ففي كلِّ بقعةٍ من بقاع الأرض الشاسعة نسمع عن قتل الشيعة أمام مرأى ومسمع كل العالم وكل جمعيات حقوق الانسان وكل من له شأن بهذا الجانب دون أيّ تحرُّكٍ لإيقاف نزيف الدم الشيعيّ، كما يأتي ردُّ الفعل إزاء تلك المجازر عكسيّاً من قبل وسائلِ الإعلام المأجورة لتصوّر الشيعيَّ على أنّهُ (إرهابي) عندما يطالب بحقِّهِ ضمن وسائل حضارية وقانونية. فها هو الشيعي في البحرين ومنذ عدة سنين يُقتل ويُنكَّل به ويُحجز في السجون دون أية حماية دولية ودون أن نسمع من منظمة العفو الدولية أي نداء موجَّه للعالم بإيقاف عمليّات اضطهاد الشيعة اللهمّ إلّا أذا كان نداء هذه المنظمة يساوي بين الضحية والجلاد ، كذلك الحال في أرض نجد والحجاز، فالشيعي هناك كافر ومجرم وليس له الحق في العيش كبقية البشر، والدليل عندما أقدم أحد وعاظ السلاطين في مملكة آل سعود البالية على تقديم مقترح للبلاط الملكي يطالب فيه (بحرق) جميع الشيعة المتواجدين على أرض الله في الحجاز منذ عهد آدم عليه السلام أو تهجيرهم والاستيلاء على مدنهم وممتلكاتهم، بينما العالم كله يسمع ولايحرِّك ساكناً ، وكذلك الحال في كل دول الخليج العربي التي تنتهج منهجا منظماً في قتل وتهجير واعتقال كل شيعي في تلك البلدان كما يحدث اليوم في أكبر عملية تهجير بحق كل شيعي يعمل في تلك الدول على خلفية أحداث سوريا، أمّا في العراق فالحرب العالمية الثالثة قد أعلنت من قبل كل الدول العربية والإسلامية وبمساندة واضحة من كل قوى الاستكبار في العالم وعلى رأسِها الصهيونيّة العالميّة، منذ أن أطيح بالمقبور الذليل صدام حيث توالي الإنفجارات والاغتيالات بحق الشيعة دون غيرهم، فلم يسلم أي شيعي في العراق سواء كان عربيّاً أو كرديّاً فيليّاً أو فارسيّاً أو تركمانيّاً أو شبكيّاً ألمهم أن يكون شيعيّاً عراقيّاً من أيّةِ قوميةٍ كان، فهو معرَّضٌ للقتل في أيّة لحظة، وكلّ ذلك لم يحدث لو لم يكن هناك دعم غير محدود ومكشوف من قبل تركيا التي تأوي وتساند وتمدّ الإرهابيّين بكل أسباب القوّة والبقاء أمام مرأى ومسمع الحكومة العراقية والشعب العراقي الذي تقع عليه المسؤؤلية الأولى في قطع كل أشكال العلاقات مع تركيا وطرد السفير التركي من بغداد من خلال الخروج في مظاهرات مليونية تطالب الحكومة العراقية بذلك.
أما الدول العربية مثل الأردن وقطر والسعودية فيجب على حكومتنا العمل بكل قوة لتجريم هذه الحكومات من خلال الأدلّة القاطعة ضدّها وتقديم تلك الأدلّة لمحكمة العدل الدولية وإلى الأمم المتحدة كي تتخذ الاجراءات القانونية في كيفية التعامل مع تلك الدول التي تعلن صراحةً عداءَها للعراق الديموقراطيّ الفدراليّ الجديد، فالذي يذهب إلى الأردن هذه الأيّام وتحديدا في المناطق الراقية من عمّان حيث يعيش (الإرهابيّون العراقيّون) هناك بكلّ حريّة وأمان متنعِّمين بالدعم العربي الغير محدود وبالحماية من قبل السلطات الأردنية لهم، وتكاد تكون عمّان المنبع الأوّل والمصدر الأوّل لكل الإرهابيّين الذين يذهبون الى العراق. وفي الأردن أكبر شبكة للتجّار العراقيّين الذين لديهم صلات مباشرة مع الإرهابيّين والقتَلة، فهم يسيطرون سيطرةً شبه كاملة على السوق العراقية من خلال شراكتهم للكثير من السياسيّين العراقيّين البعثيّين في صفقات تجارية كبيرة يذهب جزءٌ كبيرٌ من أرباحِها إلى الإرهابيّين لديمومة إرهابهم وقتلهم للشيعةِ في العراق.
أمّا في قطر التي تأوي أكبر عدد من الضباط العراقيين من مخانيث البعث حيث حدثني صديق لي قبل أيّام بأنّ ١٤ عسكريّاً عراقيّاً ممّن كانوا قد ساهموا في قتل الشعب العراقي قد تمَّ سفرهم إلى قطر بغية التخطيط للأعمال الإرهابيّة في العراق حيث التحقوا مع رفاقٍ لهم هناك لتنفيذ تلك العمليات. إنّ العمليّات الإرهابيّة ستبقى مستمرّةً إلى مالانهاية إذا لم يتم تجفيف منابع الإرهاب في هذه الدول التي تعلن بكلّ صراحةٍ وقوفَها ضدَّ الشيعةِ في العراق. ففي الوقت الذي لاتزال حكومة الإرهاب في السعودية لم تعترف بالعراق الجديد، تذهب حكومتُنا إلى هناك لتسليم المجرمين والقتَلةَ السعوديّين الى بلدهم الذي يحتفل بهم حالَ عودتِهِم على أنّهم أبطالٌ لكونهم ساهموا بقتلِ الشيعةِ في العراق.
كما لايفوتُنا هنا التلويح بأنّهُ لايوجد مسؤول عراقي من أبناء القائمة البعثيّة من النواب والوزراء عندما يكون متواجداً في العاصمة الأمريكيّة إلّا ويقوم بزيارةٍ إلى السفاراتِ الإسرائيليّة والقطَريّة والتركيّة، ولايفوت أي أحد من هؤلاء عندما يكون في واشنطن إلّا وتحدث للإعلام الأمريكي عن ارتباط شيعة العراق بإيران !! ولايرعوي أيٌّ منهم عندما يكون في واشنطن إلّا وتحدّثَ زوراً وبهتاناً عن التهميش وعن القتل والإغتيالات بحق البعثيين بينما العكس هو الصحيح، ولايوجد موظف منهم ومن أتباعهم يعملون في أي سفارةٍ عراقيّة إلّا وعملَ على تخريب سمعة العراق. إنّهم يعملون في السفارات العراقية ويتقاضون أجراً كبيراً على ذلك، ولكنهم أعداءُ بلدِهم العراق وسيبقون كذلك الى يوم الدين. والمضحك أن سفيراً من هؤلاء عمل لمدة عشر سنوات في السلك الدبلوماسي وطيلة مدة عمله كسفير كان ضدّ العراق وعندما وصل الى سن الخامسة والسبعين من عمره وأحيل الى التقاعد براتبٍ ضخمٍ شكَّلَ منظمّةً الآن تعمل بكل قوّة ضدَّ العراق ويكتب في عدة صحف ضدّ العراق الذي كان سفيرَهُ قبل أيّام ..
جابر الجبوري