(وما كان لرسول ان يأتي بأية الا بإذن الله.٧٨/غافر )
(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله، فمنهم من هدى الله ،ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.٣٦/النحل).
وقد كان معظمهم عرضة."للقتل والصلب والتصفية" ،من قبل "طغاة زمانهم" ، لشدة كفرهم وطغيانهم ، وإبتعادهم عن دائرة الايمان ،وظنا منهم ان هؤلاء سينافسونهم على"مناصبهم وكراسيهم ومطامحهم" .
(ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النببين بغير الحق.٦١/البقرة)
ومن ثم مصادرة علومهم وسننهم.وتصويبها لصالحهم ، فكانت "مصدرا أساسيا لتشريع القوانين " المتمثلة بادارة مختلف شؤون الحياة والأحوال الشخصية والزراعة والري والغلال والتجارة وادارة الأموال والممتلكات والعبيد والشرطة والجيش وادارة شؤون الحرب والمعاهدات...الخ .
كان مثال ذلك جليا في"مسلة حمورابي" وامثالها اللاتي كن مصدرا مهما للتشريع واصدار القوانين.
وقد ساهم ذلك في عظم سلطانهم"وازدهارعلومهم"،ونماء خيراتهم ،وامتداد نفوذهم ،و..الخ
إذن "فالقتل والتصفية" كان صفة من صفات الطغاة المميزة ، وسمة من سمات ظلمهم وجورهم . وكذلك فإن غياب الوازع الايماني والأخلاقي ،ولد عندهم روح الغرور والعصيان .وبالتالي التمرد على أصحاب الرسالات السماوية ،والحاق الاذى فيهم وقتلهم .
فكان حقا على الله "نصر عباده المؤمنين" من الأنبياء والرسل ، بأذلال معانديهم من الحكام الطغاة ، وأخذهم على حين غزة بزوال ملكهم وانهيار سلطانهم ،وهو لهم جلت قدرته بالمرصاد .
(فعصوا رسول ربهم فأخذناهم آخذة رابية.١٠/الحاقة).
حتى وصل بهم الحال"للتكبر والتجبر والأعتداد والتأله" كالنمرود وفرعون ، بحسب القرآن الكريم عن لسان فرعون .
(أنا ربكم الاعلى فأعبدون).
فباءوا بغصب من الله سبحانه وتعالى إذ أفنى من أفنى،ودمر من دمر،واهلك من اهلك .نتيجة لطغيانهم وفسادهم وتكذيبهم الرسل والأنبياء .
(...فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.٣٦/النحل).
الفئة الأحرى من الأنبياء أرسلوا للتبليغ برسالة محدودة أو هدف محدد ان صح التعبير إلى فئة معينة أو مجموعة أو قرية أو قوم أو حتى على مستوى عائلة.
(ما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا.٥٩/القصص)
ولما قضوا أولئك الأنبياء.استغلت رسالاتهم بما فيهامن علوم وتشريعات وآداب من قبل طلبة أهل العلم ،فصارت مصدرا لألهامهم.وعلومهم .وصارت مهمازا لابحاثهم في شتى مجالات الحياة.مما ادى إلى تطور وانضاج وتحفيز العامل الأدبي والفكري والفلسفي.وبروز علماء ومفكرين ومصلحين وفلاسفة .أمثال"ارسطو طاليس وسقراط" ونظرائهم في شرق المعمورة وغربها.
ختاما ان الله سبحانه وتعالى عادل .وتتحقق عدالته من خلال ارسال الأنبياء والرسل كمنذرين ومبشرين .لابلاغ رسالات ربهم .لكي لاتبقى لهم على الله حجة يوم الحساب .
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.١٥/الإسراء ) .
وختمهم برسولنا ابي القاسم محمد صلى الله عليه واله وسلم.(لقد جاءكم رسول منأنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم./آخر التوبة).
ومن بعد الرسول محمد (ص) (" إذ قضى الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا النبي الامي خاتما للأنبياء والرسل") ، وصيه الامام علي(ع) ، ومن بعد علي اولاده المعصومين (ع) ، آخرهم الحجة القائم (عج) ، وهكذا فالأرض لاتخلو من حجة إلى يوم القيامة .
(ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض وتجعلهم أئمة وتجعلهم الوارثين )،
خلاصة الموضوع ان"الحضارات القديمة" التي وصلتنا كان مصدرها"الأنبياء (ع)" بالهام الخالق جل وعلا .وما هي الا ملكات ألهية ألهمها إلى رسله وأنبيائه بطريقة الوحي.
وثانيا : ولو لم يكن في الأرض "حجة" ، ولو لساعة لساخت الأرض بأهلها ، ولكنها أيضا ستملأ ظلما وجورا . عند ذاك سيظهر مهديها فيملؤها "قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا".
والحمد لله رب العاملين والصلاة على سيد المرسلينمحمد وآله الطيبين الطاهرين.
علي الحاج