العمل الجاد والتشخيص الصحيح يحتاج إلى النزول لساحة الواقع والمراقبة عن كثب لمجريات الحال وتقدير الأمور بدقة لغرض الوقوع على الحقائق , وكثير من المسؤولين العراقيين يعيشون في قفص المسؤولية في بروج عالية قد عزلتهم عن المجتمع ومعاناته ومشكلاته لا بل معضلاته وكأن العمل أصبح يدار ويحكم بواسطة الأمر الإداري وقلة هي الفئة التي تشعر بمسؤوليتها تجاه المجتمع بعد مرور فترة سنة وتزيد على الشهرين على إجراء الانتخابات البرلمانية وتحديدا هذا الحدث انقطع التواصل فيما بين الجمهور والكيانات السياسية حتى وصل إلى حد العزلة شبه التامة إلا ما ندر ومن هذه الندرة احد القيادات المسؤولة التي لازمت وأبت التواصل هي قيادات المجلس الأعلى وعلى وجه الخصوص الشخصية الأولى لسماحة السيد عمار الحكيم الذي عمل على التواصل بإشكاله فتارة نراه في ملتقاه الثقافي يصرح ويطالب بحقوق من لا يجدون طريقا لنيلها وتارة نراه في زيارات ميدانية يتجول في محافظات القطر ويزور تلك الجهة أو أخرى ويستمع إلى معاناتها وينقل آلامها إلى الجهات المختصة وقد تكررت الحالة في أكثر من جولة فمن البصرة إلى الديوانية والى العمارة والى الناصرية والى كربلاء والباقي في الطريق بدون كلل أو ملل ويلتقي بالجهات الرسمية والتنظيمات الجماهيرية أو الشرائح الاجتماعية ويعمل على إطلاق المبادرات لحل الأزمات ٠ هذا ليس استعراض إعلاني عن نشاط أو عمل سماحة السيد عمار الحكيم أو قيادات المجلس الأعلى وإنما حالة قل نظيرها يجب أن تذكر لتذكير الآخرين بمسؤولياتهم تجاه الجمهور الذي انتخبهم مقابل وعودهم التي قطعوها بتحقيق المنجزات وحل المشكلات والى يومنا هذا لم يشعر الشعب بالتغيير بل بالتقصير من قبل المسؤولين ٠
إنا لا اخفي إعجابي بسماحة السيد عمار الحكيم هذه الطاقة المتواصلة التي لا تعرف التعب ولا الملل بالرغم من ان التعب يبدو على وجهه في بعض الأحيان لكن يواصل العطاء ٠
نحتاج اليوم في العراق إلى شخصيات كثيرة مثل السيد الجليل يعمل بنفس الروحية ويتحسس برقة المشاعر ٠
أكد السيد الحكيم في أكثر من جانب على بعض الحلول المتعلقة بأزمات ركزت واثبة من دون القضاء عليها ولكن من دون جدوى من حكومتنا وبرلماننا فتفاعل الطرفين التنفيذي والتشريعي مع الاقتراحات والمبادرات المطروحة من الإخوان في المجلس الأعلى تأخذ فترة زمنية محدودة ومن ثم تسوف وتضمحل وكأنها لم تطرح بالرغم من اتصافها بالعلمية والواقعية ولتحل محلها حلول ترقيعية ليس لها اساس عملي أو علمي ومثل هذه المبادرات جاءت نتيجة معايشة الواقع ولمسه من خلال زيارات موفقة والاتصال بأصحاب الشأن أو العارفين بحلها فعندما يؤكد السيد الحكيم وفي أكثر من مناسبة على مسألة الاستثمار هو لم يأتي بشيء جديد ولا غير مألوف ولكن واقع الحال يؤكد على هذا الحل في تقديم الأفضل في جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية وغيرها من تأكيداته في مجال الأمن وفي مجال حل الأزمات السياسية وغيرها ولكن نحتاج كما يبدو إلى أكثر من نسخه طبق الأصل من عمار الحكيم ليتسنى لنا السير للأمام٠