رُبَ يومٍ بكيتُ منهُ فلما صِرتُ في غيرهِ بكيتُ عليهِ
شهدائنا اثنان فقط ، والجرحى كلهم ينعمون بالصحة والعافية، ولم يبقى منهم أحد في المستشفى.
هذا ما صرح به من يحق له التصريح فقط من الوكالات الامنية. تتبعها مكرمة المليونين، لكل شهيد سقط بمفخخة، ومن خرج سالم الروح، فله النصف وإن كان متناثر الاشلاء ويشم الهواء فحسب ، والإستلام بعد زمان لا يُعرف مداه. الأمن مفقود، ولوفقدنا طفل واحد، فكيف بالآلاف التي تذهب ضحايا، لتبقى منطقة السلاطين سالمة، معافى أهلها وعرش السلطة مرفوع الرأس فيها .
الاعمار والبناء والاستثمار سقط ، ولا أنباء الا عن الفساد الذي أعترى أكثر المشاريع ومنها الكهرباء الماء النفط الصحة التعليم البطاقة التموينية والمعونات الاجتماعية ، بل وحتى مشاريع المزارات الدينية التي تقع تحت لواء الوقف الديني المرتبط بالحكومة، الكل يبحث عن العلة وهي حتما واضحة بينه لكل ذي لب، لكن أين هي يا ترى ؟..
عندما يوضح صنف من الرجال في غير محلة، فهو "فساد إداري" فيأخذ هذا في الايغال في الفساد الاداري والمالي أكثر وأكثر، ليجد له معاونين من نفس صنفه، وبذلك تكونت لديه طبقة، وأصبحت عصابة صعب اختراقها ، وعند التقدم في الزمان لأكثر من دورة انتخابية ، يزداد الصراع بين أفرادها، ويتنافسون على النهب والسلب وجمع ما يتيسر لهم من المال الحرام والسحت الزؤام ، لتسقط الدولة في فخ كل مكروه، ومنه الارهاب الذي يأتي من الدولة على أبناءها ، وهذا ما صرح به القائد العام للقوات المسلحة جهاراً نهاراً، ومن غيرِ حياء، ليعين شعبة على اكتشاف رأس الداء .