه ان يتخذ موقفا شجاعا وان يمضي في عملية اصلاحية حقيقية (لادعائية ومفبركة وترقيعية ) هدفها ابناء الشعب لاالكرسي هدفها العراق لا السلطة هدفها المشروع السياسي لا المكاسب هدفها بر الامان لا الخواف وحدها ومحتواها الحل والبحث عن الحل لا الازمة والتفنن بالتازيم والابتعاد عن سياسة لي الاذرع والتزمت ....يمكن ان تكون هذه التفجيرات مختلفة ويمكن ان تكون هذه المرحلة حساسة ويمكن ان تكون الظروف صعبة والتحديات كبيرة لكن الشعب قدم كل شيء وهو مستعد ان يبقى معكم للاخير بشرط ان تصدقوا معه ان تبقوا هامش للثقة والتي تريدون بتصرفاتكم هذه ان تعدموها وتنحروها على عتبة المناصب والمراهقة ولعب الصبيان .....قالها السيد عمار الحكيم ولم نصدق بان المشارك في هذه الحكومة شاهد زور منذ البداية قالها المجلس الاعلى بان حديث الغرف المغلقة سيصل بالبلاد الى حافة الهاوية قالها الحكيم ولم نفهم والان قالها الحكيم ونعتقد بانه قادر ويستطيع ان يفعل ما يقول فبالامس فعل ما عجز عنه الاخرين وقف اما سحب الثقة عن الحكومة لانه يعلم بان القوم لايستطيعون ان يجدوا بديلا لا بل لانه يعرف انهم مغامرون ولا يتوانون عن أي شيء وفعل أي شيء لاجل البقاء في السلطة ومن اجل اضاء غرورهم ونرجسيتهم عودوا وتحاوروا وتكلموا واستغرقوا في النقاش وتذكروا انكم تناقشون حياة ومستقبل ومشروع ودماء وتضحيات لا مكاسب ولا كراسي ولا امتيازات تفاوضوا من اجل الحل لا من اجل الازمة ورمموا ما خرب وتفاهموا مع الجميع واحفظوا ماء وجوهكم امام المرجعية التي رمت بثقلها يوما لاجل هذا المشروع وقدت النصح والدعم ووجهة وهاهي اليوم تنتظر (وتستطيع ان تقلب الطاولة راس على عقب لكنها تقدر المفاسد والمحاسن ) وانصفوا ابناء هذا الشعب واخرجوا عليه بحل وبموقف كما فعل عزيز العراق سابقا والرئيس جلال الطالباني فما بعد نكبة الثلاثاء يحتاج ان تنهوا لعب الصبيان .....