ومرحلة "ما بعد 'الربيع العربي والخريف التركي' ستسعى سوريا جاهدة بمطالبة المستعمرين بالاعتذار والتعويض من الاستعمار التركي والفرنسي.... ومطالبة تركيا حصرا بإعادة لواء 'الاسكندرونة' الى أحضان أمه جمهورية سوريا العربية."
فخذها ياأردوغان، أيها السلطان الحصيف، لقد فقدت شرعيتك، وبطل سحرك، وذهب ماء وجهك!!
أو ليس أنت الذي من خاطب الرئيس بشار الأسد، عندما أنفتق الوضع في سوريا، قائلا له:
"من يثور عليه شعبه يفقد شرعيته"
أليس كذلك ياأردوغان؟؟
فمن فمك أدينك!!
وهاأنت وقد فقدت شرعيتك، وقد كشفت أوراقك، واجهض طموحك، وسفهت احلامك!!
أم أن باءك تجر وباء غيرك لاتجر؟؟
وارجع إلى سيدتك اسرائيل، لتستجدي منها المدد والبقاء على كرسيك، ويكأني أراك على رأس قائمة الساقطين، والبقية تأتي إن شاء الله، وإن غدا لناطره قريب.
وكلكم بالدور، يامن قتلتم رجالنا، وأثكلتم أمهاتنا، ورملتم نسائنا، ويتمتم أطفالنا، وخربتم ديارنا، ستسقطون جميعا واحدا تلو الآخر ياحلفاء الشر وحلفاء الشيطان ، واحفاد اكلة الأكباد، أيها النواصب، ستسقطون جميعا كسقوط أوراق الشجر، وهذا هو خريفكم قد حل واتى ولا مفر، وقد ولى عهدكم، وعدوانكم انحسر ، وعد غير مكذوب، انه ميزان العدل الآلهي ياأردوغان!! وإنه سبحانه يمهل ولا يهمل!! '"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار'"!!
وستتجرع السم الزعاف، بنفس الكأس الذي سقيت به السموم لغيرك.
هذا هو حال من يخون الأمة والأمانة، فالمغامرات ألاردوغانية الرعناء التي سمحت له بالتدخل في الشأن السوري والعراقي واللبناني، كانت نتيجة لمرض الرغبة في التوسع ذات الطابع التاريخي، والطموح للسيطرة على دول المنطقة، وبرنامج سوداوي خبيث وأحمق لارضاء أطراف أعرابية-اسرائيلية، وكان تصوره خاطئا عندما اتخذ بما يسمى بالمقاومة المسلحة في سوريا مطية لتحقيق طموحاته، ضاربا عرض الحائط التحالف التركي-السوري قبل انبثاق الأحداث في درعا السورية.
وكان الأجدر به إن ينتبه إلى وضع بلده -تركيا- الداخلي القابل للتفكك والهيجان والانقسام في لحظة ما وبأدنى شرارة، ومايدعم قولي هذا، الشرارة التي انطلقت من الحديقة التي أراد أردوغان ان يغير معالمها إلى منشأ آخر، أدت وبمبادرة فتاة صغيرة في السن إلى انطلاق هذه المظاهرات.
وكان غير آبه وحسب الواقع الملموس ان جعل من الأراضي التركية نقطة تجمع وتحشد وقاعدة انطلاق للمجاميع الإرهابية التي توافدت زرافات زرافات لإسطنبول من جميع أنحاء العالم بعنوان الجهاد، وعن طريق دويلة قطر، وبدعم لوجستي خليجي، ولم يتردد من تسخير أمكانيات "تركيا الحكومة" امام جموع هذه القطعان المرتزقة الوافدة إلى الأراضي التركية برا وبحرا وجوا.
ومجيئهم هذا !! هل كان الغرض منه لتجارة أو صناعة أو لعرض طلب العلم؟؟
كلا، بل لنشر الرعب والإرهاب والخوف والقتل والذبح والدمار.
ووجود هؤلاء الارهابيين على الأراضي التركية هدد الأمن الوطني والسلم الأهلي لتركيا، وقزز أذواق الناس، واستفز مشاعر الاهالي من سكان تركيا، بصداماتهم معهم وبتصرفاتهم الشائنة البعيدة عن اللياقة والتحضر، وبأشكالهم وملابسهم الغريبة المثيرة للإشمئزاز والنفور والجدل.
-ناهيك عن ان دكتاتورياتهم في بلدانهم مع مواطنيهم المخالفين لهم في العقيدة، -ومن خلال تجاربنا معهم أيضا-، ناشئة عن نفس خبيثة، تتعامل مع الناس بالتقليل من قيمهم الأخلاقية،والاستنقاص من آدميتهم وانسانيتهم، وإلغاء فعلي لمواطنيتهم، وعلى الرغم من اعترافهم بالشكل الرسمي والظاهري بهذه المواطنة، الا انهم يعودوا لنقضها خلال السلوك اليومي الخاص والممارسة العملية في الفضائيات والمنصات وميادين العمل والاحتكاك وخلف الكواليس، كما حصل عندنا في العراق وسوريا ولبنان والبحرين، وكما حصل مع إيران الاسلاميية من طبيعة الخطابات الموجهة إليها بشكل يومي وسافر على انهم فرس مجوس، وهذا بطبيعة الحال مخالف للياقات الاسلاميية التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم (ص) من أن "لافرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى"ومخالف لهدي يعسوب المسلمين وأمير المؤمنين امام الجن والانس اجمعين أسد الله الغالب ابو الحسن علي بن ابي طالب (ع) بالقاعدة المشهورة: "الناس صنفان، اما اخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق"-.
وهذا الاستفزاز تجاوز حدود اللياقة وآداب الضيافة وجعل الناس في تركيا في حالة أمتعاظ وهيجان لأن أعدادهم ليست بالقليلة، ولإن دعم أردوغان لهم ليس بالمحدود أيضا.
وماقام به من أفعال هو ليس لزعزعة بلاده والمنطقة فحسب بل عجل في تسريع سقوطه من الناحية العملية والاعتبارية ، وأذكى روح الفتنة وإثارة القلاقل والنزعات، واضرم الحرائق بين مكونات الطيف التركي، واعطى أيضا طابعا سيئا عن نفسه على انه ماكان يراعي ويحترم مشاعر شعوب المنطقة، ومشاعر شعبه خاصة ،الشعب بمختلف متكوناته وعناصره المتعددة- ففي تركيا عناصر سكانية من اتراك وعرب وكرد وسنة وشيعة وأرمن، ولا ابالغ ان قلت ان تعداد الاكراد المهضومة حقوقهم في تركيا يبلغ الآن ٢٥ مليون أي ثلث سكان تركيا، وفيها ٣٠ مليون من العلويين نصفهم من العرب السوريين، ولاادري بالضبط كم يبلغ عدد نفوس الارمن؟!! -الذين تعرضوا في الماضي القريب إلى مذبحة تعرف بمجازر الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية قبل نحو قرن ف"تقدر المصادر الأرمينية أن عدد الأرمن الذين قتلوا في هذه المجازر بمليون ونصف المليون نسمة فيما تقدر المصادر التركية هذا العدد بـ ٣٠٠ ألف نسمة ومثلهم من الأتراك" ومازالت هذه القضية تشكل عقدة صعبة لايمكن تجاوزها فحالت دون دخول تركيا الاتحاد الأوربي وامتناعها عن الاعتذار، حولت القضية إلى مشكلة متجددة في العلاقات التركية مع دول الغرب -.
هذا هو أردوغان ياعرب، الذي مناكم بتغيير الخارطة السياسية للمنطقة، ومناكم بكسر "خشم" إيران العدو الأول لكم قبل اسرائيل، ومناكم بالقضاء المبرم والتام على الشيعة، ومناكم أن يصالح اسرائيل ويعود لها على سابق عهده معها،ومناكم بنقل الحراك الحاصل في سوريا إلى العراق وابتلاعه بكامل نفطه وثرواته، والقضاء على حزب الله في لبنان الذي وضعه مجلس التعاون الخليجي بالتسلسل رقم واحد على قائمة الإرهاب.
حتى تحولت امانيكم إلى نظريات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، فجعلتم من أردوغان الرجل المنقذ، فجعلتم منه ويكأنه نبيا لكم، الا انه لانبي من بعد الرسول الأعظم ابي القاسم محمد (ص)، وسميتم احزابكم طبقا للاسم الذي يحمله حزب العدالة والتنمية التركي، وذهب البعض إلى ان يتسمى باسمه في مواقع التواصل الاجتماعي، وذهبت معاملكم إلى تضع اسمه ورسمه على ملابس الشباب الضيقة، تريدون بذلك العزة من أردوكان؟ ولكن العزة لله جميعا ولرسوله وللمؤمنين، وأماني اسرائيل بدعم المعارضة الإرهابية المسلحة والاشتراك معها بقتال المسلمين في سوريا كما حصل وثبت ذلك بالفعل في مدينة "القصير" بعد تحريرها والقضاء على الرؤوس العفنة التي دنست أرضها، وحقيقة قرأتها ان السيطرة على هذه المدينة من قبل القوات السورية وحزب الله، سوف يغير في المعادلة العسكرية والسياسية لصالحمها على حساب جبهة الإرهاب وحلفائها، وهذا ما قرأته:
حيث (تشير المصادر العسكرية إلى أن احتلال المدينة يعطي الأسد وقواته أربع مزايا هي:
*غلق كل المنافذ وطرق الاتصال الرئيسية للمتمردين في سوريا ولبنان وإليها.
*السقوط التام لمدينة القصير بيد الجيش السوري وقوات حزب الله، يعني فيما يعنيه أن هزيمة ستلحق بالمتمردين في إحدى النقاط الإستراتيجية الهامة للتمرد السوري في وسط سوريا، بوقت لاحق.
* مع احتلال مدينة القصير، مصدر الإمدادات الوحيد الذي تبقى للمتمردين السوريين هو تركيا.
"فخلال لقاء الرئيس باراك أوباما مع رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان في يوم الخميس ١٦ مايس في واشنطن، غير أردوغان وبصورة مفاجئة موقفه من المتمردين، وبدلا من أن يحقق تعهداته العلنية بمطالبة أوباما بإقامة منطقة عازلة محظورة على الطيران في أجزاء في سوريا بهدف حماية المتمردين ضد سلاح الجو السوري، بدأ يؤيد عقد المؤتمر الدولي الذي تنظمه موسكو وواشنطن لإيجاد حل للحرب."
*وبينما يغلق احتلال القصير طرق إمدادات السلاح للمتمردين السوريين فهو يفتح الطريق أمام تدفق السلاح السوري الإيراني المتطور من سوريا إلى لبنان.
)
كما واتخذ منكم مطية وهو بحد ذاته مطية للغرب لتنفيذ أجنداتها في المنطقة.
أما أن خطر في بال أحدكم ان يسأله لماذا نشر صواريخ باتريوت على طول حدود الأراضي التركية؟
نشرها لإسناد المعارضة الإرهابية في سوريا، "ولكن السحر انقلب وكما يبدو على الساحر، المتمثل بحذر وامتعاض موسكو الشديد من استخدام تركيا نشر صواريخ الدرع الصاروخي وصواريخ الباترويوت على الأرض التركية، والذي فهم منه أنه موجه بالدرجة الأولى ضد موسكو"، التي أعلنت بعدم التخلي عن مساندة نظام الحكم في سوريا مهما كان الثمن حتى إذا تسبب ذلك في قيام حرب عالمية ثالثة.
هكذا بدا وجه أردوغان الكالح امام العالم وأمام المكونات التركية، من خلال "انهماكه وتوتير الأوضاع مع الجميع. وأعتقد أردوغان أنه من الممكن أن يشعل كل هذه الحرائق، ويصطدم مع كل هذه القوى الإقليمية والدولية، دون أن يتأثر جراء ذلك، وأنه بالإمكان إبقاء البيت التركي بعيداً عن لهب النيران التي تستعر حوله في كل مكان."
إن الهزائم التي مني بها تحالف الشر، تعتبر مؤشر جيد لتغيير المعادلة السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة،وافشال خططهم الجهنمية فيها، بإمارة العمل الارهابي المتمثل بسلسلة التفجيرات اليائسة التي نالت من أرواح العراقيين الأبرياء العزل، وبمبادرة اقامة الصلاة الموحدة التي أطلقها السيد المالكي، وبالمبادرة التي دعا لها السيد الحكيم وبرعايته، وهي اشارة وحجة بالغة الأهمية بأن الحل مازال عراقيا، بعيدا عن تدخلات الأجندة الخارجية الاقليمية والدولية، واشارة بالغة الدقة على ان الحلول والمبادرات ستأتي تباعا لحسر الأزمة الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة المناظرة له في احترام المعتقدات، والسلم الأهلي والوطني والأقليمي.
نصيحتنا لك ولحلفائك أيها السلطان ممن أخافهم صوتنا وأستفزتهم هويتنا، والى من تحالف معك على أن تطمسوا قضيتنا، وتميتوا ديننا، وتدنسوا مقدساتنا، ننصحك أن تنظر بعين العطف لتذليل مشاكل مكونات شعبك ومساعدتهم في تحقيق تطلعاتهم لنيل حقوقهم والتعبير عن آرائهم بكل حرية، بدلا من قمعهم ومنعهم من التظاهر واعتقالهم بشكل اجمالي وبالآلاف بسابقة خطيرة كنت تتخذ منها قاعدة للانفضاض على الأنظمة العربية الساقطة في مايسمى ب"الربيع العربي"، فإذا كان "بيتك من زجاج، فما حري بك ان تضرب الناس بالحجارة" أيها السلطان.
والعراق قد حسم أمره في تحقيق الوحدة الوطنية والقضاء على الفرقة التي زرعها امثالك في الواقع العراقي، وسيجتاز هذه الأزمة بنفسه إن شاء الله، وبجهود أبنائه الخيرين المخلصين.
وابشرك بتفكيك الإرهاب ومخالبه والقضاء عليه وإلى الأبد، في مؤتمر جنيف ٢ أن شاء الله، وستعود سوريا الحبيبة إلى سابق عهدها، شامخة حرة أبية، رغم أنوفكم، لنصرة القضايا العربية والاسلامية ومقارعة العدو الصهيوني المحتل، من أجل تحرير كامل الأراضي الفلسطينية المغتصبة.
والسلام على من اتبع الهدى.
علي الحاج