الثلاثين من يونيو وكما عبر عنها عميد الصحافة العربية محمد حسنين هيكل , تعبير عن إرادة ورغبة شعب مصر على التقدم , وحقيقة إن مراسيم التحضير لتلك المظاهرات المليونية التي بدأت بواكير سيلها في ميدان التحرير ومبنى الاتحادية وغيرها من الأماكن الأخرى في إرجاء المدن المصرية تؤشر إن تلك الأصوات تتجاوز عن كونها ظاهرة صوتية , أو أطار يتعدى الإشعار والشعار بل أن طقوس الحراك الشعبي من بسطاء الشعب و نخب وتيارات ليبرالية وحتى إلا سلامية تحمل مطر التغير وإسقاط الحكومة, كرد فعل على أداء فئوي يضع مصالح البلاد في بالونات الحزب, كانت تتجلى منجزاته في ارتفاع معدلات البطالة الى %١٨.٦ وتجاوزت نسب الفقر فيه الى٣٠.٨% بينما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية % ٢,٢ فضلا عن سياسات الحزب الحاكم في أخونة المؤسسة الحكومية والمدنية واعتماد الفتوى و المسبحة معيارا لكفاءة الشخصيات في تسنم المناصب,كل ذلك مدخلات لانسداد سياسي وتمرد شعبي على تلك السياسات الهجينة على الإسلام بشكل عام وعلى المؤسسة المصرية على وجه الخصوص, فمصر أمهلت ولايمكن القول أنها أهملت موضوعها و قد حان الوقت لانطلاق الفصل الثاني من روايتها التي انطلقت في ٢٥ يناير بعد إن فشلت محاولات الإخوان في إنعاش مرسي وإرجاع النبض الرئاسي له عبر التمجيد وإلصاق الصفات به والتي كان أخرها انه يوسف مصر مع انه وصف صحيح فقط من حيث القحط الذي تشهده مصر من شح في الخبز وليس تشابه من حيث الأدوار والأسماء , يضاف الى ذلك المسلسل التضليلي ,الصفقة المشبوهة التي عقدت بين الاخوان والسلفية بعد إن أبعدتهم وفرقتهم لذائذ السلطة وكمحاولة بائسة من حزب مرسي في إعادة السلفية إلى جبهته , بعد إن أدرك هشاشة وضعه ,اقدم على تهيئاة الأجواء لشريكه السلفي في تصفية الشيعة والتي انتهت بمقتل الشيخ حسن شحاته.
ما يحدث ألان في ارض الأهرامات رسالة تتوجه بها الإرادات الحية إلى الزعماء والرؤساء والسائلة لعابهم على شهوات الكرسي , إن الشعوب لا تختزل بشخص أو حزب , والميدان مقصلة الطغاة .