يسقط حكم المفسد

أحد الشعارات التي أطلقها المتظاهرين في مصر هو شعار يسقط حكم المرشد في أشارة منهم  الى  نظام لإخوان المسلمين,  الذي ادخل البلاد في دوامات وأزمات سياسية وأقتصادية جعلت الناس تدرك عدم أهليتهم على الامساك بزمام الامور وتولي مقاليد الحكم, ممادفع الشعب المصري للنزول الى الشوارع للمطالبة برحيل الاخوان عن سدة الحكم وترك السلطة , وفعلا" تحقق ذلك وحصل الشعب المصري على مبتغاه بعد ان اعلن المجلس العسكري بقيادة السيسي قراره بوضع الرئيس مرسي قيد الاقامة الجبرية وتشكيل حكومة مؤقتة لحين الشروع في أنتخاب رئيس جديد, وبمقارنة الوضع الحالي في العراق مع الاوضاع في مصر من ناحية تدهور الاوضاع الاقتصادية والسياسية نجد الموضوع لا يختلف كثيرا" , فإذا كان حكم المرشد قد عاث فسادا في أرض الكنانة  فحكم المفسد في أرض الرافدين ليس بأقل من ذلك بل ربما أكثر بأضعاف مضاعفة  , فالفساد المستشري في البلاد أذاق العراقيين الأمرين , فانعدام الخدمات وتردي الواقع ألامني , وصفقات الاسلحة المشبوهة , وانتشار البطالة , وتحويل البلاد لنظام الخصخصة , وتردي الواقع المعيشي لشرائح الشعب العراقي وخصوصا" الأرامل والأيتام , وترجيح كفة المحسوبية والمنسوبة على حساب الكفاءات , وأدخال البلاد في نفق الطائفية المظلم , وألاستهتار بالدم العراقي وارواح الابرياء , كل هذه الكوارث هي من تبعات حكم المفسد , فكل من يقف وراء شراء صفقات الاسلحة المشبوهة هو مفسد , وكل من يسرق اموال الشعب العراقي هو مفسد , وكل من يتاجر بدماء الابرياء هو مفسد , وكل من يهمش الكفاءات هو مفسد , وكل من يغطي على السرقات ومن يقف ورائها هو مفسد, وكل من جعل العراق معظم الشعب العراقي يقبع تحت خط الفقر هو مفسد , فإذا كان الشعب المصري لم يحتمل حكم المرشد لمدة عام واحد فكيف يحتمل العراقيين الجور والظلم بعد ان كان من المفترض ان يغلق ملف الظلم والطغيان واستعباد العراقيين بعد عام ٢٠٠٣؟ وأذا كان الجيش والشعب المصري قد قال كلمته الفصل  ازاء حكم الإخوان, فليقل الشعب العراقي كلمته الفصل في الانتخابات المقبلة لتغيير الواقع نحو الافضل فقد فات اوان السكوت على المفسدين وسراق المال العام وحان الوقت التغيير وليقرر الشعب مصيره ويعلن سخطه على حكم المفسد ولاينخدع بالوعود الكاذبة فمن لم يتغير على مدى سنوات لن يتغير خلال يومين او شهرين  لان من يطمح لسرقة المال العام لن يسعى أبدا" لأنصاف الشعب في يوم من ألايام .