هذه المرة لجأ القانون الى التحالف مع كتل صغيرة في المحافظات , لتشكيل أغلبية تتيح له الظفر بمنصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة, كي يستطيع أرضاء مكوناته التي غالباً ما عرفت بسلوكها السلطوي , وذلك ليس بعسير لأن عنصر المبادرة حاضر بقوة عند تقديم الاغراءات..
الحكيم لم يقف مكتوف اليدين , الرجل على دراية بسلوك المالكي البراغماتي غير الموثوق , فمواقف تيار شهيد المحراب الداعمة للحكومة في غير مناسبة دون مقابل لم تشفع أمام محاولات التقليل من نفوذ المجلس الاعلى ودوره المحوري على الساحة من قبل زعيم حزب الدعوة نفسه..
مصادر مقربة من الأئتلاف الحاكم كشفت النقاب عن ما ترشح من مفاوضات بين الكتل المكونة للقانون حول توزيع المناصب , فالنجف حسمت للمحافظ الزرفي بعد تعهدات قطعها القيادي في الدعوة عبد الحليم الرهيمي عند لقائهما مؤخراً , الناصرية أعطيت للفضيلة , الحلة لتيار الاصلاح , السماوة للمستقلين , بصرة وبغداد وكربلاء للدعوة بشقيها وديالى لمنظمة بدر , ولازالت النقاشات والمفاوضات مستعرة لتقسيم المحافظات الاخرى..
على وقع ذلك , وتلافياً لأنقلاب وشيك للمالكي عمد أئتلاف المواطن الى التحرك بذكاء وهدوء , لأيجاد تحالفات بديلة تحسباً لساعة الصفر, حتى اللحظة أئتلاف البصرة أولاً يحقق أغلبية ١٦ مقعداً و١٣ مقعداً في واسط ومثلها تحالفات في المثنى والديوانية , ويتزعمها جميعاً المجلس الاعلى , وحتى بغداد قد يفقدها أئتلاف القانون أذا ما أنقلب على تحالفاته مع المواطن في ظل الخارطة السياسية التي أفرزتها الانتخابات ..
بكل ألاحوال أن ما يتمخض عن تحالف المواطن مع القانون أفضل من أيجابيات أن يدخل كل منهما في تكتلات منفردة , لانها ستكون قلقة وخاضعة لأبتزازات الكتل الصغيرة , ومنطق شراكة ألاقوياء في تلك المرحلة يجب أن يُصوب بدلاً من السجالات والتدافعات بين القوى الفائزة..