"المبلوعات" أو "الممنوعات"، كما أسموهما متناولوها ومتداولوها من الشباب والصبية، وهي عبارة عن حبوب واقراص وأدوية مخدرة، تتناول وتتعاطى بعمليات أسموها "الكبسلة"، والتي مابرحت ان تستعملها الجهات الصحية-أي هذه الأدوية- في مداواة ومعالجة ذوي الأمراض النفسية والعقلية.
"المبلوعات والكبسلة"مفردتان إثنتان، من أصل مجموعة مفردات تحمل مسميات سوقية مختلفة أخرى، اطلقت من قبل رواد هذا المنزلق الخطير، واحتملها الشارع كمفردات متداولة ومفروضة عليه، قد سرت بين أبنائه كسريان النار في الهشيم، وكسريان كلمة "إشطح"، في اوساط المجتمع العراقي، كبديل لكلمات الانصراف والذهاب والمغادرة، "والتي لا ادري هل يقبل الشيخ أبو بكر الرازي أن يدخلهن في مختار صحاحه؟"
وبالمناسبة "كلمة إشطح" هذه شاع صيتها في الاوساط الفنية أيضا حتى قيل انها لحنت كأغنية لاحدى المغنيات العربية، وكان كثيرا مايتداولها-أي كلمة أشطح- جنود الجيش الأمريكي عند مخاطبة مواطن عراقي ما بالمغادرة أو الذهاب والإنصراف."
وهذه المفردات، الملفت للنظر فيها، انها تتعمم وتترسخ بسرعة فائقة في الوسط الشارعي، لذلك إذا كانت هذه المفردة مطية لسلوك خاطئ معين، فإن هذا السلوك سرعان مايتغلغل في خلد ذلك الصبي أو الشاب.
ولايخفى على أحد مايحدث الان بين اوساط الشباب، "وهم الشريحه الاهم والأخطر في المجتمع" هو ركوبهم مطايا ظواهر كثيرة، منها التسكع في الشوارع، وفي زوايا الازقة، ومراودتهم "بعض المقاهي وإلأماكن المشبوهة والإلتقاء على شكل تجمعات شبابية منحرفة، وفي قاعات البليارد والآتاري" والتي انتشرت في كل مكان، كظاهرة يصعب التغلب عليها، وإنتشرت كذلك خارج المناطق التجارية، أي في المناطق السكنيه بالذات، الأمر الذي جعل بعضها أن صارت مصدرا لتعاطي تلك الممنوعات.
إن خطر انتشار تعاطي هذه "المبلوعات" بطريقة "الكبسلة" كما أسلفت، أشد خطرا وبطشا على المجتمع من ظاهرتي الخمور والمخدرات، "والعياذ بالله"، ذلك بسبب انخفاض اسعارها وتوفرها بكثرة بشكل بسهل على المتعاطي الحصول عليها بسهولة من قبل المتعهد الذي يسمونه ب "البندرجي"، وكذلك سهولة تداولها لصغر حجمها، وضعف الرقابة والمكافحة كفيلتان بنشر وتعميم هذه الظاهرة في الوسط الشبابي والصبياني بشكل مخيف.
"أتساءل ترى هل "البندرجي" هذا هو رجل خفي، لاتراه او تدركه أبصار السلطات الأمنية والشرطوية؟
وهل يقوم بجلب وتأمين هذه المواد من كوكب المريخ؟
وهل عندما يقوم ببيعها على رواده خارج مسمع ومرأى السابلة والناس؟"
ودأب هؤلاء بالتفنن بإطلاق الأوصاف السوقية، لهذه الحبوب والاقراص، فاطلقوا عليها أسماءا تدليعية ك "الدموي والسمائي والوردي والشرجي واللبناني والآرتين وأبو إلحاجب وأبو الطبرة."
وعند تناول هذه "المبلوعات" يشعر متناولها ويكأنه صار "ملكا"بزعمهم!! نعم يصير ملكا! ولكنه "ملكا للهلوسة والفوضى والارباك والتهور والطيش والانقضاض والانفلات والاعتداء والاغتصاب وزعزعة القيم ونشر الرعب والخوف في صفوف المواطنين والانخراط في ركوب مطية التسافل والرذيلة بكافة انواعها، وانعاش السلوك المحرم، وعدم التفريق بين ماهو حلال أو حرام، أو خطأ وصواب".
وما عمليات اغتصاب أطفال في السادسه من العمر أو أقل، "ومأساة اغتصاب الطفلتين بنين وعبير، وقتلهما بطريقة عدوانية بشعة،وأغتصاب وحرق الطفل عبد الرحمن من تكريت، وحرقه حيا، ومأساة أغتصاب وحرق طفلة من مدينة الديوانية بالتنور، ومأساة الحادثة الأخيرة في البياع، إلا كسمة ونتيجة من سمات ونتائج هذا الادمان المريب"، وقد ثبت ان الشباب الذين قاموا بهذا العمل هم ممن يتعاطون هذه المهلوسات.
وهذه الظاهرة دخيلة على المجتمع، وما تكرار جرائم الاغتصاب على وتيرة واحدة من هنا وهناك، إلا دليلا على انها جريمة منظمة وممولة بدعم لوجستي من جهات مجهولة، تريد أن تزرع الخوف والرعب بين صفوف الناس، لتتضامن مع عمليات الإرهاب الاخرى.
"وحسب تقديري انها تمثل أحد أذرع اخطبوط الإرهاب المجاز،" وعلى الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والانساني والممثليات الدينية في ارجاء البلاد، أن تتصدى لهذه الظاهرة الإرهابية الخطيرة، وبكل قوة وحزم، لأن أطفالنا، اصبحوا اليوم في خطر حقيقي وكابوس مقيت ومؤرق يفقدهم وأسرهم التمتع بنعمة الحياة، ويشعرهم بالخوف والرعب وعدم الشعور بالأمن.
خاطبني أحد الأصدقاء مانصه:
"هذه الظاهره يندى لها الجبين اين الحكومه منها وماهو دورها في القضاء عليها كل مايعمل هو تصريح تم القاء القبض على المجرمين، وهل هذا ينسي اهل الضحيه ماجرى لابنتهم ام يجعلني انا اطمئن عندما تخرج ابنتي للمدرسه اليست الوقايه خيرا من العلاج؟ اليس من المفروض ان نلقي القبض عليهم قبل ان يرتكبوا جريمتهم؟"
علي الحاج