كعادتنا كل مرة، عدنا من جديد لنرى بأعين أتعبها السهاد الجدران المطلة على شوارع اصطبغت بالأحمر البرئ، وقد أكتست السواد... يوم دام آخر كباقي الأيام الدامية مر علينا،بعده كنا كعادتنا كل مرة نبحث في الجدران عن أسماء نعرفها، نعي..زسقط شهيدأ.. اثر حادث أرهابي جبان...يد الغدر ...المأسوف على شبابه تلك كانت عناوين اللافتات المكرورة ..ألفناها ، نسيناها ...أوه ؛ اليوم لافتات النعي تزاحم لافتات الترويج الأنتخابي بألوانها الزاهية...هذا ما خلفه الارهاب الاعمى: صور الانتخابية والشعارات الطنانة والرنانة شوارع وارصفة تصطبغ كل يوم بدماء الابرياء الذين يتخذون من جوانبها مكسبا لارزاقهم لتصبح بعد كل انفجار مسرحا للمواجع واهات الثكالى ودموع اليتامى وصراخ الامهات المفجوعات بقدر هذا العراق العجيب
أي خلطة عجيبة هي التي تطبع مشهدنا الراهن المتناقض؟ّ..
أوه....اثر الدمار، أثر عواصف الغبار ، الموت يعتريني في هدأة النهار ، أئن في الدجى القرير، اصيح بلا قرار ... أواه ما نوع الألم الذي ترسمه الجدران
يوم على المجزرة الدامية واهالي بغداد يشيعون شهدائهم الى وادي السلام بعد عذاب طويل ومرير في بلد ضاع فيه الفقير وتساوى فيه الصغير والكبير ولم يبق الارهاب الاعمى والسياسات العوجاء لبعض من رفع شعارات البناء والاعمار في شوارع الدمار والدماء.
أما حان وقت الأجابة على سؤال مؤداه:.. الم تكن السنوات السابقة كفيلة بحل الخلافات وتصفية الحسابات التي عادة ما يكون ضحيتها شعب برئ استرخص المجرمون دمائه؟
وياتي الجواب بلا رجع صدى:. ها هم ساسة العراق يتكالبون فيما بينهم من اجل مصالحهم بعيدا عن تغير البلد ودفع عجلة التقدم الى الامام. ساسة تبارزوا في ابراز عضلاتهم المفتولة خلال دورتين انتخابيتين ساقت العراق الى حرب طائفية مقيته نتيجة عدم حسم الملفات وعدم اختيار القرارات الصائبة. ونجد الهالكي قد ضرب المصلحة العامة عرض الحائط والان قد تخاصم مع المكون الاخر من السنة والاكراد ولا اعلم الى اين يريد ان يمضي في العراق فشعاره الجديد شعارا مخزي وعارا من التطبيق فنجد خلال السنوات الثمانية فشل بمحاربة الفساد وتحسين الخدمات وحل الازمات.. وحكومته متهرئة بالصراعات التي خلفت لنا اذناب البعث من الهاشمي والعيساوي والدليمي والجنابي واتسأل الى متى يبقى الزعيم الذي لا بديل له ولا شريك?