عشت عزيزاً ورحلت محموداً في غفلة من الزمن وفي لحظات كادت عقارب الساعة فيها ان تتوقف , فسارت أميلها بتثاقل . وكأنها تحكي لحظة الحزن وتشكي الألم وتعلن انطلاقة الدموع الحارقة . لحظات بمرارتها أمر من العلقم , وبسوادها اشد عتمة من الليلة الدهماء , دقت تلك اللحظة المشؤومة لتعلن بدأ مسيرة الفراق . نعم غادرنا الحكيم عبد العزيز. في محضر تأبينك سيدي بذكرى رحيلك لا يمكن للمشاعر أن توصف فخلجات النفس وسرائر الشعور تزدحم بغصةِ الألم وحرارة الزفرات المنطلقة لفقدك . نعم ايها العزيز : غادرتنا ونحن بأمس الحاجة اليك فقد مسنا الضر , غادرتنا لتغادر معك آملنا وتطلعاتنا لمستقبل العراق الزاهر . سيدي ماذا اصف وأيُ كلام اقول فالحروف تتبعثر على شفتي , ولساني كليل في ان يقول , وقد جف حبر قلمي حزنا لأصف المصاب . إنها الدراما التي لا تفارقنا دراما المأساة الحقيقة لفقد من يَعِزُ علينا فقده . أبا عمار حجم مرارة فقدك يلقي بظلاله على بياني لذكر بعض من مواقفك التي لن ينساها لك العراق وشعبه . فمواقفك الجهادية في كل ميادين الجهاد في اهوار الصمود شاهد على حجم التضحيات وما قدمته لوطنك في سبيل تخليص العراق من ظلم الطواغيت , ونشاطك في مجال حقوق الانسان وتوثيقك لجرائم البعث وسعيك لجعلها قضية دولية وقضية راي عام عالمي لا تنسى ابدا فقد أعريت واظهرت حجم الظلم الذي تقوم به سلطات البعث وكانت تلك الوثائق بمثابة العين العالمية على العراق المسجون في ظل عصابة من القتلة والسفاحين . وبعد زوال دولة الطغيان ووقوفك مع اخيك الطود الشامخ اية العظمى محمد باقر الحكيم في الدفاع عن حقوق ومكتسبات الشعب العراقي , وبعد استشهاده تسلمت قيادة الدفة لتكون خير الخلف لنعم السلف , شاركت في مجلس الحكم لترسخ مبدأ الديموقراطية وترسم مع ساسة البلد الوجه الجديد والمشرق للعراق الموحد الحر . مساهمتك في كتابة الدستور الدائم للبلاد وترسيخك مبدأ الاسلام دين الدولة الرسمي موقف لا ينساه المبغض قبل المحب . زيارتك للولايات المتحدة الامريكية واعلانك منها انطلاقة الحملة والسعي لتخليص العراق من البند السابع واخراج العراق من الوصاية الدولية وكنت أول من نادى بذلك نحصد ثماره اليوم بقرار اممي يقضي بإخراج العراق من هذا البند الذي هو احد مخلفات النظام السابق ولكن الفرحة لم تتكمل بهذا الخروج وانت غائب عنا . ايها الحكيم لا تنسى مواقفك ولن تسنى انت يا اخر سراج من سراجات ابناء السيد محسن الحكيم لقد عشت ايها العزيز عزيزاُ ورحلت عنا مفقوداُ محموداً فسلام عليك ايها الهاشمي يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا في زمرة ابائك الطاهرين محمد واله صلوات الله عليهم اجمعين . عبد الكاظم حسن الجابري ١٣/٧/٢٠١٣ ذي قار ـ الشطرة