وتأكيد لذلك يذكر الشيخ محمد جواد مغنية، بعد أن اُبعد الفلسطينيين من اراضيهم إلى المناطق الشيعية في جنوب لبنان، عاث هؤلاء بالمنطقة فساداً، وتجرؤا على الاهالي هناك، وبحجة ضرب المحتل ياتون بمدافهم ليضعوها بين القرى ويوجهوا ضرباتهم بأتجاه مواقع القوات الصهيونية، التي تُبادر بالرد على اماكن القصف فيقتل الاطفال والنساء، يقول الشيخ ازاء هذا الحال ذهبت الى مكتب المرجع الأعلى في حينة الإمام ابو القاسم الخوئي لغرض نقل معاناة الشيعة هناك.
وجدت الإمام الخميني جالس إلى جانب الإمام الخوئي، ورويت مايجري للشيعة في لبنان، يقول رد الإمام الخميني( يجب إسقاط الشاه)، يقول الشيخ مغنية استغربت من الرد، ماعلاقة الشاة بما اقول، فاعدت رواية الموضوع وسمعت نفس الجواب من الإمام، زدت استغرابا ورويت الموضوع للمرة الثالثة فلم افلح إلا بنفس الإجابة السابقة، يقول الشيخ خرجت وانا احدث نفسي، عن مارويت وسمعت، أنا لم اُجيد الرواية ام الإمام لم يفهمني...؟
وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، يقول الشيخ مغنية ظهر في لبنان مجموعة من الشباب قاموا بالتصدي للفلسطينين ومنعهم من التجاوز على الشيعة او إستخدام قراهم ومدنهم كدروع في مواجهة الصهاينة، ويطلق على هؤلاء الشباب بين الناس( الخمينية) عندها فقط ادركت الى ماكان يرمي اليه الإمام الخميني في اجابته لي.
وهذا يوضح بشكل جلي إلى ما كان يريد الإمام من الثورة، فسماحته كان ينظر ابعد من ايران لابل وابعد من الشيعة، كان يستهدف الإنسان ويطمح لخلاصه من سيطرة الاستكبار ومصادرة الحريات، والقليل ممن فهم هذا البعد في اهداف ثورة الإمام الخميني.
فقط اعداء الاسلام فهموا مايرنوا اليه الإمام بدقة فجندوا كل مالديهم من إمكانات لغرض الوقوف بوجه ثورته المباركة، وحشدوا كل مافي الامة من عنجهية وجهل وإنحراف في محاولة وئد الثورة قبل ان تتجاوز الخطر وتكبر وما الاحداث التي جرت في ايران من قتل وتفجيرات،والحرب الظالمة التي شنها البعث الصدامي في أشهر الثورة الاولى ضد الجمهورية الاسلامية إلا مصداق لماذهبنا اليه.
واليوم ثبُت ان فهم الإستكبار واعداء الإسلام لإبعاد الثورة الاسلامية واهدافها كان واقع، ولعل ماحصل ويحصل في لبنان وفلسطين يعبر بوضوح عن هذا الابعاد حيث يقول سيد المقاومة المجاهد السيد حسن نصرالله (إلتزامنا بخط الإمام هو الذي صنع هذه المقاومة , ولو أننا لم نلتزم بخط الإمام وسلكنا خطاً آخر وطريقاً آخر لانتهت المقاومة منذ سنوات طويلة )،
كل هذا يؤكد ان من لايسلك طريق الامام الخميني لايمكنه ان يدرك طريق الانتظار الحقيقي للظهور المقدس، اما من يحارب او يضعف هذا الطريق فهو بالتاكيد لايختلف بالمطلق عن الصهيونية والإستكبار العالمي بشي ويقول شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم بهذا الصدد ( يعتبر تضعيف هذه الدولة تضعيفاً للإسلام ولكل الانجازات التي حققها , ومشاركة مع عمل كل المنافقين , واعلموا أن من يقوم بأضعاف هذه الدولة يشترك مع كل هؤلاء المنافقين مهما كانت أسماؤهم)، اذن طريق ونهج ومنهج الجمهورية الاسلامية هو منهج الإسلام المحمدي الذي سيؤدي إلى دولة العدل الالهي بقيادة منقذ هذه الامة واملها...