فقد نفذت عصائب الإرهاب تهديدها ووعيدها بإطلاق ما وصفته بـ(غزوة) العشرة الأخيرة من شهر رمضان.. بعد (غزوتيها) في بداية شهر رمضان.. وفيما عُرف بعملية (هدم الاسوار) التي نجح الإرهاب في إطلاق المئات من قياداته من أكبر سجون البلاد.
تفجيرات الاثنين الدامي الأخيرة.. طالت مناطق عدة في العاصمة كالحرية ومدينة الصدر والشرطة الرابعة والبياع والمشتل والحبيبية وغيرها.. فضلا عن مناطق في البصرة والسماوة الكوت ومناطق أخرى متفرقة.. ورسالة عصابات الإرهاب كانت واضحة بشدة للحكومة والشعب معاً بإن قدراته باتت تطال أشد المناطق تحصناً كالسجون الكبرى شديدة الحراسة.. وفي أي التوقيتات التي ترتأيها قيادات الإرهاب.. وصوب أية أهدف ينتخبون.. بعدما اطاحوا بمنظومة استخبارات الحكومة بالضربة القاضية.. إذ اثبتت تلك المنظومات عجزها الكامل إزاء التعامل مع المعلومات الاستخبارية المسبقة.. فما سُمي بـ(غزوة العشرة الأخيرة من شهر رمضان) كانت معلوماتها متاحة منذ أكثر من عشرة أيام قبل موعد تنفيذ الاعتداءات الأخيرة.. غير ان سلطات الامن لم تحرك ساكناً .. ولم تستثمر تلك المعلومات .. ولم تمر تلك المعلومات كما هو مفترض بمراحل.. التدوين والتقويم.. ثم التحليل والاستخلاص.. وبعدها بإكمال المعطيات قبل اتخاذ القرارات.. أي شيء من هذا لم يحدث البتة.. إذ إكتفت سلطات الامن والاستخبارات والمخابرات بالتفرج إنتظاراً ليوم تنفيذ الإرهابيين لوعيدهم باستهداف الناس المدنيين العزل في أماكن تجمعهم في المساجد والأسواق والساحات والميادين والمساطر حتى.. وعندها سنلحظ نشاطاً متميزاً لسلطات الامن إذ تشرع بإحصاء وعدّ جثث وجرحى ضحايا تلك التفجيرات الإرهابية وبحرصٍ شديد مع قطع الطرقات واحداث الزحامات والاختناقات المرورية لتعود ادراجها فيما بعد ثكناتها هانئة مطمئنة.
هو عجزٌ حكومي واضحٌ وبيّنٌ بإمتياز إذن في موضوعة توفير الحماية للناس والمدن.. الامر الذي جعل المطالبات الشعبية تتعالى بضرورة إتاحة المجال لتشكيل لجانِ حمايةٍ شعبية مناطقية محلية بإشراف حكومي مادام الإرهاب في وتيرة إستقواء مضاعف بعد أن عزّزَ صفوفه بمئات القيادات المدرّبة والخبيرة التي سَرّحتها قضبان سجوننا العتيدة (أبو غريب) و(التاجي) مؤخراً.
وتبقى التساؤلات حيرى في أذهان الناس.. لِمَ لا تعتمد الحكومة وسلطات الامن الى مكاشفة الناس بعجزها عن توفير الحماية لهم؟؟ ولم لا تفصح عن نتائج التحقيقات السابقة ومصائر عشرات وعشرات اللجان التحقيقية التي شُكّلت في أعقاب كل إعتداء إرهابي إطاح برؤوس الشباب والنساء والأطفال في مدننا؟ ولم رفضت قيادات عمليات بغداد وديالى أن تحضر للمسائلة تحت قبة البرلمان حول موضوعة هروب مئات السجناء؟.. ولم..؟ ولم..؟ .. تساؤلات لا متناهية تدور بخلد المواطنين لا تجد لها إجابات.. لكنهم وقفوا عند مقولة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.. وهم يستحضرون يوم شهادة هذه الأيام وسط تيه تساؤلاتهم .. ليسمعوا صوته يصدح من عمق التأريخ .. ومن كلماته الخالدة.. مدوياً بكلماته : " ما غـُزي قومٌ في عُقرِ دارهم.. إلا ذلوا.." .
سعد صاحب الوائلي
waellynas@yahoo.co.uk
٣٠/٧/٢٠١٣