بهذا العمل الخسيس والأعمال الاجرامية الجبانة الاخرى التي نفذت في العراق وسورية بطريقة الغدر والتفجير بالعربات والاحزمة والعبوات الناسفة، جعلت من العراق وسوريا على انهما يقعان ضمن "دائرة استهداف مشتركة واحدة"، وانهما بلدان ذان عدو مشترك، مثلما لو انهما يلتقيان بصديق مشترك واحد، وهذا الالتقاء هو حق طبيعي ومشروع والتزام مقبول ومكفول أيضا، تقتضيه مصلحة البلدين لمواجهة التحديات السياسية والاثنية والعدوان الداخلي والخارجي الذي يتعرض له البلدان، ولاضير في ذلك ابدا، أن يتعاونا من حيث مصلحة البلدين، وبماتمليه الظروف عليهما من حقوق متبادلة، كحق الجيرة والتحالف والتعاون العسكري واللوجستي والاقتصادي والثقافي والعقائدي، وهذا ليس بمثلبة أو عيب، ولايعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لكلا البلدين طالما إن الأمور تسير برضاكليهما، إنما المثلبة والعيب عندما يقوم الإرهاب العربي المتأسلم بتقطيع اوصال الأبرياء من الناس غدرا دون أي ذنب أقترفوه، وعلى مدار أيام السنة وبطريقة وحشية عشوائية لم يشهد لها مثيل في التاريخ، والعيب والعار والشنار عندما يضع غيرهم يده بيد العدو، ويحسب نفسه على أنه ينتمي إلى المسلمين والعرب، ويتعاون معه بالسر والعلن، ويذهب إلى أبعد من ذلك عند اعتبار أبناء جلدته ودينه في المصاف الأول من العداء، لابل أعدى الاعداء،كما ثبت وبدا للعالم أجمع، من خلال التحدث صراحة بوسائل الاعلام، ومن خلال إطلاق الفتاوى من قبل رجال دينهم وأبواقهم المأجورة.
وهذا شاهد حي هو واحد من عدة شواهد يدعم حجتي، ويدعم إدعائي، جاء على لسان رئيس الموساد الاسرائيلي السابق، شبتاي شبيط الذي ادلى بتصريح خاص لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وهذا نصه: ("اكد رئيس الموساد السابق شبتاي شبيط، ان الولايات المتحدة لم تقدم خدمة لاسرائيل بقدر ما قام به حمد بن خليفة ال ثاني."
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن شبيط، قوله: "إنه يعتقد أن حمد امير قطر قدم خدمة عظمى لاسرائيل لم تقدمها الدول التي دعمت اليهود كبريطانيا والولايات المتحدة على مر السنين" .
"وأعرب رئيس الموساد السابق عن أسفه من موقف الولايات المتحدة المترنح في الدفاع عن دولة اسرائيل ورفضهم توجيه ضربة عسكرية للعدو الايراني الذي يهدد ليلاً ونهاراً بازالة اسرائيل , بينما اصدقاء المنطقة هم اكثر اخلاص منهم, ويتضح هذا الامر جلياً في موقف قطر الاخير من النظام المعادي لاسرائيل في سوريا".)
وان من يعيب عليهما هذا التعاون مع صديقهما المشترك، بالفتاوي والاعلام والتثقيف الممنهج على كافة المستويات الدراسية، وغسل الادمغة وزرع الاحقاد في نفوس الشعوب، والتهجم بإلسنة سليطة وعبارات ببغاوية بغيضة بعيدة عن مقاييس التأدب والخلق الأسلامي الحسن والرفيع، عليه ان يعيب نفسه أولا ويستنكر أفعال العدو المشترك الذي يستهين بدماء ابنائهما الزكية الطاهرة ثانيا، واللائي لو قيست هذه الدماء الزاكيات لرجحت كل قطرة منهن على جميع تلك الرؤوس العفنة الضالعة في ممارسة الإرهاب بجميع أنماطه، في الفعل والقول.
لقد أمتدت عندنا أيام الاسبوع في العراق إلى ٣٦٠ يوما، وكأن الاسبوع لايسعه تغطية جميع الأيام السود التي أبتلينا بها، إذ تضيق ايامه وتتزاحم بمجموعة الخميس الأسود، والثلاثاء الدامي، والاربعاء المشؤوم، لعل هذا الامتداد يتسع لجميع أيامهم الاجرامية السوداء كسواد قلوبهم، وكل يوم فيه يحصد من الأبرياء ماتضيق فيه الأرض من قوافل الجرحى وكواكب الشهداء، وأنتم تقفون منها موقف المتفرج والداعم لها والشامت بنا، حسبكم من دمائنا أيها الناس، كل العالم تغير إلا أنتم ياأصحاب المواقف المتهالكة، ليس عندكم موقف موحد وواضح تجاه الدم العراقي المسفوح منذ عشر سنوات، فلايوحدكم الا الموت، ولايصلحكم إلا الذل والمسكنة.
وعلى مدعيي الإسلام والعروبة، من اللذين مارسوا دور العداء لدول هذه الدائرة، عليهم إن يدركوا أيضا أن هذي الدائرة ستتسع يوما ما وبشكل مؤكد لتقع دولهم وشعوبهم ضمن حدودها، ولتشملهم الممارسات الأجرامية والعمليات الإرهابية القاعدية ويطالهم العذاب والهوان الآلهي بقدر ماأقترفوا من ظلامات بحق هذا الشعب، وبحق آل بيت الرسول الأكرم (ص) واتباعهم المضطهدين، وذلك حينما تتقاطع الأجندة، وتختلف المناهج، وتتداعى الأفكار، وتنتهي المصالح، وعندما يكون ثمن الإتاوات المدفوعة من قبلهم من أجل هدر دماء الأبرياء في بلاد الرافدين والشام قد انتهى مفعولها، وإذا كانوا قد كسبوا الأمان في الوقت الحاضر بانحسار أعمال القاعدة في بلدانهم فغدا لاأمان لهم، عندئذ لاينفع الندم مع من ظلم وتجبر، لأن الظلم والإرهاب لادين لهما.
عليكم، يابعض العرب والمتأسلمين أن توقفوا زحف الانتحاريين من بلدانكم نحو حدود بلدينا وإتقوا الله في أمة رسوله (ص)، وإن كان لكم حصادا في نهاية كل يوم! فقيمته مرهونة بما تزرعوا من بذور وبما تحرثوا من أرض في غرته، وان توفروا هذه الانفس لبناء بلدانكم المتخلفة فكريا وعقائديا، والاستفادة من خدماتهم لفعل الخير ونشر المحبة والعدل، وإفشاء التعايش السلمي، والتبشير للدين بلغة حضارية وانسانية، واستقطاب الكفار لإعتناق الدين الاسلامي المحمدي الحنيف وعلى المحجة البيضاء، إذا كنتم مسلمون حقا كما تدعون، أو على الأقل إذا كانوا هؤلاء عبئا عليكم ان توفروا دمائهم المهدورة بفتاوي الانتحار، للدفاع عن قضايا الأمة وبالدفاع عن فلسطين والقدس الشريف أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، والمدنسة من قبل الصهاينة المحتلين.
نحن لانؤمن بنظرية المؤامرة، ولابخطاباتكم الكاذبة، ولا يعنينا تعصبكم ولاأفكاركم الشاذة، ولايعجزنا دعمكم اللوجستي وبناء الحاضنات لتسهيل نشاط القاعدة لقتل أبنائنا وبناتنا وأطفالنا بدم بارد، ولاتلزمنا فتاوي علمائكم بحلية دمائنا وأعراضنا واموالنا، إنما يعنينا شيئين اثنين أولهما تباكيكم على أن محمدا (ص) سيدكم ورسولكم وحبيبكم، في الوقت نفسه تقتلون ذريته أهل بيته وأتباعهم باقسى أنواع القتل والظلم والملاحقة تحت راية الإسلام ظلما وتدليسا، وثانيهما أن جعلتم منا ومن اصدقائنا العدو الأول في مصاف قائمة الاعداء، وجعل أسرائيل عدوا من الدرجة الثانية في هذه القائمة في العلن، وصديقا شريكا من الدرجة الأولى في السر، وهذي قسمة ضيزى، مالكم كيف تحكمون؟ عليكم ان تنصفوا نبيكم (ص) وكما تدعون، وعاملونا كما لو تعاملوا أسرائيل وأنصفونا كما تنصفوا الكفار.
عشر سنوات مضت على العراقيين وثلاث على سوريا، والدماء تنزف والثكالى والأرامل والايتام تزداد اعدادهم يوما بعد يوم بشكل طردي مريب، والاوطان تتهدم، والبنية التحتية في انهيار، وأنتم تقفون موقف المتشمت والمتفرج والمنتقم، ماذا تقولون لنبيكم(ص) يوم غد؟ وماذا فعلتم بعترته وأمته لو سألكم عنهما؟ وهل أوصاكم بهذا حاشاه؟ وأين المحبة لله ولرسوله الكريم (ص) التي تدعون؟ واين انتم من اتباع سنته الشريفة بحسب ادعاءكم؟
"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
"
[آل عمران:٣١]
أنتم متأزمون وفاشلون أيها الأوغاد!! وكلما زاد تأزمكم وفشلكم كلما زاد حقدكم على عترة آل محمد والاتباع وعلى ايران الاسلامية كنموذج لإسلام اهل البيت (ع).
"وكلكم تسجدون للشيطان الأكبر ولإسرائيل، وتحجون للبيت الابيض
، وتقدمون لهم القرابين تلو القرابين، بما أنعم الله عليكم من نعم ظاهرة وباطنة بفضل بركات النبي محمد وآله الأطهار صلوات الله عليهم اجمعين، وأنتم لهم منكرون، وعن حزبهم قالون، ولحزب الشيطان متبعون"
كفى أسلاما مزيفا ومنتحلا وكفى عهرا وغيا، فالأوراق المخلوطة قد أفرزتها أعمالكم ونواياكم الخبيثة، وأصبحت واضحة ومقروؤة من قبل القاصي والداني،،،وجماعاتكم الاسلاميه دائما يذكروننا- وفي جميع المناسبات والمواقف، وفي كل عملية تفجير- باسلافهم الذين عاشوا في زمن النبي محمد (ص
) بحروب التنزيل، وزمن الإمام علي(ع) بحروب التأويل، وما تبعهما من مؤامرات وتداعيات ودسائس بحق الحسن والحسين عليهما السلام، سيدا شباب أهل الجنة، وريحانتا رسول الله (ص)، في زمن آل أمية الخبثاء الطلقاء،
فأسلافهم كانوا يهربون من تلك المعارك وكأن أحدهم "أروى" ويهرب الآن أحفادهم من المواجهة عندما تكون وجها لوجه، وجل اعمالهم الخيانة والغدر والتفجير والنسف والتخريب، والاختفاء في الجحور، أين كانوا في حرب غزه؟ واين كانوا في حروب ١٩٤٨و ١٩٦٧ و١٩٧٣؟ ومجزرة قانا ودير ياسين؟ لم يذكر لنا التاريخ أن لهم دورا مشرفا فيها، وهو نفس الخط والنهج
الذي سلكه أسلافهم في التاريخين الصدري والحديث، مصداق قول الرسول الأكرم {ص} فيهم :
("لتتبعن سنن من كان قبلكم ، حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه") ، فاذا ذهب عنهم الخوف سلقونا بالسنه حداد، واتهامات جزافية، ننأى بأنفسنا من الرد عليها،اولئك لم يؤمنوا بالله فاحبط الله اعمالهم.
"هذا اسلامهم منذ أن قتل علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم، لم يحيدوا عنه قيد انملة انه اسلام بني اميه المنحرف، والذي أسست له رزية الخميس، وسقيفة بني ساعدة الانقلابية."
علي الحاج
٢٨.٠٣.٢٠١٣