تأتي أهمية النقد في الكشف وتفسير وتشريح واضاءة معطيات لا تيستغني عنها الحياة في اي مجتمع او ثقافة من ثقافات العالم اليوم.
فبدون النقد ستظل مياه الفكر راكده متوارثة، بعيدة عن الفهم والمكاشفة. وهذا ما يجعل المنجز النقدي رسالة تنويه واداة طليعية في التغيير.
وكتاب ((مقاربات نقدية في الثقافة والتراث)) يحاول ان يكون ممارسة في هذا الحقل الذي لا يقل اهمية وخطورة عن الخطاب النقدي للصوص، بل هو توسيع له فقه وانتقال مصاحبه الى تخوم اشمل وأتم.
جاء هذا الكتاب في ميدان تلبيه لدعوة كريمة من لون د. نوفل أبو رغيف، مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة، ضمن مشاركته في معرض الشارقة الدولي للكتاب، والتي كان لها وقع خاص في نفس المؤلف لما لها نت دلالة تفقد المؤسسات الثقافية لمثقفيها وانفتاحها عليهم، على نحو لم نعهده في تقاليد مؤسسات الدولة. وقد اشتمل الكتاب على اربعة اقسام بدءاً بالاطروحات النقدية الشائكة حول مفهوم التراث في العقل العربي، مروراً بالاطروحات النقدية حول الادب، ورموز بارز من رموزه، هو الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ وانتهاءاً بالمقاربات الخاصة ببنية العلاقات الثقافية وافاقها على المستوى المحلي والخليجي والعربي.
(خلف الاحمر)
كبير رواة البصرة المفترى عليه
(ت ١٨٠ هـ)
ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية وهي سلسلة شهرية ثقافية تنناول مختلف العلوم والفنون والاداب صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة العدد ١٢٢ والموسوم بـ ((خلف الاحمر)). دراسة وتحليل د. عبد اللطيف حمودي الطائي يقع الكتاب بـ (١٨٩) صفحة من القطع الصغير.
تأتي اهمية هذا الكتاب بقيمة الجهد المبذول من قبل الكاتب لخدمة تراث اشرف لغة لاكرم كتاب، من خلال كشف الغموض الذي احاط بسيرة الروائي (خلف الاحمر) واظهاره على حقيقته. علماً ان كبار رواة الادب العربي لم يسلموا مما دسه الشعوبيون وصننعوه ومن بعدهم المستشرقون في محاولاتهم البائسة للنيل من التراث العربي، وهذا هو أحد اسباب الشروع بجمع المعلومات والروايات القادحة والمادحة في صفحات المصادر القديمة التي تناولت العالم الرواية (خلف الاحمر).
يتكون الكتاب من مقدمة وخمسة فصول ضم الفصل الاول ثلاثة مباحث، الاول تناول شخصية خلف الاحمر وتناول المبحث الثاني اسرته وعقيدته وتكفل المبحث الثالث بدراسة مجلسه العلمي، فضلاً عن علاقته بأبي عمرو بن العلاء والشاعر بشار بن برد. فيما خصص الفصل الثاني الذي تكونه من تؤطئة ذكره فيها آثار خلف الاحمر. ومبحثين حمل الاول عنوان خلف الاحمر ناقداً فيما حمل المبحث الثاني اراؤه اللغوية. وتناول الفصل الثالث منصه ادبية لمحاكمة خلف الاحمر وتكون من ثلاثة مباحث تناولت في أولها خصوم الخلف الاحمر وهم فئتان: متشددة واخرى اقل تشدداً وتكفل المبحث الثاني بذكر انصاره ومؤيديه فضلاً عن ذكر العلماء الذين وثقوا مرويات الخلف الاحمر. وتناول المبحث الثالث العلماء المعتدلون وتم تخصيص المبحص لدراسة لامية العرب وكان بعنوان (لامية العرب بين النفي والاثبات) اما الفصل الخامس فتتكفل بدراسة لامية الشنفري في رثاء تأبط شراً والمتهم خلف الاحمر بنحلها وختم الكتاب بخاتمة موجزة اعقبتها بقائمة المصادر والمراجع.