وضعت الأنظمة الدبلوماسية لغرض تنظيم العمل الدولي وجرت العادة في معظم الدول على الاهتمام بهذا الجانب حتى باتت كقوانين ومسلمات تجري بين الهيئات بمختلف أنواعها وأصبحنا اليوم أصحاب ابتكار بفضل سياسينا الذين خرقوا كل الأعراف المنهجية والدبلوماسية والقانونية لنبتكر تجربة فريدة من نوعها وهذا بفضل الديمقراطية التي لا يعرف لها ملامح ولا أصل فنستخدمها متى أخطأنا ونتنحى عنها متى ما لم تتوافق مع مصالحنا السيد رئيس جمهورية العراق جلال طالباني خرق العرف الدبلوماسي الدولي ليأتي بحالة نادرة جدا تحمل مدلولات لا يقرها أبناء شعبنا وهي زيارة السفير الأمريكي في العراق في السفارة الأمريكية لغرض التباحث وتبادل الرأي حول مجربات الأحداث على الساحة العراقية وبهذا يكون أول رئيس متواضع يقوم بهذا الفعل وكما أكد على ذلك النائب من القائمة الكردستانية محمود عثمان مبررا بذلك خرق لرئيس الدولة وليت السيد جلال الطالباني كان تواضعه مع شعبه في الشمال أو الوسط أو الجنوب كما تواضع للأمريكان فلم نشهد للسيد الرئيس يوما إن زار فقيرا أو متعففا أو يتيما أليس هؤلاء ومن باب أولى يستحقون التواضع .
إن السيد جلال رئيسا للعراق وبالرغم من توجهاته الحزبية فبمجرد وان جلس على عرش الرئاسة لا يمثل نفسه ولا حتى حزبه بل يمثل العراق بكل طوائفه وقومياته وتوجهاته يمثل الفقير ويمثل الغني يمثل الفلاح ويمثل العامل ويمثل التاجر ويمثل الشاب والمرأة والشيخ وكل مكونات العراق ولكن سيادة الرئيس لا يعمل ضمن ضوابط المسؤولية التي تسلمها أمانة باسم الشعب ويعمل وفق الاجتهاد الشخصي كما يعمل الآخرون في دولتنا الكريمة كما انه يحاول التنصل من مسؤولية بحجج واهية من قبيل عدم التوقيع على إحكام الإعدام الصادرة بحق من أجرم وسفك دماء العراقيين ومن ضمنهم أبناء جلدته عذرا سيدي الرئيس عليك إن تذكر نفسك قبل إن يذكرك الآخرون بما أنت عليه اليوم وان تعمل لصالح العراق جميعا بكل أطيافه وتحسب حسابا لكل تحركاتك التي تحسب عليك وانعكاسها على أبناء شعب العراق إن زيارتك للسفير الأمريكي لم تكن في محلها ولم تكن من باب التواضع أو حل أزمة معينة بل جعلت من زيارتك نوعا من الرضوخ العراقي والانهزام إمام الأمريكي جعلت من اهلك وشعبك هوانا إمام الغريب المحتل نحن نحترم شخصك ولكن نرجوا منك إن تكون أكثر ارتياحا من الأمريكان وأذكرك بقول أمير المؤمنين ( أستعن عمن شئت تكن نضيره)