من الامور الجيدة التي تحسب من ضمن ما يذكر ويحسب لرئيس الوزراء جعله جلسة مجلس الوزراء الاخيرة علنية وتنقل عبر شاشات التلفاز حتى ينقل فيها كل ما يدور ويجري مناقشته بعد المهلة التي كان قد طالب بها بنفسه لتقييم الاداء الوزاري ولكي يتعرف الشعب كذلك عن الانجازات ومعوقات عدم الانجاز والتي قدمها الوزراء في تلك الجلسة وكذلك مناقشة اسباب التلكؤ في التنفيذ وكيفية تجاوزها في المرحلة القادمة وخاصة بعد منح رئيس الوزراء الوزارات مهلة جديدة لتنفيذ ما مطلوب منهم والعمل بجدية اكبر من المرحلة السابقة وخاصة وان المواطن ينتظر اداء غير الذي قدم في المائة اليوم السابقة حتى اصبح الحال بالنسبة للوزراء هي مهلة اختبار كفاءة وامكانية , ومن حسنات هذه البادرة كذلك انها جعلت المواطن على الاطلاع وتقريب الفجوة التي وجدت خلال هذه المرحلة بين المواطن والمسؤول حتى وصل الامر الى مرحلة انعدام الثقة بالمسؤول وانعدام الثقة حتى بصدق النوايا في العمل وتقديم الخدمات بل وصل الحال الى ان المواطن بدء يعتبر ان المسؤول متخذه جسرا للعبور والوصول الى المنصب ومن ثم ينسى المواطن وراء ظهره بمجرد وصوله الى قمة السلطة وهذه الحالة اوجدت حاجزا نفسيا عصيبا بين المواطن والمسؤول ووصل الحال الى عدم تصديق أي اعذار تقدم من المسؤول في حالات التلكؤ في الاداء الوظيفي لان ما ينتظره المواطن من المسؤول ليس الاعذار إنما الافعال والاعمال والخدمات التي يحتاجها المواطن في حياته وهو محروم منها منذ سنين .
ما قدمه السادة الوزراء في تلك الجلسة قد يكون فيه مدى معينا من التشأوم لعدم انجاز الكثير من الوزارات ما مطلوب منها ومبررات عدم التنفيذ وجود المعوقات لذلك ولكن بالمقابل هناك نسبة معينة من الراحة لما قدم وعلى الاقل قد تعرف المواطن على ما يدور وما هي المعوقات التي تمنع الاداء وهذا بحد ذاته انجاز في هذه المرحلة وكان الطريق الى ذلك هو المصارحة والمكاشفة الصادقة بين المواطن والمسؤول ,, ان تكرار مثل هكذا مبادرات من شأنها ان تقلل الفجوة بين الطرفين وقد تكون سببا في اعادة روح الثقة المتزعزعة بينهما في المرحلة القادمة ....