ونحن في العراق منذ ٢٠٠٣ ودمنا مستباح من قبل أشرار الأرض وشذاذ الأفاق، وتزداد الهجمة شراسة وقوة بتقادم الزمن، حتى وصلت أعداد قتلانا إلى مئات الألوف، ونحن نعرف من يسفك دمائنا ويستحلها، ونعلم من يساعد ويدعم قتلتنا، ولنا كحال كل شعوب الأرض حكومة يفترض أن تكون مأتمنه على دمائنا وأعراضنا وأموالنا، وكلما مر يوم حلمنا بغد أفضل وكلما ختمنا مأتم لعزيز نمني النفس أن تكون الحكومة قد قطعت دابر الإرهاب ووضعت الخطط الأفضل والأنجح لمواجهة تلك الهجمات الظالمة، وسيكون هذا المأتم الأخير لفجائعنا، لكن الأليات هي هي، والموت يوزع علينا بالتساوي جغرافياً ومذهبياً.
والجديد دائماً هو ماكان بالأمس بعد كل عمل إرهابي، تُغلق الطرق ويضيق على الناس، وتصريحات تتهم هذا أو تحمل المسئولية لذاك، وظل الأمن حُلم لايمكن أن يتحقق في ظل هكذا مُعالجات وممارسات عرجاء، وليس بيدنا إلا التضرع للسماء علها تُخلصنا مما نحن فيه، ونحاول أن نختلق الأعذار والتبريرات للحكومة، والسبب انها تدعي الإنتماء للطائفة الأكبر في البلد..!
وأن اعانتها واجب علينا، فقد جاءت بها صناديق الإقتراع، وهي نتاج لمعادلة واقعية لمكونات الشعب العراقي، حتى رزئنا بأن كل الدماء التي سالت على أرض العراق بأيدي القاعدة وعتات الإجرام، كان السبب فيها أبناء البصرة وكربلاء ومدينة الصدر..! وعلى لِسان رئيس الحكومة، وأن من أنتهك سيادة الدولة في ابو غريب والتاجي هم جيش المهدي، ليصدر براءة للقاعدة وعتاتها، وأن رئيس الوزراء هو الذي انقذ أهل البصرة مما عانوا، وكذا كربلاء، ولكن سيادته لم يتطرق للأنبار والموصل.!
لاننكر أن البصرة وكربلاء اُستبيحت لفترة من قبل بعض الخارجين على القانون، لكن هل يُمكن مقارنة ماحصل فيهما مع ماحصل ويحصل في الغربية، اذن أعلن رئيس الحكومة انتمائه الحقيقي، فحينما يبرء القاعدة من جرائمها، ليلصقها بالطائفة التي يدعي الإنتماء اليها، هو يعبر عن حقيقة إنتمائه التي أفصح عنها حليفة الإرهابي مشعان الجبوري، وعبر بوضوح عن نواياه ضد أبناء الطائفة الأكبر، التي أجلسته على الكرسي، ودافعت عنه في أحلك الظروف، وضحت بابناء لها من أجل إستمرار حكومته.
فمازالت بيوت أبناء مدينة الصدر مهدمة بقصف قوات دولة الرئيس، في الحملة التي شنها ضد البعض القليل من أبنائها، في حينها كنا نمني النفس أن يشن دولته نفس الحملة على مجرمي القاعدة في الأنبار والموصل، رئيس الوزراء في لقاءه الاخير في قناة العراقية، حمل الأغلبية كل مشاكل البلد ونسى تضحياتها، وبرء المجرمين من كُل الدماء، فهل فهمت الأغلبية الرسالة وهل ستتعامل معها كما ينبغي....