ألجميع يتابع تصريحات رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم والتي يعلنها بين الحين والأخر عبر الكلمات التي يلقيها أو أللقاءات التلفزيونية والصحفية التي تجري معه ,ويرى فيها المراقب أنها ملامح لخطط العمل السياسية والتنظيمية لبناء دولة المؤسسات أو لاستكمال البناء الداخلي لمؤسسة المجلس الأعلى والمؤسسات الأخرى العاملة معه وفي الحقيقة نجد الاندفاع الملحوظ لدى رئيس المجلس الأعلى لم يكن وليد ساعته فأن السيد عمار الحكيم عرف بعطائه الكبير وعقليته الراجحة وبإبداعه المتواصل عندما كان يدير أعمال مؤسسة شهيد المحراب والتي تعتبر من ابرز واهم المؤسسات التي استطاعت وبجدارة الحصول على مقعد لها في أروقة الأمم المتحدة,ومنذ فترة طويلة والسيد عمار الحكيم يدير بشكل مباشر العمل السياسي التنظيمي في المجلس الأعلى إلا ان الخطوات التي أصبح يشار إليها أولا:تأكيده على بناء دولة المؤسسات ,وثانيا:بناء وترصين كوادر وبرامج المجلس الأعلى من الداخل وصولا إلى تقديم كافة الخدمات للمواطن العراقي حتى يصل الجميع لبناء الدولة بشكل كامل, ومن المؤكد ان هذه الخطوات لم تأت بجهود بسيطة إنما تحتاج إلى إرادة وإصرار كبيرين, مقابل ذلك لم نجد أي كيان سياسي أو جهة أخرى تنظر لهذه الخطوات على أساس ان الجميع شركاء , فالأسس التي تبناها المجلس الأعلى وهي (ترصين كوادره وبناؤه الداخلي وتقديم الخدمة للمواطن تحت شعار حكومة الخدمة الوطنية وصولا لبناء الدولة بشكل يتناسب مع جعلها دولة تكاملية ) لم نجد أي جهة تخطو هذه الخطوات ولو تابعنا عن كثب سنجد ان الجميع يؤكد فقط على أساس واحد وهو تقديم الخدمات للمواطن وفي الحقيقة ان هذا الأساس يستخدم مجرد شعار أكثر من انه برنامج ثابت لذلك الحزب او الجهة ,أما عن الأساسين(البناء الداخلي وبناء الدولة) نجد ان اغلب الجهات السياسية لاتستطيع النظر فيهما معا والسبب تعارض مبادئ هذه الجهات مع الشعارات التي ترفعها , فمن الصعب ان يعلن رئيس حزب أو جهة سياسية عن إعادة النظر في بناء حزبه داخليا والسبب ان اغلب الكوادر أسست على ضوءها تلك الجهات قد تعتبر نفسها حجر الزاوية لها رغم عدم قناعات المسؤولين فيها,او مع ثبوت عدم أهليتها للعمل السياسي والتنظيمي ,أما عن بناء الدولة وتعزيز دور المؤسسات فيها فان لكل جهة أو حزب سياسي حدود يعمل داخلها ولا يبرح ان يفكر بالغد مادام اليوم قد ملئت أوداجه وان التفكير لبناء الدولة يحتاج الى الكثير من المعطيات وأهمها القاعدة الجماهيرية المتبنية لأفكار وتطلعات التيار نفسه,وأيضا القيادة الحكيمة التي تتميز بالإيثار والتفاني ,كذلك البرنامج السياسي الذي تعمل عليه هذه الجهات والذي تتم دراسته بين الحين والأخر كذلك التاريخ الأصيل والهوية الوطنية الحقيقيين اللتان تعتبران من الأمور ذات الأهمية الكبيرة في تبني أي جهة لمشروع سياسي معين ,لذلك ليس من السهل ان يتقدم أي سياسي ويعلن كما يعلن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في كل المحافل عن المتبنيات الحقيقية التي يعمل على ضوءها تيار شهيد المحراب بكل مؤسساته وتنظيماته السياسية والتعبوية ,ويمكن أن يقال انه التيار السياسي الوحيد الذي يفكر تفكيرا إستراتيجيا معتمدا على المعطيات الحقيقية التي تنجح أي مشروع على مستوى دولة كالعراق متنوع الأطياف والأعراف متشابك الأفكار والرؤى .لقد ساهم تيار شهيد المحراب بترجمة هذه السياسة على أرض الواقع وتفعيل دور العراقيين كونهم شركاء في هذا الوطن لهم حقوق يجب ان يتمتعوا بها وعليهم واجبات يجب ان يلتزموا بها أيضا,وهذا مانجح به تيار شهيد المحراب كونه التيار الوحيد الذي يحظى بمقبولية أغلب أطراف الساحة السياسية في العراق ,أن لم نقل كلهم ,ان التواصل الدائم لتيار شهيد المحراب مع جميع مكونات الشعب العراقي أعطى فكرة واضحة بالدور المهم والحيوي في لم الشمل ورص الصفوف ,لأجل إنجاح العملية السياسية في العراق وعدم الانجرار وراء كل من يريد ان يرجع بالعراق إلى المربع الأول .