نعم دولة اليهود لا دولة المتطرفين , فالمتتبع للعملية السياسية يلمس فشل كبير للمشروع الطائفي بعد نجاحه الباهر بالثورات الشعبية التي شهدتها بعض الدول العربية, وتسلقهم تحت مسميات السلفية والأخوان ومن لف لفهم أكتاف هذه الثورات وصولا للسلطة , وعرفت زورا بالربيع العربي, فما حافظوا عليه طيلة عقود كفاحهم , فقدوه سريعا بفترة حكم قصيرة نتيجة بغضهم الناس ومشروعهم ألتفردي الداعم لتنظيم القاعدة التكفيري , فذل الفشل في مصر وتونس مرير , قد يكون الوضع في مصر أكثر وضوحا للان من تونس وليبيا , الواقع يؤكد إن تونس مرشح قوي لفشل جديد تشهده ساحاتها السياسية لتجربة حكم المتطرفين, أما ليبيا فلا يمكن التنبوء باستقرار قضيتها حاليا لتعقد ظروفها ( الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والجغرافية وما إلى ذلك ) .
العسكر المصري قال كلمته: "لا لعودة مرسي وأعوان المرشد" بتأييد شعبي باهر رجح كفتهم على الإخوان , هذا التقهقر الاخواني , رافقه تعاطف يهودي , فقد سبق لمرسي إن ابرق اليهودي بسلام خاص متعهدا, مقرا بدولته (وما خفي كان أعظم), ولكن سرعة السقوط والتحرك العسكري الفاعل , أربك اليهود , ودفعهم لإدانة فعل العسكر وعده انقلابا على الشرعية !!!!!!
بل تقديم الدعم لهم , والتصريح علنا بظلمتهم ,فما كان للإخوان إلا إن لجاءوا إلى عدوهم المزعوم وحليفهم الأكيد اليهود , لينفذوا أجندتها التخريبية , مقابل دعم يهودي لوجستي , وتعهد بنصرتهم في مصر وسوريا , وتسهيلات اقتصادية وسياسة في ليبيا, متناسين إن هذا الأمر سيبعدهم عن عروبتهم وان كان مشكك بها , وعن دينهم ألذي جعلوه بتصرف غطاء لأفعالهم لا أكثر , العدوانية التي شملت معظم الدول العربية , إبتداءا من العراق وصولا إلى سوريا ولبنان , لا سيما وان في العراق خلايا منتشرة على امتداد مساحة واسعة منه فاعلة ونائمة بظروف الحدث والحادث السياسي تمتلك قدرا من التدريب والتسليح والدعم السياسي و اللوجستي العالمي والإقليمي , تتغذى على أزمات البلد السياسية ومنه تستمد قوتها .
فعلى الساسة العراقيين مراجعة الذات والتعامل مع الأمور بجدية وسلاسة بحيث تتغلب مصلحة الوطن وصولا للنصر في هذه المعركة المصيرية والمتعددة الأقطاب .
إن الاختلاف القومي والتعددية الطائفية خط احمر, وسلاح ذو حدين يمكن إن يكون منفذ للاقتتال الداخلي كما ترغب به قوى التطرف والهيمنة , او مصدر للإخاء واللحمة الوطنية كما ترغب به قوى الوسطية والاعتدال , فان أعطينا الفرصة للمتطرفين استغلوها , وسادونا بمخاوفنا , أما إذا أغلقنا الباب بوجههم أرعبناهم وحجمنا دورهم ,مما سيسر القضاء على بؤرهم وتجفيف منابع تمويلهم , فبتجمعنا نقوى وبفرقتنا نضعف ,هذا مسلمات , لكن تحقيقها ليس بهذه البساطة أنها مسئلة قناعات مشتركة , وتضحيات جسام يجب إن تقدم في سبيل الوطن والسلم الداخلي, أنها قضية تكاتف بين مؤسسات الدولة والشعب , تتطلب قيادة همها الوطن وحده, لا مصلحة فئة على حساب الأخرى لا مصلحة حزب على حساب الآخرين, فليس ما يشهده العراق حرب موجهة لحزب أنما هي ضد كل أطياف العراقيين , حكومة تعمل من اجل الوطن , لأنها فيه تعيش وتبقى , من اجله تضحي لا من اجل مستقبل غائم في إحدى الدول الأجنبية او العربية, فامن غوائلهم من امن الوطن , إن لا يحكمنا أشخاص يعدون العراق مصدر رزق فقط , وفرصة يجب إن تستغل ,هم و أهلهم يمتلكون جنسيات أجنبية , ويسكنون في الخارج مستقرين امنين مترفين بأموال العراق يصرحون من بعيد .