ما تشهده مدن سوريا من احداث وتظاهرات وكذلك تصاعد وتيرة الرغبة في تحقيق تغيير على مستوى الاصلاح في الحكومة يجعلنا في موقف الانتظار متى يصعد بشار الاسد في قطار التغيير الشعبي الذي ركبه قبله الرئيس التونسي والرئيس المصري ويبدو ان الرئيس اليمني ايضا ينتظر في المحطة القادمة ليصعد معهم وبكل تأكيد سيكون الرئيس الليبي في الانتظار هم لكي يكون معهم في نفس القطار.
خاصة إذا ما علمنا الثقة التي كان يتمتع بها الاسد من قبل قادة دول الغرب قد سحبت منه وانه ليس بالرجل الذي لا يمكن الاستغناء عنه وكان هذا التصريح لوزيرة الخارجية الامريكية وهذا دليل ان الاسد كان لديه مصالح تجمعه مع الغرب ومصالح عميقة ولكنها لم تنفعه وتخدمه في مسعاه في البقاء بالسلطة وخاصة وان النهج والاسلوب الذي تعامل به مع شعبه في معاجلة التظاهرات الجماهيرية هو نفس الاسلوب الذي تعامل به من قبله الرئيس الليبي وبالتالي فأن الغرب هم الذين شنوا الحرب ضده لمساعدة الثوار والشعب لتخلص منه وليس مستبعدا ان نسمع خلال الايام القلائل القادمة ان امريكا ودول الغرب وهي تقدم الدعم والمساندة لأبناء الثورة السورية وتخلصهم من الرئيس الاسد .
امريكا والغرب اليوم بدء يشعر ان زمام امور المنطقة العربية بدأت تخرج عن نطاق السيطرة والتحكم وما كانت تخطط له وكان ارادة الشعوب العربية اقوى من كل ما كانت تخطط وتفكر به وبذلك فأنها عدلت من استراتيجيتها في هذا المجال فبدل ان تكون عدوا لتلك الشعوب وتساند قادتها فأنها اتخذت الموقف العكس بحيث اصبحت تقف مع الشعوب ضد الحكام من اجل كسب موقف مساندا امام تلك الشعوب في المستقبل وهذا كله ليس من باب حب الشعوب العربية وإنما من باب المحافظة على المصالح الامريكية في المنطقة وكذلك رعاية لابنتها المدللة اسرائيل والموجود في المنطقة ,, وهذا كله لم يطبق في البحرين ولم تساند الشعب البحريني في ثورته ضد النظام الحاكم لأنها تجد فيه الخادم المطيع والراعي الحقيقي لمصالحها و لا يعلم احد ما قدمه الرئيس البحريني من تنازلات من اجل البقاء في السلطة وقمع الشعب البحريني الشقيق .