عندها سأل الضحية الجلاد قائلا : ما هذا الصوت؟
فأجابه الجلاد قائلا ؛ وما شانك أنت بالصوت ، انك ستموت عما قليل .
قال الضحية : إن مت أنا ، فالحقيقة لاتموت .
قال الجلاد : هذا الصوت ، كان منبعثا من طائرات "العدو" المحلقة في السماء ، قال الضحية : أي "عدو" تقصد؟
(كان قصد الضحية ، يعني أنتم أيضا عدو ، ولا أميز بينكما).
يذكرني هذا الموقف ، بحرق أحد بيوت المعارضين في احدى مناطق أهوار الجنوب العراقي ، من قبل أحد المسؤولين في النظام المقبور ، يذكر أنه بعد اتمام عملية الحرق ، عاد رتل الجلاوزة إلى منطلقهم ، اعترضهم صبي من أهل المنطقة لم يبلغ الحلم بعد ، فسألهم قائلا : من تكونوا أنتم ؟
هكذا قال : "هل أنتم "العراق" أم "اسرائيل"؟.
استشف من هذين الموقفين ، إن المعيار والجزاء الذي يلاحق أي مسؤول سواء في الدولة أو المجتمع ، عندما يقوم بإلحاق أي "ضرر او إهانة أو خذلان أو ظلم أو ردى أو نصب أو شر أو هضم أو استعلاء أو تسلط أو تقزيم أو جهل أو جور أو حيث أو بخس أو رشوة ...والى آخره من العادات الجاهلية الاموية الموروثة من النظام السابق" بالمواطن العراقي ، فلايلومن إلا نفسه إذا طبق عليه المعيار الآنف من أنه اما "عدو"أو "اسرائيلي" فهنيئا له بزاده الذي جناه بعمله .
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
علي الحاج