تسعى معظم دول العالم الى ان تكون ضمن تحالفات وتكتلات واتحادات او مجالس توفر لها افضل الامتيازات وتحقق لها مصالحها بما يخدم شعوبها وحسب الممارسة او العمل الذي يضمنه هذا التحالف ويساعدها على تحقيق انجازات ذات منفعة وطنية والتجارب التي خاضتها كثير من الدول واضحه وبينه على سبيل المثال الاتحاد الاوربي الذي انجز الكثير للدول المنظوية تحت عنوانه وكذلك سعي بعض الدول مثل تركيا الى الانضمام لهذا الاتحاد بغية تطوير تركيا من الناحية الاقتصادية والجوانب الاخرى التي تحتاج الى تبادل الخبرات والامكانيات ومواكبة التطور العالمي ورغم ان الاتحاد الاوربي لايرى في تركيا ما يراه في بقية اعضائه الا ان تركيا حاولت جاهدة في الانضمام خدمة لمصالحها .
ان موضوع الجامعة العربية رغم تشخيص الخبراء في مجال السياسة والبروتوكولات السياسية اكدوا على فشل هذا التكتل في ان يكون فاعلا ومقتدرا على تقديم الافضل للدول الاعضاء المنتمين للجامعة والسلبيات والمؤاخذات التي تؤخذ عليها الا ان الدول العربية او حكومات وانظمة ما زالت متمسكة بها رغم عمرها الطويل والمهدور دون جدوى وتحت ذرائع القومية التي تتضارب مفاهيمها من نظام لاخر ٠ واذا ما بقيت الجامعة العربية تسير وفق المنهج المعتمد من ١٩٤٥ أي منذ تاسيسها لحد الان فلا جدوى منها وهي بحاجة الى اصلاحيات كثيرة والعمل وفق نظام داخلي جديد لا يعتمد على الطبقية في ما بين اعضائه وان تكون قراراتها فاعلة وغير تابعة لرؤى محددة وكثيرة هي سلبياتها ونحن لسنا بصدد الحديث عن هذا الموضوع ولكن يجب ان يكون هناك طرح جديد وتعامل مختلف من حيث المصلحة الوطنية للعراق وحتى لبقية اعضاء الجامعة كما فعل الخليجيون في اللجوء الى تشكيل مجلس التعاون الخليجي الذي اصبحت قراراته وفاعليته اكبر من قرارات وفاعلية الجامعة العربية مع انهم اعضاء في الجامعة ٠المقصود العراق عليه الدخول او السعي الى تشكيل تحالف مشترك مع دول الجوار من غير دول الخليج الذي يتعامل مع العراق عللا انه شائبة في الجسم الخليجي على سبيل المثال الدخول ضمن تحالف يضم العراق وتركيا وايران وسوريا ولبنان في تحالف للتعاون الاقتصادي والعسكري والعلمي والثقافي وغيرها من المجالات التي تحقق للعراق افضل حال وتضمن له مصالح تعود له بالمنفعة من خلال هذا التحالف ٠
المقصود من هذا الطرح الذي يحتاج الى دراسة معمقة يجب ان يكون هناك بديل عن جامعة الدول العربية التي تعتبر في كل المقاييس السياسية على انها فاشلة وغير مجدية وهذا الطرح يشمل دول اخرى مثل دول المغرب العربي او بلاد الشام او دول شرق افريقيا ومسبقا اقول هذا ليس تنكرا للقومية العربية ولكن البحث عن صالح العراق مثلما يبحث الاخرون عن مصالحهم فنحن بحاجة الى ان بتطور منظورنا للامور ولا نبقى مصرين على السير في طريق غير مجدي ولنعطي فرصة لبلدنا ان يوسع افقه في التعامل مع الاخرين وان لا نكون محصورين في زاوية ضيقة لم تحقق لنا تطلعاتنا وتسير بنا لتحقيق طموحاتنا٠