السؤال الذي طالما هربنا من الاجابة عليه ، ماهو خيارنا الاخر غير الانتخاب ، على افتراض ان هناك خياران لا ثالث لهما ، نتهرب من الاجابة على اساس ان الخيار الاخر هو عدم الانتخاب ، فلو كانت هناك خيارات اخرى لناقشناها ولاعتمدناها في محضر اجابتنا على السؤال ولكن يظهر ان الخيارات منحصرة في الانتخاب وعدمه ، وهذا يعني ان على العراقيين الاختيار بين ان يذهبوا الى صناديق الاقتراع وهم يحملون رغبتهم الحقيقية في التغيير ، التغيير الايجابي وازاحة الذين افسدوا وخربوا او عدم الذهاب ، فما معنى عدم الذهاب ؟ وما الجدوى من العزوف عن الانتخاب وماهي الثمرة التي سنجنيها من ذلك ؟ تساؤلات وتساؤلات لا تجد لها اية اجابة ، عد الانتخاب لاشيء واللاشي فراغ والفراغ كما هو معروف لا يمكن ان ينتج عنه شيء ، فاذا استطعت ان تصبر على المفسدين ولم تخرج عليهم ولم تتظاهر ولم تكن لديك القدرة على اقالتهم من مناصبهم في سالف الايام ، هاي هي اليوم الفرصة مواتية لاختيار الافضل لتنصيب الاكثر نزاهة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب باختيارك الشخص الكفوء النزيه الذي ربما يكون افضل من تعرف على الاطلاق فيمن تصدوا لهذه المهمة . ان الاعتقاد السائد في ان الذهاب الى الانتخاب عمل غير وطني وهو الذي جاء بالمفسدين انما هو اعتقاد خاطيء بدليل انك لو سألت من ذهب لكي ينتخب في المرة السابقة سيقول لك انني ذهبت لاختيار الافضل ، المشكلة انه لم يضع خياراته نصب عينه وربما اخطأ في الاخيار ولكن هل يعني هذا ان اعزف عن الانتخاب ؟ قطعا لا كوني اخطأت في اختيار الافضل مدعاة كبرى لاختار الافضل الحقيقي في هذه المرة لا ان اترك الساحة للمفسدين ، المفسدين الذين سيصعدون باصوات قليلة من اقاربهم وذراريهم لانني وانت وغيرنا لم ينتخب ، هنا تكمن المصيبة بعض الناس يتمنى عدم حضورك للانتخاب لانه اعد العدة وجهز وحضر من ينتخبه فالاعداد القليلة ستوفر فرصة لهؤلاء لكي يصعدوا على سدة المناصب مرات ومرات بغياب اصواتنا وقلة خياراتنا ، اعتقد ان الانتخاب حق واضاعته اضاعة لاهم حقوقنا فلا تضيعوا حقوقكم وتمنحوها لغيركم ممن لا يستحقون الحقوق ولا يمكن ان يكونوا هم الرعية في قادم الايام خصوصا وان التجربة السابقة كانت مريرة بل ومريرة جدا .