النتائج التي اعلنت كانت حصيلة التصويت الضعيف الذي شهدته انتخابات مجالس المحافظات والتي لم تصل الى الـ ٥٠ % وهذه نسبة متدنية قياسا بالانتخابات السابقة ، النتائج لم تكن منصفة ولمتعكس حقيقة اصوات الناخبين رغم ان النظرة الاولى الى خريطة الكتل تشير الى انها مقاربة للواقع ولكن حقيقة الامر ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي هو الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات فلم تكن الاصوات التي حصدها هي الكم الفعلي لما يمكن ان يحصل عليه فيما لو تمت العملية بنزاهة اكبر ، نعم ان الانتخابات في اي دولة اخرى تشهد حالات تزوير وتلاعب وغش ، لكن ماحدث في انتخاباتنا الاخيرة هو تزوير كبير أثر كليا على شكل القوائم الفائزة وغير من حقيقة ماهي عليه . ومن الطبيعي ان يكون اطلاق الاتهامات جزافا ومن دون دليل مردود ولا يرقى الى كونه حجة دامغة لذا اقول ان المجلس الاعلى هو الكتلة الوحيدة التي لا تمتلك من يزوّر لها الاصوات ولا يمكن ان تقبل ككتلة متمثلة بقيادتها المتمسكة بخط المرجعية ان تسمح او توجه اتباعها بالتزوير في حين ان كتلا كثيرة غيرها اعدت العدة وجندت الالاف من المزورين الذين رأيناهم جميعنا في يوم الانتخاب وهم يؤدون (واجبهم) على اكمل وجه ، فلو اخذنا محطة انتخابية واحدة كمثال على ما ندعي لوجدنا ان الفارق سيكون كبير وكبير جدا فيما لو تمت الانتخابات بنزاهة اكبر ، ففي محطة ما حصل ائتلاف دولة القانون على ٩٠ صوت والمواطن على ٧٠ صوت والاحرار على ٦٢ صوت والبقية اصوات متفرقة لا تتعدى اصابع اليد ، بعد الفرز اصبحت الاصوات كالتالي دولة القانون ١١٥ صوت، الاحرار ٨٥ صوت ، المواطن ٥٥ صوت ،فالمراقبين وموظفي المفوضية ( المؤدلجين) في تلك المحطة قاموا باضافة ٢٥ ورقة انتخابية الى دولة القانون ونحو ٢٣ صوت لكتلة الاحرار وحذفوا ١٥ ورقة انتخابية من كتلة المواطن وذلك بوضح اشارة ثانية فعندها تعتبر هذه الورقة باطلة ، وبالتالي بعملية حسابية بسيطة تجد ان الفرق الذي حدث كبير جدا ، الفرق بين المواطن ودولة القانون اصبح ٦٠ صوتا بعد ان كان ٢٠ والفرق بين الاحرار والمواطن ٢٠ صوت لصالح الاحرار بعد ان كان المواطن يفوق الاحرار بـ ٨ اصوات ليصبح الفارق بينها ٢٨ صوتا بعد اعمال ( الاغاثة ) التي قام بها الاخوة المزورون .. هنيئا لهم وللكتل التي جندتهم هذا الفوز المشوب بالغش واصوات السحت التي حصلوا عليها و( هاردلك ) للمجلس الاعلى ، واعتقد ان صوت واحد نظيف في اليد افضل من ١٠٠ صوت قذر في الصندوق.