قبل ايام رايت صديقي هذا وقد جاء مستبشرا ، فسألته عن سر هذا الفرح ، فقال سيرفعون البند السابع ، الكويت خطت خطوات ايجابية جدا (الله يرحم عزيز العراق) ، قالها وسكت ، وانا ايضا سكت لانني لست متاكدا من ان عزيز العراق هو من طالب بذلك ، بعدها ذهبت مباشرة الى الاخبار وتاكدت ان الرجل رحمه الله كان يفكر بالعراق رغم آلامه ، كان يعرف ان اهم ما يجب فعله هو تخليص العراق من هذه القيود والعقوبات التي اثقلت كاهل البلاد وحملته فوق طاقته ، وكان متاكدا من ان العمل على رفع هذا البند المقيت سيساعد العراق في ان يستعيد عافيته ، اقتصاديا وعلميا وتربويا وصحيا ، لما لهذا البند من اثار على كل هذه المفاصل ، فقد بانت سلبياته على مجالات كثيرة قد يظن البعض ان لا علاقة لها به ، كان رحمه الله يريد لهذا البلد الخير والاستقرار ويعمل من اجل ذلك حتى في حالة مرضه الشديد ، فقد غلب وطنيته وحبه للعراق على اوجاعه . دخل علي صديقي ذات يوم وقال ان هناك نية لالغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين ، فقلت له (مترهم) لان هذا القرار سيرفضه اغلب اعضاء البرلمان وبالتالي سوف لن يقر ابدا ، فقال وهو من محبي آل الحكيم ، رحمك الله يا عزيز العراق ، انت لم تستلم راتبا واحدا من البرلمان فما بالك بالتقاعد ، والحقيقة ان صديقي هذا مخطئ فعزيز العراق كان يتسلم راتبه (على داير مليم) لكنه لم يصرف منه فلسا واحدا ، فقد كان يوزع على الارامل والايتام حتى اخر فلس .