البالون الاعلامي الذي اطلق قبل ايام قلائل السيد علاوي بتهديده بسحي الثقة من حكومة المالكي والعودة الى اجراء انتخابات مبكرة لم يأتي من فراغ لأنه لو لم يجد الدعم لهذا المشروع لما اطلقه وخاصة وانه قبل ايام كان في اربيل وقبلها كان في العاصمة البريطانية لندن وكذلك لم يصل في تصريحاته الى هذا الحد على ما يبدو الا بعد ان عجز من مصداقية رئيس الوزراء في تنفيذ بنود الاتفاقات التي تمت في عاصمة كردستان العراق مدينة اربيل ويأس من كل المحاولات التي بذلها ويبذلها رئيس الجمهورية السيد الطالباني واكتشافه كذلك اللعبة التي يلعب بها السيد المالكي وهي كسب الوقت وعلى حساب ما قدمه من اتفاقات في حينها من اجل الحفاظ على كرسي رئاسة الوزراء .
ولكن بالمقابل مدى خطورة مثل هكذا تهديدات في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق سياسيا وامنيا لانه لا زال هناك من ينفذ ويبتغي بقاء الوضع الامني العراقي في سوء وبالتالي فأن اطلاق مثل هكذا تهديد سوف يتيح للمتصيدين بالماء العكر ان يستغلوا الفرص السانحة من اجل ايذاء الشعب العراقي الذي لا ناقة له و لا جمل بما يجري في قمة الهرم السياسي العراقي من خلافات وصراعات ومن اجل مصالح شخصية بحتة وبكل تأكيد فأن اولئك المتصيدين سوف يتسببون بإيذاء الشعب وليس الساسة المحصنين خلف لجدران الكونكريتية في المنطقة الخضراء وسببوا ازمة سياسية لمجرد رفع تلك الجدران من امام منزل احد السادة المسؤولين قبل اشهر قليلة
ان اطلاق مثل هكذا تهديدات علنية وعبر وسائل الاعلام له مردودات سلبية على الوضع الامني في العراق وكان من المفروض دراسة مثل هكذا تصريحات قبل اطلاقها كي نحمي ابناء الشعب الذي لا حول له ولا قوة ولكن ولمجرد تضارب المصالح اصبح الشعب هو الضحية وحين يكونوا الساسة منسجمين لايكون للشعب نصيبا مما ينعمون به من انسجام .