الانتخاب حق من الحقوق التي اكتسبها العراقيين بعد ان استعادوا وطنهم وخلصوه من براثن الديكتاتورية والتسلط الذي اتسم بمصادرة جميع الحقوق وبضمنها حق اختيار المواطن لمن يمثله في مواقع الخدمة العامة، ومجالس المحافظات باب واسع من ابواب الخدمة كونها تعنى باختيار من يتصدون للتشريع والمتابعة والرقابة على الاجهزة التنفيذية العاملة في المحافظات وبالتالي فانه يتوجب على الجميع ادراك ان الفائزين بعضوية مجالس المحافظات سيكونون اعضاءا في الحكومات المحلية التي تتولى وضع السياسات والخطط التنموية سواء كانت المرحلية او الاستراتيجية الى جانب كونهم سيمارسون الرقابة على جميع مفاصل العمل المختلفة في المحافظة، وبهذا تتضح اهمية هذه الممارسة الانتخابية وما يتمخض عنها، وتاسيسا على هذا فاننا نسمع الاصوات الحريصة على العراق ومستقبله تتعالى للدفع باتجاهين في آن واحد الاول هو الحث على المشاركة والحرص على الادلاء بالاصوات لتفويت الفرصة على الطارئين الذين ينتهزون فرصة غياب من لم يشارك ويترك الباب مشرعا لاستثمار غيابه وتجيير صوته لمن لم يرغب به بل ربما لمن تدور حوله الشبهات من غير القادرين على تحمل اعباء المسؤولية او لمن يرى في الفوز فوزا شخصيا سيجني هو ثماره بصرف النضر عما سيعود المواطن، والاتجاه الثاني هو الحث على اختيار الافضل من حيث القدرة والكفاءة والتخصص الذي ينسجم مع وجوده في المجلس، ولعل اهم التوجيهات بهذا الصدد هي تلك التي صدرت من المرجعية الدينية الرشيدة والتي اشارت الى ضرورة التدقيق والتمحيص والابتعاد عن الانحياز للمرشحين على اسس عشائرية او حزبية او فئوية وانما التوجه نحو اختيار اؤلئك الذين يتصفون بالامانة والنزاهة والقدرة على المطالبة بحقوق ابناء المحافظة وتنفيذها، والالتفات الى ضرورة انتخاب الصالح في القائمة الصالحة والابتعاد عن اختيار غير الصالحين في القوائم غير الصالحة بل وعدم التصويت حتى للصالحين المنخرطين في القوائم غير الصالحة وهي اشارات تدفع بوضوح وبشكل لا يخفى على اللبيب باتجاه الشروع في تدشين مرحلة جديدة ترتقي بالواقع الخدمي وان ذلك لن يتم الا من خلال وعي الناخب لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
هذه التوجيهات وبضميمة تصريحات اخرى لاحد اقطاب المرجعية الدينية الرشيدة فاننا سنعرف وببساطة من هي القائمة الاصلح، فقد اشار سماحة المرجع الديني الكبير اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي عند اجابته على سؤال لاحد الحاضرين في مجلسه المبارك عن سماحة السيد عمار الحكيم، فقد اجاب بما مضمونه بانه امل المرجعية في تحقيق دولة العدل الالهية مع الامام الحجة (عج) هذا من جهة، ومن جهة اخرى انتقاده لقوائم وشخصيات اخرى تجعل من قائمة ائتلاف المواطن قائمة تحضى بمباركة المرجعية وان كان ذلك بالتلميح دون التصريح، هذا الى جانب ما بذله سماحة السيد عمار الحكيم من جهود مكثفة ومضنية للتمحيص في شخصيات وقدرات وامكانات بالاضافة نزاهة المرشحين على قائمة المجلس الاعلى وما بذلته القوى الاخرى المشاركة في ائتلاف المواطن يجعل القائمة ٤١١ هي القائمة التي تمثل الخيار الافضل الذي يستجيب للطموحات الرامية الى بناء محافظاتنا العزيزة والنهوض بها الى مستوى ما يستحقه المواطن العراقي.