قديما كانت هناك (تحشيشة) على شكل حزورة تقول " اللي يعرف شنو بداخل الكيس اعطيه من عنده برتقالة " والحقيقة انه كيس يرتقال ، وهذا الحزورة تشبه الى حد كبير توجيهات المرجعية لانتخابات مجالس المحافظات مع الفارق طبعا، فقد وجهت المرجعية بانتخاب الشخص الجيد في القائمة الجيدة ، وان يكون الشخص مرضي ، وقائمته مرضية ، وان يكون غير مجرب فقد جرب الشعب من سبقهم وقد فشلوا في تحقيق مكاسب للناس وتوفير الخدمات ، وان يكون الشخص نزيها ومن كتلة لم تشارك في الحكومة الحالية ، ولم يجربها الشعب سابقا ، مواصفات كثيرة وكثيرة حددتها المرجعية ببيانها ووجهت معتمديها بان يبلغوا الناس بها ، وكلها تنطبق فقط وفقط على كتلة المواطن ، الائتلاف رقم ٤١١ ولا تنطبق على غيره ، وكما هو معلوم ان توجيهات المرجعية هي بمثابة الاوامر التي يجب ان يطيعها الناس ممن يأتمرون باوامرها وينتهون عن مناهيها ، الحقيقة ان كيس البرتقال انما هو القائمة المرضية التي يجب على الناس ان تنتخبها وان تختارها امتثالا الى توجيهات المرجعية ، وقطعا هذا ليس ضد الديموقراطية في شيء ذلك ان تجريب المجرب خطأ فادح واختيار النزيه هو العقل بعينه فالديموقراطية لا تتقاطع مع العقل ولا تتفق مع الغباء ، ومن الغباء ان يلدغ مؤمن من جحر مرتان ، وليس علينا ان نخالف اوامر المرجعية لنثبت الديمقراطية .
اليوم ونحن مقبلين على انتخابات مجالس المحافظات نحن امام مسؤولية كبيرة ، وهي اختيار الاصلح والانزه ليكون هو المتصدي للملف الخدمي للسنوات الاربع القادمة وفي الحقيقة هذه المسؤولية تتأتى من ان الملف الخدمي ملف ذو اهمية كبيرة وهو مؤثر جدا على الوضع السياسي والامني في البلاد ، فخدمات سيئة تعني امتعاض الناس وامتعاض الناس يعني ان هناك خللا ما في منظومة الدولة ، وهذا امر خطير علينا ان نعي صعوبته ومدى اهميته ، كما ان التفريط بهذه الفرصة سيجعلنا تحت الضغط اربع سنوات اخرى سيجعل اموال الدولة بايدي السراق طيلة هذه الفترة وسنكون نحن من مكناهم من هذه السرقات واعطيناهم اصواتنا لينهبوا خيرات البلد ويزداد الخراب خرابا .