يسعى الأجلاف ومن معهم، وكفانا الله شرهم وشرورهم ومكرهم، لتغيير الخارطة السياسية والجغرافية في المنطقة، "وهي في حقيقة الأمر تعديلا لاتفاقية سايكس بيكو الشهيرة ومكملة لها".
من مقدمات هذا المخطط والذي لايختلف عليه اثنين؛
*سلسلة التفجيرات اليومية والاسبوعية في العراق، والتي حصدت أرواح آلاف العراقيين الأبرياء بدم بارد طيلة السنوات العشر المنصرمة.
*الصراع المسلح الدامي في سوريا بين القاعدة وحلفائها وبين الحكومة.
*دعوة القاعدة لتشكيل جيش الشام والعراق،
*قتل العراقيين في سوريا من أتباع أهل البيت الكرام صلوات الله عليهم، من قبل عصابات بما يسمى بالجيش الحر في سوريا.
*التجاوز على حرمة مقام السيدة سكنية بنت الحسين(ع) وتعرضه للتخريب والدمار، وكذلك الاقتراب من مقام السيدة زينب (ع) للاعتداء عليه وتحويله إلى ركام لولا الوقفة البطولية التي تصدى بها الشباب من لواء العباس (ع)، ومن قبل تفجير ضريح الامامين العسكريين (ع) في سامراء.
*الفتوى الظالمة التي تبناها كبار علمائهم بجواز سبي نساء الروافض، وقالوا: "انها فرصة للتمتع بنساء الروافض".
ويقول أحد خبيثاء علمائهم في فتواه التكفيرية "بسبي النساء في المعارك مع الرافضة وامتلاكهن والدخول بهن من غير صداق ولا زواج، وان يمتلكهن ويطأهن من غير صداق ولا زواج."
هذا التوجه الهمجي والاندفاع الجنسي والعدواني للقتل والاغتصاب والاعتداء والارهاب، يعد من أخطر مقدمات هذا المشروع العدواني.
*ومن المقدمات الأخطر والأهم في هذه المرحلة، التظاهرات المزمنة والاعتصامات التي تحولت فيما بعد إلى عصيان، ربما تتحول فيما بعد إلى عصيان مسلح على غرار الصراع في سوريا، بدليل أبعاد الاعلام عن الساحة لكي لاتتسرب خطط التسلح وخطط ادوار الرجال للملأ.
*ولا ننسى ان جميع مراحل التظاهر والاعتصام تكللت باطلاق الصيحات العدوانية القاعدية الوهابية الاعرابية من قبل المندسين بين صفوف اخواننا المتظاهرين في الغربية، ضد بعض رموز الساسة العراقيين، وعلى رأسهم السيد المالكي لأنه السياسي البارز الذي يمثل رأس السلطة المتصدي لهذا المشروع القذر، وعدائهم المعلن هذا مع السيد المالكي ليس بالضرورة ان يكون عدائا شخصيا بقدر ماهو عدائا رمزيا وإعتباريا لرجل شيعي يتربع على قمة أعلى سلطة في الحكومة العراقية المنتخبة ورمزا من رموز الشيعة والقائد العام للقوات المسلحة، ولو قدر لإستبدال هذا الرجل في هذه المرحلة بأحد الرموز الشيعية المناضلة الاخرى كالسيد الجعفري أو السيد مقتدى الصدر أو السيد عمار الحكيم، فإن "القوانة" لاتتغير قيد انملة، وستظل تعزف نفس المعزوفة التي عزف عليها معاوية ومن تلاه من النواصب من ذلك الحين وإلى يومنا هذا،"ان التاريخ ليعيد نفسه، فها هي 'صفين' تعود مرة أخرى ب "ركائب" جديدة وبشعارات ومبادئ متجذرة.
*ومن المقدمات المزمنة الاخرى،
مقاطعة الحكومة وعرقلة سير أعمالها ووصفها بالباطلة وبالطائفية وبالفارسية الصفوية.
*وستطفو على الساحة مقدمات أخرى للولوج في صراع مسلح وحرب أهلية على غرار الصراع السوري، كالأحداث التي حصلت مؤخرا في الحويجة والرمادي وسليمان بيك ، وقبلها في الفلوجة والضلوعية.
*سيظهر على الساحة العراقية تطور دراماتيكي من قبل المندسين في صفوف المتظاهرين، الغاية منه التسريع في اشعال فتيل الفتنة واذكاء الطائفية، وجر الجيش العراقي للانجرار في أشتباكات مع المتظاهرين، تكون سببا مباشرا لاشعال صراع داخلي مسلح وحرب أهلية طائفية.
ان الضغوط التي تمارس على الحكومة العراقية بشتى الطرق السياسية والديبلوماسية والتجاذبية والإعلامية والمحلية-كيقينا بما لايقبل الشك- بسحب اليد من الملف السوري والانضمام للتحالف السعودي القطري التركي، ماهي الا دعوات غربية إعرابية لاتريد الخير للعراق، وتسعى لتمزيق وحدته، وتدنيس مقدساته الشريفة وترابه الطاهر، وسلب ثرواته، والقضاء على رموزه الوطنية، واسكات الصوت الشيعي، واسقاط العملية السياسية برمتها، وتسليم زمام الأمور بيد الوهابيين، والحاق العراق والشام تبعا لهم كرأس حربة للتصدي بحزم للحؤول امام المد الشيعي من الانتشار، وخوفا من التوسع على حساب المد الوهابي.
ومن الضغوط ذات الأولوية القصوى الابتعاد عن إيران بشكل سافر وعلى مستوى قطع جميع العلاقات، وضرورة معاداتها وإنتهاكها اعلاميا وسياسيا واقتصاديا، والضغط أيضا على العراق ان ينأى بنفسه من الخطر القادم على المنطقة.
وبخصوص إيران العدو الأول بحسب أجندتهم، فانها سوف تتعرض لضربات عسكرية مبرحة بسبب البرنامج النووي وبسبب ميلها للجانب السوري واعتناق الفكر الرافضي الذي لايروق لكثير من الاعراب، لأن أمريكا وكما يعتقد قد حسمت أمرها داخل حلف الناتو لاعداد خطة للتدخل العسكري في سوريا على غرار "الوصفة" التي أعدت لليبيا واسقطت بموجبهاالقذافي، والتلويح دائما بعمل عسكري عدواني من قبل أمريكا وربيبتها إسرائيل ضد إيران، وإن اسرائيل والله إذا تهورت بهذا الفعل الاحمق فسيكون ذلك لها آخر عمل عسكري خارج حدود الأراضي الفلسطينية المغتصبة.
وضرب إيران بسبب المفاعل النووي، ماهي الا دعوات استفزازية لإيران ولدول المنطقة المهادنة لها، لارضاء اللوبي السعودي القطري التركي الاسرائيلي لسحب مزيدا من النفط وأموال النفط بحجة الدعم العسكري واللوجستي ضد إيران، وهذه الضربات لو تنفذ فعلا، فما هي الا صفحة من صفحات هذا المخطط، والتي يتحدد على أساسها مصير العراق ولبنان وايران وملفها النووي، ومصير المنطقة باسرها.
نتوقع افتراضا، إن الأيام المقبلة حبلى بمفاجآت كبيرة واحداث قد نبالغ بوصفها، منها؛
*انهيار المرتزقة في سوريا، وعدم تحقيق اهدافهم التي خطط لها أسيادهم التلمودين من قبل الغرب والاعراب.
*واحتمال نقل المعركة إلى دول الجوار ومنها العراق ولبنان. والوقوف مع المتطرفين ودعم القتلة في مسعاهم لاشعال المنطقة برمتها، وهم يقودون جحافلهم المنحطة لغزو العراق لقتالنا في عقر دارنا، وذبح رجالنا وأطفالنا على الطريقة الاموية النقشبندية المنكرة، وسبي نساءنا والدخول بهن كما يحلوا لهم، على وفق فتوى أكابر مجرميهم ومتطرفيهم "بجواز سبي النساء وإمتلاكهن والدخول بهن بلا صداق أو زواج."
*يسعون لتزامن نقل المعركة داخل العراق، اعتمادا على تطور الأحداث في سوريا واشعال فتيل حرب أهلية فيه، مع اذكاء بوادر الشروع بصراع مسلح وأسقاط الحكومة وإعادة الفوضى للعراق تمهيدا لقيام دولة قاعدية وهابية.
على الشعب العراقي الابي وقادته ومختلف رموزه الدينية والسياسية والشعبية والعشائرية، ان يدركوا جميعا -وكما ذكرنا هذا في مقالات سابقة- ان المعركة اللاحقة بعد معركة الشام هي معركة الكوفة! وهذه المعركة قادمة لامحال، والاستهداف وارد شئنا أم أبينا، فعلينا ان نسعى لمقاومة الغزو وعدم السماح لهم بنقل المعركة لعقر دارنا.
وعلى مايبدو ان هناك توافق دولي استعماري وصفقات قد عقدت من اجل تغيير خارطة المنطقة السياسية والجغرافية.
وسورية تعتبر الهدف السيتراتيجي الأول والأهم من بين جميع اهدافهم الخبيثة، تبعا لموقعها المهم المجاور لإسرائيل وتركيا والمشاطئ للبحر الأبيض المتوسط الذي يعرقل الإبحار العسكري الاطلسي ضد التحالف الروسي أو الايراني في المنطقة، وهدفهم الثاني اسقاط العملية السياسية في العراق والمجيء بالعملاء والطائفيين والقتلة واصحاب الفتاوي الجنسية الى السلطة كي يطبقوا مخططهم في الابادة والاغتصاب والنهب والسلب والدمار، والحاق بما يسمى بدولة العراق الاسلامية القاعدية الوهابية بدول الخارطة السياسية الجغرافية الجديدة.
والهدف الثالث اجراء عمليات الانفصال، وتقطيع العراق إلى اوصال وكانتونات متناحرة فيما بينها، بينما يقوم اقليم كردستان بإعلان حالة الانفصال، واستغلال الفوضى ليحوز النار إلى قرصه.
فحي على العراق والعراقيين والاستعداد لمعركة سيفرضها الأجلاف عليهم بعد معركة الشام الكبرى، فعلينا ان نسارع باتخاذ خطوات جريئة وسريعة لمواجهة هذا المشروع الخطير والمخطط الدنيء الذي سيأتي به الأجلاف مع مرتزقتهم المحشدة الآن في تركيا، وأجملها بما يلي:
*العمل بمبادرات الحوزة العلمية بتوحيد الصفوف، ومحاولة عزل منتهجوا الفكر الوهابي عن اخواننا السنة على اننا نحن "هم" أي أنفسنا.
*وضع جميع الخلافات جانبا بين أحزاب المكونات، واعتناق سياسة الاعتذار والمصالحة، والابتعاد عن حالة التسقيط السياسي بين المكونات والرموز الشيعية على المستوى الإعلامي والشعبي .
لتفويت الفرصة على الاعداء.
*التهيؤ للمعركة وحساب جميع الاحتمالات بشكل دقيق.
*الدم العراقي خط احمر، ولايجوز هدره الا بالحق، ويجب اقامة الحدود على كل شخص مهما كانت مكانته ان يكون سببا لهدر هذا الدم واتخاذ القصاص العادل بحقه.
*الوقوف مع الحكومة والالتفاف حولها بغية السيطرة على الأوضاع، ومكافحة الانفلات.
*الجيش العراقي يمثل هيبة العراق والدولة العراقية، وهو جيش لجميع العراقيين، فلايجوز أستفزازه أو إهانته باي حال من الأحوال، وهو مؤسسة عراقية عريقة ومكون مهني محترم ومستقل وفوق الميول والاتجاهات.
*حق التظاهر مكفول دستوريا لجميع العراقيين، ولكن ليس كل من تظاهر "معصوما".
*الضربات الاستباقية لقمع الدسائس والفتن واستئصال الإرهاب من جذوره مطلب وطني وشعبي.
*تعبئة الشعب واطلاعه على كل شاردة وواردة، وعلى تحليل جميع الأحداث أولا بأول، لتلافي الصدمة المسببة للذعر والتخاذل كرد فعل غير محسوب عند حلول المفاجئات والنوازل.
وفي الختام، نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وحسبنا من انهيار الشعب وانكسار الجيش، لاسمح الله، بسبب الغفلة والخشية،وعلينا ان نحسب ألف حساب لكل خطوة يخطوها الاعداء والمندسون، وان نشد على عضد الجيش وان نكون جميعا -وخاصة نخب الشباب- ظهيرا له ورديفا، وان نستيقظ لو اردنا ان تتحول احلامنا إلى حقيقة، "وما جيش المهدي وجيش المختار" الا كراران غير فرارين، وهما الحالة الصحية للمرادفة والمرابطة واليقظة وإقتطاف النصر وتدارك الأوضاع ومواجهة الأزمات وحماية المقدسات.
"ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون(١٢) لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله، ذلك بأنهم قوم لايفقهون(١٣) لايقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، ذلك بأنهم قوم لايعقلون(١٤)".
س.الحشر