يبدو ان الاديب أخذ يصعد من وتيرة تطاولاته؛ حتى وصل الامر به الى التطاول على أهل البيت وظلاماتهم!..
في المنهج الدراسي لكلية الشريعة – جامعة بغداد – مادة تناولت في احدى صفحاتها توصيفا مشينا للسيدة سكينة بنت الامام الحسين عليهما السلام جاء فيه :
( لمع في هذا المجتمع كثيرات من النساء، قدن المرح فيه والظُرف وعملن على تهذيب الاذواق، نذكر بينهن السيدة سكينة بنت الحسين، وقد ترجم لها أبو الفرج في أغانيه ترجمة، صور فيها جمالها وبهاءها ووقارها وأخذها بأسباب الزينة حتى انها عُرفت بتصفيف لُجمّة شعرها كانت النساء يقلدنها فيه، بل كان من الرجال من يحاكيها في جُمّتها. وكانت ظريفة مزاحة، وكثيرا ما كان يختلف اليها اشعب لإضحاكها. وكانت تفسح في مجالسها للرجال والمغنين والمغنيات وللشعراء، وكثيراً ما كانت تفاضل بينهم.)
يعد ذلك التوصيف تشويها لمكانة اهل البيت، وما عُهد عنهم من التقوى والورع والزهد، والنقاء من الرجس والطهارة، وعفة نسائهم وتقواهن، وفي واقعة الطف الفجيعة، خير شواهد على سمو نساء الحسين عليهن السلام.
ذلك التوصيف يضر بالثورة الحسينية، وبواعثها وأهدافها، وينجر ذلك الضرر الى سائر قضايا المذهب الشريف وبالتالي الى الإسلام عموما. فهؤلاء الرموز، أمثال السيدة سكينة عليها السلام؛ هم عماد الدين الإلهي وسفراء رسالته الخالدة.
تضمن ذلك التوصيف إساءة واضحة لشخص السيدة المباركة، استنادا الى مصادر تأريخية ليست من الإسلام في شيء ولا الى شيء، ولو اطلعت على سيَر اولئك المؤرخين، لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا.
وصف ذلك المؤرخ السيدة الطاهرة، بأوصاف يعز علينا ذكرها، فلم نعرج عليها الا في نقل الخبر، لما في تلك التواصيف من اجحاف لحق أهل البيت عليهم السلام ومكانتهم، وجفاء لهم ، وتغرّب من اؤلئك الكتاب عن قيم المروءة والعزة، ومعاقرة للبهتان والنفاق والدجل!.
ربما يعد البعض هذا الفعل من الأخطاء غير المتعمدة، وقد يعطي للاديب تبريرا بعدم معرفته بهذا الامر!. والى حد ما لا يؤاخذ اؤلئك على حسن ظنهم، لكننا نعيب على الاديب انه ورفيقه الخزاعي الذي كان وزيرا للتربية؛ عدم اصغائهما الى نداءات المرجعية ومطالبها، في غربلة المناهج التعليمية من الادران والاوساخ التي علقت بها منذ زمان النظام المقبور. لكننا ومع الأسف الشديد نجد مناهجاً جديدة، وضعت في عهد وزارتي الاديب والخزاعي، تتضمن تلك الاساءات لعترة النبي الاطهار صلوات الله عليهم!.
هل سيستجيب الاديب هذه المرة لنداء الضمير والوجدان، ام انه سيتغاضى عن تلك الأفعال الاموية، التي تريد سوءا بأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم؟!.. وحسبه قول الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء : ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا احراراً في دنياكم.