فالعراق يمتد جنوبا نحو الخليج ,وكان الخليج إما تحت سيطرة دول وادي الرافدين التي كانت على أرض العراق,أوتحت السيطرة الفارسية, والآثار التاريخية تثبت وتشهد ان إمارات الخليج مرتبطة بوادي الرافدين, ينبئنا ذلك مدى العمقين البشري والارتباط التاريخي,بوادي الرافدين, ولذلك نقول,إنه في تاريخ قريب لم تكن دول الخليج دولا كما هي عليه الآن, فهي ماكانت الا مناطق تابعة دائماً,ولاتستثنى قطر بالخصوص فانها كانت تابعة لجزيرة الدلمون (البحرين) والتي كانت هي أيضا منطقة تابعة للنفوذ السومري ويطلقون عليها أرض الفردوس .
وبعد دخول المستعمرين لبلاد العرب وقيامهم بتقسيمها الى دويلات وإمارات صغيرة,لاستغلالها إقتصاديا وسياسيا وعسكريا على مدى زمني غير منظور,لتشكل كانتونات ومحميات للدول المستعمرة وقت الطلب وكلبا مسعورا ضد دول الجوار المخالفة لاطماع تلك الدول ,ومن بينها إمارة قطر, أصبحت قطر وأميرها بين ليلة وضحاها صناعة أمريكية كما صنعت طالبان والقاعدة!!, لكن دائما أي صناعة أمريكية أوبريطانيه سيكون وقودها المسلمين الشيعة والسنة والشعوب الاسلامية على وجه العموم وشعبنا العراقي على وجه الخصوص ,ولكن إن بقي الحال على ماهو عليه سوف تفرق شعوبنا العربية قددا قددا إن لم تفيق من سباتها.
وتحقيقا لماندعيه, ففي العراق وعند دخول الامريكان, ظهرت هناك مقاومة مسلحة ضد الوجود الامريكي ومن أجل أن يفجروا عجلة للجيش الامريكي أويقتلوا أمريكيا في الشارع, يذهب جراء ذلك أطفال أبرياء ونساء, وعمال مساطر يهدفون الى جلب خبزا حلالا لأهلهم ,وعندما أستمر حدوث حمام الدم بين هؤلاء الابرياء,وأصبح الفكر القاعدي (محرجا), خرجت فتاوي إباحة قتل هؤلاء الابرياء بحجة إنهم ,(يتمترسون) وراء المحتل أو المحتل يتمترس خلفهم!!,ولاندري ماهي قوة هذه الفتوى وحجتها ومصداقها الغريبة ليفتي بها أولئك الشذاذ!!وطبيعي إن أولئك يستمدون قوتهم وتموينهم الاجرامي من قطر والسعودية ودول جوار أخرى,تنفيذا لأوامر إسرائيلية غربية تهدف الى السيطرة على مقدرات شعوبنا المغلوبة على أمرها,فهل نفتخر بعد ذلك بقطر؟؟.
ولو نظرنا الى المشهد المصري وما يحدث فيه من إستهلاك لقدرات الدولة وإشغالها عن مهامها في الدفاع عن حقوق الامة العربية والفلسطينية ,ذهب الاعراب للعبث بالشأن الداخلي المصري بتحريض فئة على أخرى, وعلى رأس من عبث هي دويلة قطر,إستهدفت الاقتصاد المصري بمحاولة شراء مناطق مهمة في مصر لارتهان وتدميرإقتصادها الضعيف,لعلمها ان أوجع جراح تصاب به مصر هو (الاقتصاد) فيوجعها ويؤلمها كثيرا,فأخذت تشتري الذمم في سبيل الوصول الى هدفها التي كلفت فيه ,فهل نفتخر بعد ذلك بقطر؟؟ .
وتعالوا بنا الى المشهد السوري ومايحدث فيه من فضائع وجرائم يندى لها الجبين (الا جبين أمراء قطر) الذين يمدون إرهاب النصرة فبلغت الخسائرالاقتصادية حسب آخر الاحصائات أكثر من ٢٠٠ مليار دولاربحربها الداخلية المدعومة من دول الجوار ,وسوريا بالاساس دولة فقيرة وهي من دول المواجهة مع اسرائيل,فكيف تستطيع أن تنكأ سفك دماء٨٠ الف سوري إضافة الى المشردين والمعتقلين والمفقودين والجرحى والمعوقين, والخسائر المادية وتدمير البنى التحتية, وإن أعلن عن وقف إطلاق النارغداً, سوف تنكشف المآسي وسنجد المدن مليئة بالحزن والآلام, ودمار, وسوف ينشأ جدار التفرقة بين الطوائف والمذاهب والاديان, ومن يدري ما ستكون عليه سوريا بعد ذلك من إنزلاق لحرب دموية شرسة أخرى, كأفغانستان والصومال ولربما مصيرها التقسيم, وعندها تفرح إسرائيل ويزال همها وستستمر في محاولة تقسيم دول عربية أخرى, لتكون بعد ذلك هي المتسيدة في المنطقة ليتحقق لها أملها في تحقيق الدولة العبرية الكبرى (من النيل الى الفرات),وستصبح قطروبقية الامارات المستعمرة حينها في خبر كان ,فهل نفتخربعد الان , بقطر؟؟.
ولو تمعنا بصوراللقائات الودية والابتسامات العريضة بين عجل قطر مع مسؤولي الحكومة الاسرائيلية,لتوضح لنا أكثر, ماهو الدور وحجم المؤامرة الذي يلعبه حكام قطر ضد الشعوب العربية في هدر الدم العربي الاسلامي في كل بقاعه,وهذا الدبلوماسي الاسرائيلي (سامي ريفيل) الذي ألف كتاب (قطر وإسرائيل)يكشف دوره في دفع حكومة قطر لعلاقات تطبيعية مع اسرائيل,وماسوف تلعبه قطر في دعم الحملات الانتخابية لنتنياهو وغيره ,وغير ذلك من العلاقات السرية الاخرى التي لايعلمها الا الله.فهل نفتخر بعد الان بقطر؟
فانتظروا مزيدا من الآلام, والفرقة, والحزن, والاسى, ومزيدا من كلمات الاحباط ,إن أبقينا على مثل هؤلاء يديرون دفة الحكم ويتسلطون ومن معهم من التكفيريين الارهابيين على شعوبنا ,فعلى شعوبنا الحرة القضاء على حكام قطر الآن الآن وليس غدا.
جاسم الأسدي