استنكر المصريون حكم الاخوان المسلمين ، ورفضوه من خلال حركة [تمرد] ، ولم يدم حكمهم الا سنة واحدة ،عمل من خلالها اعضاء الحزب الحاكم على (أخونة) مؤسسات الدولة ، وتجييرها لهم ، وعملوا على اقصاء الجميع ، بحيث تعاملوا مع السلطة كعاشق مفارق يسابق الزمان ، أو كما يصفها أحد المحللين المصريين ، على أنها فترة (شبق) ولم يشبعوا منها بعد ، حيث كان اخرها تبديل المحافظين بآخرين من الاخوان المسلمين ،الى أن جاء الخطاب الاخير للرئيس مرسي ، والذي كان بمثابة رصاصة الرحمة على حكمهم في مصر ، لما حمل في طياته من لغة تهديد ووعيد والتلويح بملفات يدعي بأنها ملفات فساد على معارضين لحكمه ،( ذكًرَنا ذلك الخطاب بخطابات مشابهة للسلطة التنفيذية في العراق ، استخدمت فيها نفس الأساليب) ، فكانت أهم المنجزات السلبية بالإضافة الى ما ذكر الاصطفاف الطائفي .. التحريض على القتل .. قتل المتظاهرين ..وجر مؤسسات الدولة الى الانهيار اقتصاديا وسياسيا ، وتشويه صورة النسيج المجتمعي المعتدل ، من خلال القتل الطائفي وعملية قتل الشيخ حسن شحاته الذي عده جميع المعارضين السياسيين ،ارهابا إخوانيا سيُلقي بظلالــه على جميع المصريين ، وهذا حصاد سنة واحدة ، فكيف اذا استمر الحكم لسنوات قادمة ؟
إن ما فعلة الشعب المصري من تغيير وانتخاب ، ثم تغيير ، كان بمثابة نموذج يحتذى به وعلينا ان نقف اجلالا وتعظيما لهذا الشعب ، حيث أستطاع كأفراد وبعقلة الجمعي أن يستميل المؤسسة العسكرية ، ويتعاطف العالم كله معه ، ( مع تحفظنا على طريقة سحب بساط الحكم من الحكومة من قبل المؤسسة العسكرية )
أما في العراق فالإرهاب قد تجذر ، وأصبحت له انواع ومشارب شتى ، لا داعي ان نتذكر آهاته كلها ، فالحادثة الاخيرة لمدرب نادي كربلاء ، تعد النوع الاحدث من انواع الارهاب ، وقد نسميه ارهاب دولة بامتياز ، لأن الجاني قوات ((سوات)) ، فلو أردنا ان نتصور ما قد فعله المجني عليه لينال هذه الميتة البشعة ،لا يمكن لعقول كل العراقيين استيعاب تلك الحادثة ، التي لم يسجل التاريخ مثيلاتها لحد الان في العراق او العالم ، على المستوى الرياضي ، فهل أدخَلَ المرحوم سيارة مفخخة للملعب ، أو مجموعة ارهابيين ، او أنه ربما كان يرتدي حزاما ناسفا ، أو قتل عدد من المواطنين ، أو ماذا فعل يا ترى ؟ مع علم الجميع أن بعض الارهابيين من الدول المجاورة والغارقين بدمائنا استطاعوا الرحيل الى بلدانهم بسلام ، وبصفقات مشبوهة وغير معروفة للجميع ، لكنها ليست خافية على العراقيين .
بحثت عن معنى كلمة ( SWAT ) فوجدتها (( أسحق ) وفعلا صدق من سمى هذه القوات ، فقد سُحق رأس محمد عباس أمام العالم كله وقتل بدم بارد ، ولم تعرف جنايته ، وكان الاجدر بهذه القوات الدفاع عن العراقيين والهجوم على الارهابيين ، لكن العكس هو ما حصل تماما ، فهل سنرى بعد أيام نتائج اللجنة التحقيقية في هذه القضية ؟ ،أم أن التسويف سيكون حاضرا كما في كل اللجان السابقة ، وستكون نتيجتها النسيان ، أم ان للجانب الهولندي سيكون كلام أخر ،لأن المجني عليه يحمل جنسيتها ، (وقد رفعت دعوى قضائية هناك لمحاكمة الجناة وفي هولندا )،.... فبرغم العيش الرغيد ،إلا ان حبه لهذا الوطن الفرًار من ابناءه والكرًار عليهم ، جعله ضحية نواياه الحسنة والنبيلة ...
هناك في مصر إرهاب أخواني أعمى لأجل السلطة ، وهنا ايضا ارهاب لكن من الاخ على أخيه ، ومن اجل السلطة ايضا ، وبالتأكيد من فعلها يعمل وفق أجندات اسياده (قانونه الفئوي )، وليس لديه مبادئ ، ولديه سلطة قوية ، ولديه رأس كبير في الدولة العراقية ، وقد يكون الاكبر على الاطلاق ، ولا يخاف من أي قانون ، لكن ما ضاع حق وراءه مطالب ، وهذه المرة ليست ككل المرات ، وسيعود الحق لأهله عاجلا أم آجلا .